أعلن الحزب الجيد المعارض في
تركيا؛ أن رئيسته ميرال أكشنار ، ستلقي في 26 آب/ أغسطس كلمة هامة للغاية
في مدينة أفيون وستشكل منعطفا في السياسة التركية. وكانت المبالغة في الترويج
للكلمة قبل إلقائها تهدف إلى لفت انتباه الإعلام والرأي العام إلى ما ستقوله أكشنار ،
وسط تكهنات مختلفة حول محتوى الكلمة المرتقبة. إلا أن الكلمة التي ألقتها رئيسة
الحزب الجيد أمام حشد من قادة الحزب ونوابه ومنتسبيه لم تكن بذاك المستوى، كما
أنها كانت مليئة بتناقضات، بالإضافة إلى هجوم أكشنار على رئيس حزب الشعب الجمهوري
كمال
كليتشدار أوغلو، الذي حمّلته مسؤولية هزيمة المعارضة في
الانتخابات الرئاسية
الأخيرة.
أكشنار كانت تعارض ترشح كليتشدار أوغلو لرئاسة الجمهورية كمرشح تحالف
الطاولة السداسية، واقترحت على حلفائها ترشيح إما رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام
أوغلو، أو رئيس بلدية العاصمة أنقرة منصور ياواش. وفي كلمتها، أشارت إلى ذلك،
واتهمت رئيس حزب الشعب الجمهوري، دون ذكر اسمه، بالأنانية وعدم الاهتمام بغير
حماية كرسيه. وتجنب كليتشدار أوغلو الرد على هجوم أكشنار ، إلا أن نائبا سابقا
وقياديا في حزب الشعب الجمهوري وصف كلمة رئيسة الحزب الجيد بــ"غير
المنصفة".
الجديد في كلمة رئيسة الحزب الجيد هو أنها دعت الأحزاب السياسية إلى أن يخوض كل حزب الانتخابات المحلية المتوقع إجراؤها في آذار/ مارس القادم، بمرشحيه وعدم تشكيل تحالفات انتخابية. وأثارت هذه الدعوة علامات استفهام حول أهدافها، ومدى جدية أكشنار في الالتزام بها
رئيسة الحزب الجيد ما زالت تصر على رأيها، وتقول إن تحالف الطاولة السداسية
لو رشح إمام أوغلو أو ياواش للانتخابات الرئاسية بدلا من كليتشدار أوغلو، لفاز
مرشحه. وتستدل على ذلك بنتائج استطلاعات للرأي أجريت قبل تحديد المرشح، إلا أنها
تنسى أو تتناسى أن تلك النتائج المبالغ فيها تفتقر إلى المصداقية، وأن نتائج
استطلاعات رأي أخرى كانت تشير إلى تقدم كليتشدار أوغلو على منافسه رئيس الجمهورية
التركي رجب طيب أردوغان بأكثر من 10 نقاط.
أكشنار في كلمتها قالت إن إمام أوغلو وياواش لم يبديا الجرأة المطلوبة كما
أبدت هي ذاتها. وتقصد بالجرأة
إعلان التمرد على رئيس حزب الشعب الجمهوري والترشح
لرئاسة الجمهورية بدعم الحزب الجيد، إلا أن كلا من إمام أوغلو وياواش كان يدرك
تماما أن التمرد على كليتشدار أوغلو في تلك المرحلة لم يكن تصرفا عقلانيا، بل
مغامرة خطيرة قد تنهي حياته السياسية.
الجديد في كلمة رئيسة الحزب الجيد هو أنها دعت الأحزاب السياسية إلى أن
يخوض كل حزب الانتخابات المحلية المتوقع إجراؤها في آذار/ مارس القادم، بمرشحيه
وعدم تشكيل
تحالفات انتخابية. وأثارت هذه الدعوة علامات استفهام حول أهدافها، ومدى
جدية أكشنار في الالتزام بها.
لا يمكن القول بأن أكشنار أغلقت بكلمتها الأخيرة صفحات تحالف الحزب الجيد مع حزب الشعب الجمهوري؛ لأنها سبق أن هاجمت كليتشدار أوغلو قبل الانتخابات الرئاسية، وانسحبت من الطاولة السداسية، واصفة إياها بــ"طاولة القمار"، إلا أنها عادت إليها بعد حوالي ثلاثة أيام تحت ضغوط مورست عليها. ومن المؤكد أن نقطة الضعف التي أجبرت رئيسة الحزب الجيد على العودة إلى الطاولة السداسية قد يتم استغلالها مرة أخرى؛ من أجل إجبار الحزب الجيد على دعم مرشحي حزب الشعب الجمهوري
لا يمكن القول بأن أكشنار أغلقت بكلمتها الأخيرة صفحات تحالف الحزب الجيد
مع حزب الشعب الجمهوري؛ لأنها سبق أن هاجمت كليتشدار أوغلو قبل الانتخابات
الرئاسية، وانسحبت من الطاولة السداسية، واصفة إياها بــ"طاولة القمار"،
إلا أنها عادت إليها بعد حوالي ثلاثة أيام تحت ضغوط مورست عليها. ومن المؤكد أن
نقطة الضعف التي أجبرت رئيسة الحزب الجيد على العودة إلى الطاولة السداسية قد يتم
استغلالها مرة أخرى؛ من أجل إجبار الحزب الجيد على دعم مرشحي حزب الشعب الجمهوري
في الانتخابات المحلية القادمة.
أكشنار دعت إلى عدم تشكيل تحالفات انتخابية، إلا أن الحزب الجيد لم يحل في
المرتبة الأولى في أي من المدن التركية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ما يعني
أنه لا يمكن أن يفوز في الانتخابات المحلية إلا في بعض الأقضية الصغيرة والقصبات
فقط، في حال خاض الانتخابات وحده دون الانضمام إلى أي
تحالف انتخابي. وهذا ما يدفع
إلى الاعتقاد بأن رئيسة الحزب الجيد ليست جادة في طرحها، بل تقوم بمناورة سياسية
من خلال هذه الدعوة.
الناخبون المؤيدون للحزب الجيد معظمهم أتراك قوميون، وبالتالي كان أكبر
انتقاد وُجه إلى الحزب هو تحالفه -ولو بشكل غير مباشر- مع حزب الشعوب الديمقراطي
الموالي لحزب العمال الكردستاني، سواء في الانتخابات المحلية السابقة أو في
الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ومن المؤكد أن المعارضة بحاجة ماسة إلى أصوات كلا
الحزبين للفوز في المدن الكبرى مثل أنقرة وإسطنبول وحتى إزمير، وبالتالي سيضطر
الحزب الجيد إلى التحالف مع حزب الشعب الجمهوري ودعم مرشحيه في تلك المدن، كما دعم
في الانتخابات المحلية السابقة. ولعل أكشنار تسعى إلى تمهيد الطريق لتبرير ذاك
التحالف بأنها دعت جميع الأحزاب السياسية إلى خوض الانتخابات المحلية دون تشكيل
تحالفات، إلا أن دعوتها لم تحظ بقبول، وبالتالي سيضطر الحزب الجيد للتحالف مع حزب
الشعب الجمهوري المتحالف مع الأكراد الانفصاليين.
twitter.com/ismail_yasa