حظي النجم الأردني موسى التعمري، لاعب فريق مونبيلييه الفرنسي بإشادات واسعة، بعدما تألق في الجولات الثلاث الأولى من الدوري.
وسجل التعمري الذي يلعب بمركز الجناح الأيمن، ثلاثة أهداف في أول ثلاث مباريات له مع فريقه الجديد، وبات حديث وسائل الإعلام في فرنسا.
ورغم خسارة فريقه السبت أمام ريمس بثلاثة أهداف لهدف، إلا أن التعمري خطف الأنظار مجددا بتسجيله هدفا رائعا بعد مراوغات عديدة.
وكان التعمري قاد مونبيلييه في الجولة الثانية إلى اكتساح ليون بأربعة أهداف مقابل واحد، بعد تسجيله هدفين رائعين.
من هو التعمري؟
موسى التعمري (26 سنة)، هو النجم الأول بمنتخب الأردن حاليا، نشأ وترعرع في منطقة حي نزال الشعبية شرق العاصمة عمّان، وبدأ بمداعبة كرة القدم برفقة زملائه في الحي، قبل أن ينخرط في صفوف الفئات السنية بنادي شباب الأردن.
التعمري الذي دائما ما يعبر عن التزامه الديني، كان إلى جانب نشاطه في الكرة، معلما للقرآن الكريم لأطفال منطقته، بحسب ما أكده سابقا، لا سيما حينما أصدرت وزارة الأوقاف قرارا بإيقاف عشرات مراكز التحفيظ التابعة لجمعية المحافظة على القرآن الكريم. وقد عبر عن استيائه الشديد، وروى دور المراكز في تكوين شخصيته.
تألق التعمري ساهم في مشاركته دوليا لأول مرة بعمر الـ19 عاما، رغم أنه لم يمثل سابقا أحد قطبي الكرة الأردنية (الفيصلي والوحدات).
وكان أفضل مواسم التعمري في الأردن قبل الرحيل إلى أوروبا، موسم 2017-2018، حينما لعب في صفوف الجزيرة معارا من شباب الأردن.
رحلة الاحتراف
في سن الـ21 عاما، اتخذ التعمري القرار المفصلي في حياته، إذ توجه إلى نادي أبويل القبرصي، رافضا العديد من العروض المحلية والعربية، ليمضي هناك موسمين برز فيهما بشكل لافت رغم معاناته من التأقلم في البداية.
الخطوة الثانية للتعمري، كانت الذهاب إلى الدوري البلجيكي أحد أبرز الدوريات الأوروبية المصدرة للمواهب، إذ أمضى ثلاث سنوات برفقة آود هيفرلي لوفين، وكان النجاح الأكبر للنجم الأردني في تجربته تلك وتمرسه على اللعب في أوروبا، وتقويته لبنيته الجسدية بشكل لافت.
ومع مطلع الموسم الحالي، انضم التعمري إلى صفوف مونبيلييه الفرنسي، وسجل في ثاني مشاركة رسمية له، ليكون أول لاعب أردني يسجل في الدوريات الخمسة الكبرى.
وقال التعمري في مقابلة تلفزيونية سابقة، إنه يتطلع لأن تكون فرنسا محطة نحو دوري أقوى، مشيرا إلى أنه رفض عروضا خليجية، وإنجليزية من الدرجة الأولى، لإيمانه بالتدرج الذي يسير عليه في رحلته الاحترافية وصولا إلى العالمية.
أرقام التعمري
خاض التعمري برفقة أبويل القبرصي 76 مباراة، قدم خلالها 24 مساهمة تهديفية (13 هدفا، و11 صناعة).
وفي بلجيكا، خاض التعمري برفقة أود لوفين 91 مباراة، قدم خلالها 19 مساهمة تهديفية (10 أهداف، و9 صناعات)، علما بأنه لعب في مواسمه الثلاثة هناك في مركز متأخر عن مركزه الأصلي، نظرا لاعتماد المدرب عليه كظهير وجناح أيمن.
ويمني التعمري النفس في تسطير التاريخ برفقة مونبيلييه للوصول إلى دوري أقوى، علما بأنه خاض 54 مباراة دولية سجل خلالها 13 هدفا.
تشابه مع صلاح
يشبه الكثير من الأردنيين نجمهم التعمري، بالنجم المصري محمد صلاح، حيث يتلاقى النجمان في الكثير من الأمور المشتركة، أهمها اللعب في مركز الجناح الأيمن، والتسديد بالقدم اليسرى.
ويتميز صلاح والتعمري بأنهما لم يتكونا في أوروبا بخلاف العديد من اللاعبين ذوي الأصول العربية، إذ بدأ صلاح رحلته في الفئات السنية لأندية مصرية محلية وصولا إلى "المقاولون العرب".
ولم ينتقل صلاح إلى دوري عالمي على الفور، إذ أمضى موسمين برفقة بازل السويسري، ومن ثم ذهب في صفقة غير موفقة إلى تشيلسي الإنجليزي، ليتدارك نفسه ويجدد انطلاقته الأوروبية بالشكل السليم عبر فيورنتينا الإيطالي، ثم روما، ومنه إلى ليفربول الإنجليزي.
واللافت أن صلاح تطور ونضج في ليفربول بشكل كبير جدا، ففي مواسمه الثلاثة بإيطاليا سجل 43 هدفا خلال 109 مباريات خاضها، في حين سجل في أول موسم له مع ليفربول 44 هدفا في 52 مباراة فقط.