وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" حياة المواطنين الأمريكيين في الفترة الماضية بـ"
مصاصي الدماء" الذين لا ينشطون إلا مع اختفاء ضوء الشمس، وذلك لأنهم أصبحوا يفعلون في المساء ما اعتادوا القيام به صباحا، جرّاء درجات
الحرارة القياسية.
وأوضح تقرير للصحيفة، الثلاثاء، أن "المواطنين في أمريكا باتوا يهربون من حرارة الشمس، فيقومون بأنشطتهم المعتادة خلال فترة المساء، سواء تعلق الأمر بممارسة الرياضة أو الزيارات العائلية، فيما بات عمال البناء كذلك، يبدؤون عملهم في الساعة الرابعة فجرا".
وأضافت الصحيفة، أن "عمليات شراء مبيعات ستائر التعتيم ارتفعت بنسبة 113% على موقع أمازون، خلال الفترة ما بين حزيران/ يونيو وبداية آب/ أغسطس، حيث بدأ الناس ينامون خلال ساعات الحرارة المرتفعة في اليوم".
من جهتها، قررت السلطات المحلية. في الولايات المتحدة. تعديل مواعيد عمل المسابح والشواطئ لمنح السكان الفرصة للهرب من الطقس الخانق.
ينشطون مع اختفاء ضوء الشمس
أشخاص كثر، في الولايات الأمريكية قرروا إدخال تعديلات على تفاصيل يومهم، إذ بدأ عمال البناء في فينيكس العمل مبكرا في الرابعة صباحا، أي قبل ساعة من المواعيد المتعارف عليها. وقال هانك بينيوال: "لو تكرر ذلك سنويًا، سوف نفكر في المكان الذي سنعيش فيه بقية حياتنا لأن التحول إلى الحياة الليلية كل صيف لن يكون أمرًا عمليًا. يجب أن ننام ليلًا لأن لدينا وظيفة في الصباح".
وترى مدربة التنمية البشرية، لورين راسل، أنها "لم تعد تحدد مواعيد مع أشخاص إلا بعد التاسعة مساء، مما يعني أنها لا تفعل شيئًا في أغلب الأيام نهارًا" مشيرة إلى أنها أصبحت "تصطحب كلبها في الجولة اليومية في الخامسة صباحا، ولكن الشوارع تكون مزدحمة على غير المعتاد".
وتقول مهندسة البرمجيات، نيها مانوج، إنها "أعادت تنسيق مواعيد عملها لتستطيع أن تقوم بأنشطتها اليومية خلال المساء، فأصبحت لا تستيقظ إلا في منتصف الليل تقريبا، لتذهب للتسوق أو للسباحة، وأنها وجدت الجيران يقومون بالأمر نفسه".
تجدر الإشارة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، صرح الشهر الماضي، بأن "عصر
الاحتباس الحراري قد انتهي وبدأ عهد الغليان الحراري العالمي"، في إشارة إلى درجات الحرارة القياسية التي يشهدها العالم.
وشدد، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، على ضرورة وضع أهداف وطنية جديدة طموحة للحد من الانبعاثات من قبل أعضاء مجموعة العشرين بالقول: "نريد أن تتخذ جميع البلدان إجراءات تتماشى مع ميثاق التضامن المناخي وخطة تسريع العمل المناخي"، داعيا الشركات والمدن والأقاليم والمنظمات المالية للمشاركة في قمة الطموح المناخي بخطط انتقال موثوقة تتماشى مع معيار الانبعاثات الصفري للأمم المتحدة.