قالت
صحيفة "فايننشال تايمز" إن عودة الملك
محمد السادس إلى البلاد وممارسة
نشاطاته جعلت
المغربيين يتنفسون الصعداء.
وأضافت
الصحيفة في تقرير لها من المغرب إن غيابات الملك المطولة في الخارج في العام الماضي،
وصداقته مع ملاكم ورياضي فنون قتالية لامع وشقيقيه كانت أمورا مثيرة للقلق، وأدت إلى
الكثير من الهمهمات وأزعجت كبار المسؤولين القلقين بشأن صورة النظام الملكي في بلد
يشهد الكثير من انعدام المساواة، ولكن يمثل فيه الملك أساسا للاستقرار.
ونقلت
الصحيفة عن المحلل السياسي المغربي عمر بروكسي، قوله إنه "منذ عودته رأيناه بشكل
شبه يومي على شاشات التلفزيون. لقد كان يفتتح هذا أو يدشن ذاك ويمارس سلطته".
وأضاف
بروكسي: "وجود الملك مهم في المغرب: بموجب دستوره يمارس الملك سلطة شبه مطلقة
وهو صانع القرار النهائي في الشؤون الاقتصادية والسياسية".
وتضيف
الصحيفة إن مراقبين مغاربة يقولون إن العاهل المغربي أمضى فترات طويلة، وأحيانا أشهرا
متتالية، في فرنسا والغابون في عام 2022 وفي بداية هذا العام. وجاء غيابه في الوقت
الذي تواجه فيه البلاد سلسلة من التحديات، بما في ذلك التضخم المرتفع والجفاف والنمو
الضعيف.
وترى
الصحيفة أن ما أثار قلق مؤسسة الحكم في المغرب بشكل خاص هو صلة محمد السادس ببطل فنون
القتال أبو بكر زعيتر وأخويه، الذين أصبحوا زوارا متكررين للقصر الملكي ورافقوا الملك
في الخارج كمدربين شخصيين.
وتنقل الصحيفة عن أحد المقربين من البلاط، قوله إن الأخوة زعيتر الذين تم تقديمهم للحاكم في
عام 2018 "يتصرفون وكأنهم يمتلكون المكان. واعتادوا التحدث بوقاحة شديدة إلى الجميع.
لقد كانوا متعجرفين للغاية وحتى إنهم اعتادوا على محاولة التحكم في من يمكن أن يقابل
الملك".
وتقول
الصحيفة إن مملكة المغرب تعد واحدة من أكثر الممالك استقرارا في العالم العربي ولكنها
تعاني من تفاوت اقتصادي واجتماعي واسع.
ومنذ
اعتلاء محمد السادس العرش منذ 24 عاما، تم ضخ مليارات الدولارات في البنية التحتية
مثل الإسكان ميسور التكلفة ومد الكهرباء إلى القرى. كما أن الدولة أنشأت أيضا صناعات تصديرية
ناجحة، بما في ذلك السيارات والمنسوجات. لكن التحسينات في الصحة والتعليم والإصلاح
القضائي تخلفت عن الركب.
ووفق
الصحيفة فإن الإخوة زعيتر أبناء مهاجر مغربي في ألمانيا ونشأوا في ضواحي كولونيا، حيث
يوجد سجل إجرامي لأبي بكر، وقد تم سجنه وهو بعمر الـ17 عاما بعد محاكمته بتهمة مهاجمة
رجل أعمال وإغراقه بالبنزين وأخذ سيارته الفيراري.
وتضيف
أن تقريرا مفصلا في مجلة "الإيكونوميست" في نيسان/ أبريل عن صداقة محمد السادس
مع الإخوة زعيتر تسبب في حدوث "زلزال بين النخبة" في المغرب، بحسب ما قال مراقب
مغربي.
وتقول
الصحيفة إنه في بلد سُجن فيه صحفيون مستقلون، هاجمت وسائل الإعلام المغربية الإخوة
زعيتر ويقول محللون إن التغطية لاذعة الانتقاد تعكس الانزعاج داخل النخب الحاكمة بشأن
ارتباط الملك بالإخوة زعيتر.