مع تصاعد المخاوف داخل
الاحتلال والاستعدادات لحرب متعددة الجبهات، رأى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال غيورا آيلند، أنه بإمكان "إسرائيل" التي تعصف بها أزمات داخلية وأخرى خارجية أن تمنع مثل هذه المواجهة، من خلال اتخاذ سلسلة من الخطوات.
وأوضح آيلند، في مقال بصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، "أن ثمة خطا يربط بين رسالة وزير الأمن في آذار/مارس الماضي حين دعا لوقف الإصلاح القضائي بسبب الوضع الأمني، وبين زيارته أمس للحدود
اللبنانية".
وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21”, "أنه بعد 50 عاما على حرب 1973 زاد تهديد الحرب، والسبب الأساس هو
إيران والتغيير الذي أحدثته".
وبين، "أن إيران تتمتع بثلاث ميزات، الأولى شعور طهران بأن روسيا تحتاجها، والصين تغازلها، والسعودية تنبطح والولايات المتحدة تخشى، أما الثانية فإن إيران نجحت بتزويد فروعها بسلاح دقيق، حتى قبل نحو عقد، كان السلاح الدقيق تفوقا إسرائيليا أمام صواريخ ومقذوفات صاروخية "غبية" للعدو، أما اليوم، تدفع طهران قدما بنجاح إنتاج الصواريخ والمسيرات الهجومية أو تحويلها إلى دقيقة".
وعن الميزة الثالثة أكد آيلند، أن إيران تؤمن إذا ما نجحت في توحيد الساحات وتفعيل حزب الله في لبنان، والمليشيات في سوريا والعراق واليمن، بالإضافة لهجوم مباشر من إيران، وأخيرا إثارة
الفلسطينيين بشكل منسق، فإن إسرائيل لن تتمكن من الصمود أمام هذا الوضع.
وأردف، "أن هذا لا يعني أن الحرب مؤكدة، لكن الحديث يدور عن سيناريو خطير ومعقول أكثر من تقديراتنا حتى قبل تسعة أشهر، حيث يتشجع الإيرانيون بسبب ما يرونه ضعفا إسرائيليا، وهذا يشجع حزب الله ويدفعه لزيادة الاستفزازات، ونتيجة لذلك، احتمالية فتح الحرب تزداد".
وبين أن "هناك 4 أمور يتعين على حكومة إسرائيل أن تفعلها، الأولى تكمن في فهم هذا التهديد الذي من الممكن أن يتطور لتهديد وجودي في غضون أشهر وبالتالي من الصواب وقف الانشغال بالترهات، التي تمس بشدة بالجيش والشرطة".
وأشار، إلى أن أي "مؤرخ سيحلل سياسة حكومة إسرائيل بعد 50 سنة أو بعد 2000 سنة، سيصعب عليه أن يصدق ما الذي كان على جدول أعمال الحكومة وكيف دهورت عن عمد إسرائيل لوضع يصعب عليها فيه الدفاع عن نفسها".
وتابع آيلند، "النقطة الثانية تحتم على إسرائيل أن تشرح للعالم، أنه في حال فتح حزب الله النار، فإن الأمر سيتسبب بحرب رسمية مع لبنان وليس فقط مع حزب الله، وإعلان وزير الأمن يواف غالانت أمس، كان صحيحا، لكنه ليس بديلا عن الحوار مع الولايات المتحدة في هذه المسألة".
وشدد، "أن الأمر الثالث يوجب على إسرائيل أن تعرف كيفية إعطاء الإسرائيليين تحصينا معقولا، ضد السلاح الدقيق الذي سيطلق بهدف يشل محطات توليد الطاقة، منشآت التحلية، مواقع الخدمات، الموانئ والمطارات وما شابه، إذ ليس هنالك أحد في إسرائيل مسؤول عن إعطاء جواب معقول حول هذا التهديد، حيث لا يدور الحديث عن مشكلة ميزانية أو تكنولوجيا، بل ببساطة عن خلل رهيب، ولو كنت رئيسا للحكومة لوضعت هذا الموضوع في أولوية عليا".
وعن الخطوة الرابعة قال آيلند، "إنها تتعلق بالموضوع الفلسطيني؛ فإيران تشجع العمل ضدنا وبخلاف السياسة التي كانت في 20 عاما السابقة، والتي أساسها كان مساعدة السلطة ومنع الاحتكاكات في الميدان، إلا أن قسما من أعضاء الائتلاف الحاكم، يحاولون اليوم تحقيق نتيجة معاكسة وهي تشجيع الاحتكاكات، ودفع المزيد من الفلسطينيين للنضال، بالإضافة إلى إضعاف قدرة الجيش، "الشاباك" والشرطة للتصدي للواقع".
ونوه أن "الحديث لا يدور عن أخطاء، بل هناك أجندة واضحة لقسم من أحزاب الائتلاف، غايتها خلق فوضى عن طريق تحقيق أيديولوجيتها، وهذا ما يجب تغييره، كما يجب أن نفهم بأن حكومة تخلق عن عمد اغترابا وإحباطا في أوساط العرب في إسرائيل، فلا يجب أن تتفاجأ إذا ما كان المزيد من الفلسطينيين يقاتلون ضدنا".
وختم آيلند، أن "إسرائيل ومنذ 1973، نجحت في عزل الساحات والقتال في كل مرة ضد عدو آخر، وإذا ما نجح الإيرانيون بالتنسيق بين كل أعدائنا، سنجد أنفسنا أمام تحد أكبر حتى من تحدي حرب أكتوبر، والجيش يفهم هذا ويعمل بما يتناسب مع ذلك، لكن بدون تغيير دراماتيكي في سلم أولويات الحكومة، هذا لن ينجح".