أعلنت شركة
غوغل خلال مؤتمر المطورين السنوي الذي عقدته في أيار/ مايو الماضي، عن 25 منتجا جديدا تعمل بتقنية
الذكاء الاصطناعي، غير أنها منذ ذلك الحين لم تكشف عن خططها في هذا المجال، مما جعل عددا من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، يشيرون لكون الشركة متخلفة عن ركب ثورة الذكاء الاصطناعي.
وفي بيان على موقعها، أعلنت "غوغل" أنها تقف في المقدمة فيما يتعلق بتطوير هذا المجال، مؤكدة أن شركة "ديب مايند" المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، قد طورت برنامج ذكاء اصطناعي هو "ألفا فولد"، وله إمكانية تعزيز اكتشاف أدوية وعلاجات جديدة.
سنوات من النجاح والإخفاق
ويقول عدد من المختصين في المجال الرقمي، إن "غوغل" طورت من نفسها على مر السنوات، فأصبحت تملك مئات المنتجات والخدمات. بيد أنها لم تكن جميعا ناجحة، مذكرين بأنها انطلقت من البريد الإلكتروني إلى الهواتف الذكية، ومن البرمجيات إلى المكونات المادية لأجهزة الكمبيوتر، ومن السيارات التي تسير بدون سائق إلى المساعِدات الرقمية، إلى جانب منصة "يوتيوب".
ووفق موقع Killed by Google فإن هناك 288 مشروعا أحالته "غوغل" إلى التقاعد، بما في ذلك منصة "ستاديا" للألعاب الإلكترونية، وسماعات الواقع الافتراضي المنخفضة السعر، التي كانت تسمى "غوغل كاردبورد".
وتعالت الأصوات، في الأشهر القليلة الماضية، بكون "غوغل" تخلفت عن ركب الذكاء الاصطناعي، منها ما قد "صدر من داخل غوغل ذاتها"؛ حيث تم العثور على "مذكرة مسربة كتبها أحد مهندسي غوغل يقول فيها إن الشركة ليس لديها وصفة سرية للذكاء الاصطناعي، وإنها ليست في موقع يؤهلها للفوز في السباق" وفق مصادر رقمية.
وتضيف المصادر نفسها، أن "هذا الشعور فاقمه ما يمكن أن يوصف بمعركة
روبوتات الدردشة" حيث أنه "بالنسبة للكثير من الأشخاص، المرة الأولى التي تفاعلوا فيها عمدا مع الذكاء الاصطناعي، والتي أثارت إعجابهم، كانت مع "
تشات جي بي تي"، الذي شهد إقبالا واسعا في مختلف أنحاء العالم بعيد إطلاقه في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2022".
تجدر الإشارة إلى أن غوغل تحتفل، خلال الأيام الجارية، بمرور 25 عاما على إنشائها، حيث انطلقت لأول مرة بكونها مجرد محرك بحث على شبكة الإنترنت، وقد قضت شهورها الأولى في مرأب سيارات سوزان وجيسكي، التي أصبحت فيما بعد المديرة التنفيذية ليوتيوب.
إلى ذلك، مر 17 عاما منذ دخول كلمة "غوغل" رسميا قاموس
اللغة الإنجليزية. وقد توسعت الشركة، التي هي الآن جزء من مؤسسة "ألفابت" القابضة، في كل مجالات التكنولوجيا تقريبا، وصارت تسيطر على تلك المجالات إلى درجة أنها أحيانا تثير قلق هيئات تنظيم المنافسة ومنع الاحتكار.
وتسعى "غوغل"، في الوقت الحالي، إلى أن تكون في مركز الصدارة بسباق الذكاء الاصطناعي، رغم توالي الأصوات التي تقول إنها "تخلفت عن الركب".
هل قتل "تشات جي بي تي" غوغل؟
بمجرد إطلاق "تشات جي بي تي" تم وصفه من طرف الكثيرين بأنه "قاتل غوغل" بسبب الطريقة التي يستطيع من خلالها الإجابة على الأسئلة مباشرة ودفعة واحدة، بدلا من إعطاء المستخدم صفحات عديدة من نتائج البحث.
ويستخدم روبوت الدردشة، "تشات جي بي تي" نظاما لمعالجة اللغة يعرف باسم "المحول"، وهو من اختراع غوغل في واقع الأمر، ولكن عندما أطلقت غوغل روبوت الدردشة الخاص بها "بارد"، لم يُحدث نفس الأثر والضجّة.