تتصاعد التحذيرات المقدسية من خطورة موسم الأعياد اليهودية على
المسجد الأقصى المبارك، والتي يحاول
الاحتلال الإسرائيلي عبر تسخير كل إمكانياته الأمنية والسياسية وحتى العسكرية، من أجل توظيفها لمزيد من الانتهاكات للمسجد الأقصى في محاولة لإحكام السيطرة عليه وتنفيذ مخططاته التهويدية واقعا على الأرض.
وحذرت المعلمة والمرابطة في المسجد الأقصى هنادي الحلواني، من خطورة موسم الأعياد اليهودية على المسجد الأقصى المبارك التي "يستغلها الاحتلال من أجل إنجاز مخططاته التهويدية التي يخطط لها منذ سنوات طويلة، بهدف إعادة بناء هيكلهم المزعوم" على أنقاض المسجد الأقصى.
الاحتلال يريد تفريغ الأقصى
وأوضحت في حديثها لـ"عربي21"، أن "الاحتلال يستغل كل المناسبات الدينية والأعياد من أجل تحقيق أهدافه التي تخص
القدس والمسجد الأقصى، ونحن أمام عيد من أخطر تلك الأعياد بل على موسم من تلك الأعياد يمتد 22 يوما، حيث تنفذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى".
ونوهت الحلواني، إلى أن "سلطات الاحتلال ولأجل تأمين اقتحامات المستوطنين هذه، تعمل على تفريغ المسجد الأقصى من رواده والمرابطين والمؤثرين وأيضا الشخصيات الوازنة التي من الممكن أن يكون لها دور في حماية الأقصى".
وأكدت أن "الاحتلال يستخدم قرارات الإبعاد والاعتقالات والتضييق على المرابطين والمصلين وكل شخص قد يكون له دور في صد اقتحامات المسجد الأقصى وإفشال مخططات الاحتلال، من أجل تفريغ المسجد الأقصى".
وأفادت بأن "موسم الأعياد اليهودية يبدأ بعيد "رأس السنة العبرية"، ويضم أيضا "أيام التوبة العشرة"، عيد "العرش"، عيد "الغفران"، موضحة أن الجماعات الاستيطانية تقوم بالنفخ في البوق بجوار المسجد الأقصى من أجل الإعلام عن دخول موسم الأعياد المذكور، كما يحاولون النفخ في البوق داخل المسجد الأقصى المبارك".
ولفتت المرابطة إلى أن "اقتحام المسجد يتم في هذه الأيام بلباس توراتي كهنوتي ومحاولة إدخال القرابين المختلفة وإقامة الطقوس الدينية اليهودية داخل الأقصى وخاصة في المنطقة الشرقي".
وعلمت "عربي21" من مصادر في دائرة أوقاف القدس، أن قوات الاحتلال المتمركزة على أبواب المسجد الأقصى، شددت من إجراءات السماح لدخول الشباب للمسجد في الأيام الأخيرة، قبيل دخول موسم الأعياد.
وقائع تهويدية وصاعق التفجير
بدوره، رجح الناشط المقدسي وعضو "لجنة الدفاع عن سلوان"، فخري أبو دياب، أن "المسجد الأقصى خلال الفترة القرية القادمة، سيكون على موعد مع أكبر اقتحامات من قبل المستوطنين، والتي تكون بمثابة الصاعق لتفجير الأوضاع في القدس، لذا تستعد سلطات الاحتلال لهذه الأيام، عبر محاولات تفريغ الأقصى وتهيئة القدس لهذه الاقتحامات، من خلال الضغط على المقدسيين والتنكيل بهم وإبعادهم عن الأقصى".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أنه "لا يمكن فصل ما يجري التحضير له ضد المسجد الأقصى، عن وجود حكومة إسرائيلية يمينية داعمه له، وهي جزء من جماعات الهيكل، التي تحاول فرض وقائع تهويدية على المسجد الأقصى، لذلك، قوات الاحتلال عسكرت مدينة القدس بالكامل، إجراءات أمنية مشددة وصلت حد خنق الاقتصاد المقدسي، وعرقلة الحياة بشكل كامل".
واعتبر أبو دياب، أن "هذه الأعياد هي كابوس على المسجد الأقصى، تستغلها جماعات الهيكل وحكومة الاحتلال المتطرفة، في محاولة لتغيير الواقع في المسجد الأقصى المبارك، وفرض الأمر الواقع وتقليص صلاحيات دائرة الأوقاف التي تشرف على إدارة المسجد الأقصى".
ورأى أن "القدس والمسجد الأقصى على موعد مع مزيد من التصعيد والانتهاكات الإسرائيلية والتنكيل بالمقدسيين"، محذرا من "محاولات الجماعات المتطرفة إدخال القرابين داخل الأقصى وإقامة الطقوس التلمودية ومنها محاولات النفخ في البوق، وذلك لاستفزاز مشاعر المسلمين، وإثبات أن المسجد الأقصى هو مكان مقدس لليهود، وكل هذا جزء من مخطط إسرائيلية لفرض التهويد على المسجد الأقصى بالتدرج".
وجرت العادة، استغلال الجماعات الاستيطانية و"منظمات المعبد" المتطرفة، بدعم حكومات الاحتلال، لفترة الأعياد اليهودية التي تبدأ بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول /سبتمبر الجاري وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، من أجل تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى، والتي قد تتطور إلى مواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال.
وبشكل مستمر، تعمل قوات الاحتلال على حماية المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى ومنع حراس الأقصى من القيام بعملهم في حماية المسجد ومنع انتهاك حرمته من قبل المتطرفين، وفي بعض الأوقات، تعتقل بعضهم وتعتدي على آخرين حينما يهمون بمنع المتطرفين من أداء صلواتهم التلمودية وشعائرهم الدينية التي تمس بعقيدة المسلمين وتنتهك حرمة مسجدهم وقبلتهم الأولى.
وتهدف اقتحامات المتطرفين التي تتم طوال الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت، إلى فرض وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى المبارك، وتتصاعد حدة الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية المختلفة، حيث يشارك فيها العديد من الشخصيات الإسرائيلية الرسمية؛ نواب ووزراء وغيرهم.
ويسعى الاحتلال جاهدا لتحقيق مخططاته الهادفة إلى تهويد المسجد الأقصى وتحقيق التقسيم المكاني بعدما تمكن إلى حد ما من تحقيق تقسيمه الزماني للأقصى، تمهيدا لهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه.