قال الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد آل سعود، إن نجوم كرة القدم الذين انضموا مؤخرا إلى
الدوري السعودي مثل كريستيانو
رونالدو وغيره جاؤوا من أجل المال.
وأوضح ابن مساعد في تغريدة على منصة "إكس" تويتر سابقا، أنه يستغرب من حديث البعض أن قدوم رونالدو فتح الباب أمام مجيء نجوم آخرين للدوري السعودي.
وفي تعليقه على رد أحد مشجعي نادي النصر، أكد ابن مساعد أن المال هو الذي جاء برونالدو للنصر ونيمار للهلال وبنزيما للاتحاد، لافتا إلى أن تلك الانتقالات جاءت عبر رؤية سعودية مدروسة.
وجذب الدوري السعودي أنظار محبي كرة القدم من خلال صفقات لجلب أبرز نجوم الرياضة الأكثر شعبية في العالم, وذلك في مسعى يحظى بدعم حكومي واسع لجعل الدوري المحلي ضمن قائمة أفضل دوريات العالم.
وينافس الدوري السعودي الآن الدوريات الخمسة الكبرى "إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا"، بحجم الإنفاق واستقطاب الأسماء اللامعة.
وأثارت هذا التحركات مخاوف تحدث عنها مدرب نادي ليفربول، يورغن كلوب، بعد انتقال النجم السنغالي ساديو ماني من بايرن ميونيخ الألماني إلى نادي النصر السعودي كما حذر من تأثير السعودية "الضخم" على الكرة الأوروبية وطالب "الفيفا" بالتدخل.
وبدأت سلسلة الانتقالات للدوري السعودي في كانون الثاني/يناير الماضي مع ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر إذ توالت على إثرها صفقات ضخمة حملت أبرز لاعبي الدوري الأوروبي إلى السعودية من بينهم نيمار وبنزيما ورياض محرز وساديو ماني وغيرهم.
وسبق هذه الخطوات قرار بإتاحة إمكانية الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية عبر تحفيز القطاع الخاص وتمكينه من المساهمة في تنمية الرياضة والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها، ضمن "رؤية السعودية 2030" التي تسعى الرياض عبرها إلى تنويع صادراتها والانفكاك من قيد النفط.
وبحسب الرؤية السعودية، فقد تم تحويل أندية رياضية إلى شركات أبرزها الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، حيث نقلت ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات السعودي، ضمن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية.
وكون صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، إذ تتجاوز أصوله 600 مليار دولار، فهذا قد يفسر ما أشارت إليه في وقت سابق تقارير إعلامية أفادت بأن "حصة الدعم الذي تقدمه الحكومة السعودية لأجل تدعيم أندية الدوري ضمن رؤية 2030، لا تقل عن 17 مليار دولار".
وأنفقت أندية الهلال والاتحاد والنصر والأهلي التي استحوذ عليها الصندوق السيادي السعودي، نحو 455 مليون دولار حتى الآن على صفقات شراء لاعبين عالميين، ما يمثل 94 بالمئة من إجمالي إنفاق أندية كرم القدم السعودية هذا الموسم.
وتحاول المملكة من خلال كل هذا الإنفاق منافسة الدوريات الأوروبية وسحب بساط اللعبة التي تحظى بشعبية واسعة حول العالم منها.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن تركيز ولي العهد السعودي محمد
بن سلمان لا يقتصر فقط على رياضة كرة القدم، بل يتعداها إلى رياضات أخرى تسعى المملكة إلى بسط ظلالها عليها كرياضة الغولف وسباق الفورمولا 1 للسيارات والملاكمة، وذلك بهدف استخدام الرياضة لتحديث السعودية وتنويع أصولها بحسب الرؤية السعودية.
في المقابل، قال تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" في وقت سابق، إن "مراقبين يتهمون السعودية بالسعي لتبييض سمعة البلاد بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان وندرة الحريات الديمقراطية عبر جذب الأضواء إليها من خلال كرة القدم والرياضات الأخرى".