يسعى الحزب الحاكم في
جورجيا لاتخاذ إجراءات وتدابير لإقالة رئيسة البلاد، سالومي زورا بيشفيلي، وسط مخاوف من أن يتسبب بأزمة سياسية جديدة في هذا البلد الذي تربطه علاقات معقدة مع موسكو.
وقال رئيس حزب الحلم الجورجي الحاكم، إيراكلي كوباخيدزه، في تصريح صحافي، "لقد اتخذنا هذا القرار؛ لأن غض الطرف عن الانتهاكات الصارخة للدستور يقوض سيادة القانون" في إشارة منه إلى بيشفيلي.
وأشارت عدد من المصادر المتطابقة، إلى تعارض توجهات زورا بيشفيلي، التي تم انتخابها عام 2018 بدعم من حزب الحلم الجورجي الحاكم، مع سياسة الجوار التي ينتهجها مع
روسيا، حيث كثفت تحركها، من أجل منح بلدها وضع مرشح لعضوية
الاتحاد الأوروبي، وهو هيئة تمثل الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي.
والتقت رئيسة البلاد، سالومي زورا بيشفيلي، الجمعة، مع رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، الذي قال إن "قرار المجلس الأوروبي منح جورجيا وضع مرشح رسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي يمثل فرصة تاريخية ينبغي عدم تفويتها، بحسب تقرير تم إصداره في الفترة الماضية".
وأكد ميشال، على "التزام الاتحاد الأوروبي بمساعدة جورجيا على المضي في المسار الأوروبي" مشددا على "ضرورة أن تعزز البلاد الإصلاحات الضرورية، خاصة في ما يتعلق بمجالات القضاء وإزالة الأوليغارشية ومكافحة الفساد والتعددية الإعلامية".
ونوه ميشال بـ"التزام الرئيسة الجورجية الشخصي بتقديم الترشح الأوروبي للبلاد، ومنعها الحزب الحاكم من زيارة عشر دول من بينها أوكرانيا" مشيرا إلى أنها أول رئيسة في جورجيا كانت قد توجهت، رغم ذلك، إلى برلين، الخميس، حيث التقت مع نظيرها الألماني فرانك-فالتر شتاينماير.
تجدر الإشارة، إلى أن الإجراء الذي اتخذه الحزب الحاكم، يعتبر سابقة في هذا البلد البالغ عدد سكانه حوالي أربعة ملايين نسمة. فيما يتوجب عليه الحصول من المحكمة
الدستورية على حق التماس البرلمان الذي يجب أن يدعم ثلثا أعضائه هذا الاقتراح.
إلى ذلك، يحظى "الحلم الجورجي" بتسعين مقعدا، فيما ينبغي عليه إقناع عشرة نواب معارضين آخرين، غير أن فرصه في ذلك ضئيلة جدا، وفق ما يروج، ممّا لا يمكن مع ذلك للرئيسة إلا أن تمارس صلاحياتها في ظل شرط إجباري وهو ضرورة "موافقة الحكومة".
وتشهد العلاقات بين موسكو وتبليسي، ما يوصف بـ"التوتر" طوال السنوات الماضية، حيث تعمل الحكومة الحالية برئاسة إيراكلي غاريباتشفيلي، على اتخاذ عدد من الخطوات من أجل التقارب.
وخلال عام 2008، جرت حرب بين جورجيا، وبين إحدى الجمهوريات السوفياتية السابقة في القوقاز، وروسيا، انتهت أطوارها بقرار اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتين انفصاليتين مواليتين لها، وهما أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتين انفصلتا عن جورجيا عام 1992.