أكدت صحيفة "
ديلي ميل" البريطانية أن الروابط بين العائلة المالكة البريطانية والسعودية قوية، لذلك من المتوقع أن يحظى ولي العهد السعودي،
محمد بن سلمان، بحفاوة استقبال من الملك تشارلز وغيره من كبار أفراد العائلة المالكة البريطانية خلال زيارته إلى لندن، رغم حادثة مقتل خاشقجي.
وقال الكاتب إفرايم هاردكاسل، في مقال نشره في الصحيفة إن "تشارلز كان زائرا منتظما للرياض، حتى أنه أتقن رقصة السيف
السعودية، العارضة، والتي كان يؤديها ذات مرة بالزي التقليدي".
وبحسب مصادر بريطانية فإن ولي العهد السعودي تلقى دعوة لزيارة
بريطانيا هذا الخريف، للمساعدة في "تعزيز اتفاق تجاري كبير مع الخليج"، وعلى الرغم من عدم الإعلان عن الزيارة رسميا، فقد أفادت التقارير أن الاجتماع مع الملك تشارلز الثالث سيكون على رأس جدول الأعمال.
وسيجري ولي العهد أيضا مناقشات رفيعة المستوى مع رئيس الوزراء، ريشي سوناك، حول اتفاقية التجارة الحرة المقترحة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع مجلس التعاون الخليجي، بحسب ما جاء في المقال.
وقالت مصادر حكومية إنه تم توجيه دعوة لابن سلمان بالفعل، لكن الحكومة البريطانية لم تؤكد على "موعد الدعوة أو الزيارة"، مضيفة أنه "بعد اللقاءات البروتوكولية من المتوقع أن يتبع محمد بن سلمان نمط زيارته الأخيرة الترفيهي".
وبعد أن أصبح بن سلمان وليا للعهد في عام 2017، استضافه تشارلز، الذي كان ولي عهد بريطانيا وقتها ونجله وليام، في حفل عشاء له في "كلارنس هاوس"، وفي اليوم التالي تناول الغداء مع الملكة، بينما قام الأمير أندرو بزيارة السفارة السعودية.
وجاء في المقال أن "عدم معاملة بن سلمان الآن بنفس الحفاوة في لندن سوف تعتبره السعودية بمثابة ازدراء"، متضمنا الإشارة إلى أنه "من المفهوم أن الحكومة البريطانية تريد استعادة علاقات سياسية ودبلوماسية أقوى مع السعودية بعد الجدل الدائر حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018".
وبعد وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، أجرى رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، محادثات مع الأمير محمد في الرياض مع ارتفاع أسعار النفط، وبينما تمت دعوته لحضور جنازة الملكة إليزابيث الثانية في أيلول/ سبتمبر2022، إلا أنه لم يذهب وحضر عضو آخر من العائلة المالكة السعودية بدلا منه.
وحظيت دعوة الخريف بتغطية واسعة في وسائل الإعلام البريطانية، واعتبرها بعض الصحف أنها ذات أهمية كبيرة، وتأخرت عن موعدها، وتهدف إلى تعزيز الروابط الدفاعية الوثيقة، ومن المرجح أن تعزز الصادرات البريطانية إلى هذه السوق الواسعة.
وبحسب مقال أخر نشر في
صحيفة التايمز خلال آب/ أغسطس الماضي، فإن الحكومة البريطانية تسعى أيضا للحصول على دعم سعودي لإبرام اتفاق تجاري مبكر مع مجلس التعاون الخليجي، الذي تلعب المملكة دورا رئيسيا فيه.
وذكر المقال أن الخطوة في استقبال الأمير محمد مرة أخرى بزيارة رفيعة المستوى إلى لندن والساحة الدولية ستثير الجدل، مضيفا "ستكون هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الأمير المملكة المتحدة منذ مقتل خاشقجي يد عملاء يعملون لحساب الأمير".
وحينها، قال مسؤول حكومي بريطاني: "تشهد المملكة العربية السعودية تحولا سريعا للغاية بنفس الطريقة التي كانت عليها دبي قبل عشر أو 15 عاما، وهذا يوفر فرصا هائلة لقطاع الخدمات في المملكة المتحدة في مجالات مثل: الهندسة المعمارية والخدمات المصرفية والقانونية".