نشر موقع "ريسبونسيبل ستيت كرافت" الأمريكي
تقريرًا عن مفهوم "الغسيل الرياضي الذي تتبناه
السعودية، والتأثيرات التي تجلبها هذه ااإستراتيجية على العلاقات الدولية، وكيفية استخدام السعودية للأحداث والفعاليات الرياضية كوسيلة للتحجيم الإيجابي لصورتها العامة على الساحة الدولية".
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن "السيناتور ريتشارد بلومنثال، أرسل مساء الأربعاء رسالة يوبّخ فيها صندوق
الاستثمارات العامة السعودي لرفضه الإدلاء بشهادته أمام اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات حول الاندماج المرتقب بين دوري "ليف جولف" ودوري "جولة بي جي إيه" و"جولة دي بي ورلد" التي يدعمها صندوق الاستثمارات العامة.
وأوضح الموقع أن "بلومنثال، الذي يرأس اللجنة، لم يتردد في التعبير عن انتقاده لافتقار
النظام السعودي إلى الشفافية" مشيرا إلى قول السيناتور الديمقراطي أنه "لا يمكن لصندوق الاستثمارات العامة أن يقوم بكلا الأمرين: إذا أراد التعامل مع
الولايات المتحدة تجاريًا، فيجب أن يخضع للقانون والرقابة الأمريكية؛ وهذا يشمل تحقيق هذه اللجنة الفرعية".
وفي السياق نفسه، استفسر الموقع: "ما الذي يحاول السعوديون إخفاءه؟" متابعا: "بالرغم من عدم معرفتنا بالنطاق الكامل لبعض الوقت، إلا أنه عندما مثل مسؤولان من "جولة بي جي إيه" أمام لجنة بلومنثال الشهر الماضي، تبيّن وجود هدف واحد على الأقل لهذا الاستحواذ السعودي على الرياضة، ألا وهو الرقابة، حيث أكد مسؤولو "جولة بي جي إيه" أن اتفاقية الاندماج المؤقتة تتضمن بندا يمنع المسؤولين في "جولة بي جي إيه"، وربما حتى اللاعبين، من الإدلاء بـ"تصريحات تشهيرية" حول النظام السعودي الاستبدادي".
وأكد الموقع نفسه أن "السعوديون ينخرطون في ما يُعرف بالغسيل الرياضي، وذلك عبر استخدام رعاية الفعاليات الرياضية لتنظيف سمعتهم، كما أنهم يريدون من الأمريكيين أن ينسوا دور الحكومة السعودية في أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وجريمة قتل الصحفي والمناضل السعودي جمال خاشقجي، أو استخدام الجيش السعودي أسلحة صنعت في الولايات المتحدة لقصف حفل زفاف وحافلة مدرسية في اليمن".
ومن جهة أخرى، أشار الموقع إلى أنه "عندما يُسمع اسم "المملكة العربية السعودية"، فإنه يفضلون أن يتم التفكير في سفير دوري "ليف جولف"، فيل ميكلسون، وهو يسجل ضربة بعيدة، وبالطبع، ينسون أن ميكلسون قبل أن يوافق على استلام مبلغ بقيمة 200 مليون دولار من النظام السعودي، وصفهم بأنهم "أشخاص مخيفون للغاية".
وحسب الموقع؛ "يُعدُّ سعي السعوديين للاستيلاء بشكل فعال على لعبة الجولف جزءًا من عملية تأثير سعودي أوسع نطاقًا في الولايات المتحدة تهدف إلى التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. ومن الجانب الاقتصادي؛ يتضمن هذا التأثير استثمارات ضخمة في صناعة الألعاب وقطاع التكنولوجيا، بما في ذلك شركة "إكس" (تويتر سابقا)، حيث تم إدانة موظف سابق بالتجسس على منشقين سعوديين باستخدام المنصة".
وتابع الموقع "إنه في مجال الترفيه، تحاول المملكة جذب هوليوود ومجتمع الفنون بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة في الرياضات الأخرى، مثل كرة القدم، وسباقات الفورمولا 1، و"دبليو دبليو إي"، وبالطبع الجولف. وفي مركز عجلة النفوذ في الولايات المتحدة، يوجد اللوبي السعودي، وهو مجموعة مكونة من حوالي 20 شركة ضغط وعلاقات عامة تعمل على تنسيق جهود التأثير المتباينة ظاهريًا، بالإضافة إلى تبييض سمعة السعوديين في الولايات المتحدة ودفع السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاهات مؤيدة للسعودية بالتأكيد، مثل تمهيد الطريق لمبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة بقيمة عشرات المليارات من الدولارات".
إلى ذلك، أبرز المصدر نفسه أن "الغسيل الرياضي قد يكون أحد أحدث الأسلحة في عملية النفوذ السعودية هذه، إلا أنه يعتمد على عنصر أساسي في جهود المملكة وهو السرية والخداع. وسواء كان ذلك من خلال خداع المحاربين القدامى للضغط على عائلات ضحايا أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر أو السفارة السعودية لمساعدة المواطنين السعوديين المتهمين بارتكاب جرائم في الولايات المتحدة على الفرار من البلاد، فإن النظام الملكي السعودي ارتكب أقذر أعماله في الظلام".
وأضاف: "إن الغسيل الرياضي السعودي لا يحدث في فراغ دولي، حيث تتعلم الأنظمة الاستبدادية من بعضها البعض "عمليات التأثير في الولايات المتحدة". وبعد أن أثبتت الصين قدرتها على إسكات المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان لدى الدوري الأميركي للمحترفين ولاعبيه، بدأت المملكة العربية السعودية وقطر في الاستثمار بكثافة في الرياضة الأمريكية، وهذا هو السبب في أن الرياضة تمثل الحدود التالية للنفوذ الأجنبي في الولايات المتحدة".
وفي الختام، أشار الموقع إلى أنه "لهذا السبب يراقب كل نظام استبدادي النظم الاستبدادية الأخرى في العالم ليرى كيف تستجيب الولايات المتحدة للاستيلاء على واحدة من أكثر الرياضات شعبية في أمريكا. وإذا وقفت الولايات المتحدة، مرة أخرى، مكتوفة الأيدي بينما يشن نظام استبدادي عملية نفوذ جديدة في الولايات المتحدة، فإن استيلاء السعودية على لعبة الجولف سيصبح مخططًا للديكتاتوريين الآخرين وسيرسل رسالة واضحة تقول: إذا كنت تريد تكميم أفواه الأمريكيين، راهن على الرياضة".