عملت المملكة العربية
السعودية في الفترة الأخيرة على استقدام نجوم الكرة الأوروبية، من خلال تقديم عروض مالية خيالية.
وقالت صحيفة "ماركا" الإسبانية في تقرير لها؛ إن الرياض استعرضت قوتها المالية خلال فترة الانتقالات الصيفية لاستقطاب نجوم الكرة العالمية.
يرى التقرير بأن القوة الدافعة وراء الاستثمار الكبير للسعودية في
كرة القدم، هو تطلعها لاستضافة كأس العالم 2030.
وأشارت الصحيفة إلى جهود المملكة التي توجت بضم كل من: البرتغالي، كريستيانو رونالدو، والفرنسي كريم بنزيما، والجزائري رياض محرز، وآخرين، لتنشيط الدوري السعودي.
ورغم كل هذا الاستقطاب، إلا أن ذلك لا يضمن للسعودية نجاح العملية الرامية إلى ترسيخ نفسها كقوة رياضية، "حيث لم ينجح أي دوري في ترسيخ مكانته كقوة مهيمنة قبل أوروبا حتى الآن".
وضرب التقرير مثلا بالدوري الصيني، ودوري الولايات المتحدة، وقبلهما الدوري الروسي، الذين حاولوا ذلك سابقا "ولم ينجحوا" .
وأعادت فترة الانتقالات الحالية ذكريات فصول الصيف السابقة، عندما حاولت هذه البطولات (الصين والولايات المتحدة وروسيا) انتزاع لاعبين من فرق أوروبية كبرى، لكن الحماس تضاءل تدريجيا، بفعل عوامل مختلفة.
لكن السعودية لا تواجه حاليا، الوضع نفسه، وفق التقرير، حيث يختار اللاعبون الآن، الانضمام بمحض إرادتهم، وليس بسبب عدم وجود بدائل.
الدوري الأمريكي
سبق أن تمكن الدوري الأمريكي من استقطاب أسماء لامعة في عالم الكرة الأوروبية، خصوصا خلال موسم (2015-2016)، لكن الأجور شكلت تحديا لفرق "MLS ".
وفاجأ النجم البرازيلي، كاكا، وقتها الجميع، عندما غادر ميلان إلى أورلاندو سيتي، بينما انضم ديفيد فيا، وفرانك لامبارد، وأندريا بيرلو، إلى نادي نيويورك سيتي لكرة القدم، وستيف جيرارد إلى لوس أنجلوس غالاكسي.
وفي غضون ذلك، قام لاعبون مثل ديدييه دروغبا، واين روني، وباستيان شفاينشتايغر، بالانتقال إلى الدوري الأمريكي أيضا.
وهذا العام كذلك، تمكن فريق إنتر ميامي من استقطاب أسماء لامعة حين وقع مع نجوم مثل ليونيل ميسي، وجوردي ألبا، وسيرجيو بوسكيتس، لكنه واجه صعوبات لضمهم أمام العروض الخيالية التي تلقوها من قبل نواد "غنية".
الدوري الصيني
دخلت الصين، ولا سيما خلال موسم (2018) ساحة كرة القدم؛ بهدف أن يكون لها دوري قوي بحلول عام 2050.
واستثمرت بكين بقوة في كرة القدم والأندية، لكن عصر "الانتقالات بمليون دولار" انتهى بعد موسمين، بسبب ضريبة فرضها الاتحاد الصيني لكرة القدم والحكومة" يؤكد التقرير.
وتتطلب تلك الضريبة رسوم نقل معادلة للصفقة ليتم استثمارها في صندوق كرة القدم، مما أدى إلى مضاعفة تكلفة الانتقالات بشكل غير واقعي.
وانتهى الأمر بجميع النجوم الذين ذهبوا إلى الصين بالمغادرة؛ بسبب التعقيدات التي شكلوها للأندية.
الدوري الروسي
القائمون على كرة القدم في روسيا، حاولوا السياسة نفسها في 2012، عندما أنفقوا نحو 100 مليون يورو لضم كل من البرازيلي، هالك، و البلجيكي أكسيل فيتسل، لنادي زينيت سان بطرسبرغ، بينما حذر رئيس غرفة التدقيق الروسية وقتها، من فرض سقف مالي محتمل على تعاقدات
اللاعبين، حتى لا تتجاوز هذه المبالغ الهائلة.
وانضم نادي آنجي ماخاشكالا أيضا إلى هذا الاتجاه، من خلال التعاقد مع لاعبين مثل روبرتو كارلوس، وصاموئيل إيتو، حيث أنفق الكثير في وقت قصير.
لكن تلك التعاقدات تحولت إلى خيبات أمل لروسيا، التي كانت تخطط لتصبح قوة جديدة في عالم كرة القدم.
وأشار التقرير إلى أنه على عكس القيود التي تواجهها الصين، لا يوجد حدود تعيق الالتزام المالي للمملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن يستمر هذا خلال السنوات القادمة، على الأقل، حتى يتم التوصل إلى حكم نهائي بشأن كأس العالم 2030.