تسلط
مجزرة صبرا وشاتيلا، التي راح ضحيتها آلاف
اللاجئين
الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين، في 16 من أيلول/سبتمبر 1982، في ذكراها الحادية والأربعين، الضوء على الشخصيات
التي تورطت في تنفيذ المجزرة، من قيادات
الاحتلال، والمتعاونين معهم من جيش لبنان
الجنوبي وحزب القوات اللبنانية.
ووفقا للجان التحقيق التي قام بها الاحتلال،
وخاصة ما عرف بلجنة "كاهان"، والوقائع التاريخية، فقد تورطت قيادات
عسكرية للاحتلال في إعطاء الأوامر للقتل، وتسهيل تنفيذ المجزرة، وتقديم الدعم،
للمتورطين بها.
وتؤكد مصادر فلسطينية وغيرها أن عدد القتلى يصل إلى أربعة آلاف، من بينهم الأطفال والنساء والحوامل والشيوخ، رغم محاولات الاحتلال التقليل من العدد والحديث عن 800 شهيد.
ونستعرض في التقرير التالي أبرز الشخصيات
المتورطة في المجزرة:
أرئيل شارون
رئيس وزراء الاحتلال السابق، بدأ الحياة العسكرية
منذ سن 14 عاما من عمره، عبر الانضمام لعصابات الهاغاناه الصهيونية، وفي
الأربعينيات، دخل جيش الاحتلال، وقاد فرقة مشاة في حرب عام 1948، وهو في العشرين
من عمره.
قاد
شارون وحدة للعمليات الخاصة، عام 1953، أطلق عليها اسم الوحدة 101، وكان أحد
مرتكبي مجزرة قبية التي استشهد فيها 69 فلسطينيا مدنيا، فضلا عن هدم عشرات المنازل
بالبلدة.
تدرج
في المناصب العسكرية، وتولى قيادة القطاع الجنوبي بجيش الاحتلال، حتى وصل إلى منصب
مستشار أمني لرئيس حكومة الاحتلال، إسحاق رابين، بداية الثمانينيات.
قاد شارون عملية اجتياح بيروت خلال حرب لبنان
عام 1982، حين كان وزيرا للحرب في حكومة مناحيم بيغن، وجرت مجزرة صبرا وشاتيلا تحت
قيادته للعدوان الإسرائيلي على لبنان، واتهمته لجنة كاهان الإسرائيلية التي حققت
في المجزرة، وأوصت عام 1983 بإقالته من منصبه، وتحميله المسؤولية عما جرى، وأقيل
بالفعل بعد تصويت الكنيست على ذلك.
عاموس
يارون
أحد
عناصر لواء الناحال بقوات الاحتلال الإسرائيلي، وقائد سابق في لواء المظليين،
وتسلم مناصب قيادية فيه.
أنشأ
يارون الفرقة رقم 720 "فرقة يهودا"، وهي فرقة احتياطية، وتسلم قيادة
فرقة المخابرات 96، وفي عام 1981، ترقى إلى رتبة عميد وتسلم قيادة قوات المشاة
والمظليين، وقيادة التشكيل الناري.
قاد يارون خلال اجتياح لبنان، عام 1982، الفرقة التي هبطت عند مصب نهر
الأولي، وخاضت معارك على طول الطريق إلى بيروت، وكان أحد الضباط الفاعلين في تسهيل
ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، بعد إفساح المجال للقوات اللبنانية، للمشاركة في
المجزرة.
بناء على لجنة تحقيق كاهان الإسرائيلية، جرى نقل يارون من كافة
الأدوار العملياتية في جيش الاحتلال، وتجميد ترقيته لمدة 3 سنوات.
إيلي
حبيقة
عنصر
في المليشيات المسيحية، التي كانت تنشط في بيروت قبل الحرب الأهلية اللبنانية، منذ
أن كان في سن السابعة عشرة من عمره.
انضم حبيقة
إلى
حزب الكتائب اللبنانية، وحين اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، انضم
إلى الجناح العسكري للكتائب، وبعد 4 أعوام، تسلم مسؤولية جهاز أمن المعلومات
"مخابرات الكتائب".
ظهر
اسم حبيقة، كأحد القيادات المشاركة بصورة فعلية، في الهجوم على صبرا وشاتيلا
وتنفيذ المجزرة البشعة في المخيم، عقب شهادات من الناجين من المجزرة، بوجود عناصر حزب
الكتائب، إضافة إلى ما كشفه الرئيس اللبناني السابق، أمين الجميل، من أن حبيقة هو المتورط الرئيسي ومجموعة من قيادات الكتائب الموالين لإسرائيل في المجزرة.
كشف الصحفي الفرنسي آلان
مينارغ، أن حبيقة قرر مطلع الألفية، التوجه إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي،
والإدلاء باعترافات، حول مجازر الحرب الأهلية اللبنانية، فضلا عن إفادة بأن شارون
شارك في المجزرة ضد الفلسطينيين.
اغتيل حبيقة في بيروت، لدى خروجه من منزله
بسيارة مفخخة، بعد الحديث عن نيته للإدلاء بالشهادة في المجازر التي وقعت في
لبنان.
ناحوم أدموني
الرئيس السادس لجهاز المخابرات الإسرائيلية
الخارجي "الموساد"، التحق بالجهاز عام 1948 وترقى حتى تسلم قيادة الجهاز، ما بين 1976 إلى
عام 1982.
وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا، عقب تسلم أدموني
قيادة الموساد، وكان لديه معلومات بما يجري الترتيب له على يد جيش الاحتلال،
والمليشيات المسيحية المتعاونة معه، جيش لبنان الجنوبي، وحزب الكتائب.
قررت لجنة كاهان للتحقيق في المجزرة، أن
أدموني، بصفته رئيسا للموساد، لم يقدم تحذيرا، من خطورة دخول حزب الكتائب إلى
مخيمات الفلسطينيين، ورغم ذلك، اعتبرت أنه من غير المهم الالتفات إليه، أو تحميله
مسؤولية قانونية تبعا لذلك، واستمر في منصبه رئيسا للموساد.
رفائيل
إيتان
عنصر سابق في عصابات البالماخ الصهيونية التي
ارتكبت مجازر بحق الفلسطينيين، في إنشاء دولة الاحتلال، وعقب ذلك انضم إلى جيش
الاحتلال.
تولى قيادة المنطقة الشمالية للاحتلال، خلال
السبعينيات، كما قاد شعبة العمليات في رئاسة الأركان، وكان أحد المحرضين على
القيام باجتياح لبنان، عام 1978، وبناء على قراراته، اختير رئيسا للأركان العامة
لجيش الاحتلال عام 1978.
كان إيتان، أحد المتورطين في مجزرة صبرا
وشاتيلا، وكشف خلال لجنة كاهان للتحقيق، أن دخول حزب الكتائب اللبنانية، لارتكاب
المجزرة، تم بالتنسيق مع وزير الحرب أرئيل شارون.
توفي إيتان غرقا في ظروف غامضة، عام 2004، وقالت صحف عبرية، إنه مات
منتحرا بسبب أزمات نفسية كان يعاني منها.
أمير
دروري
أحد العناصر السابقة في قوات لواء غولاني
الخاصة، ترقى إلى العديد من المناصب، وقاد فرقة المدرعات 36، عام 1976، ثم تولى
قيادة قسم العمليات في رئاسة الأركان.
صعد
دروري إلى قيادة الجبهة الشمالية للاحتلال، عام 1981، وقاد القوات الإسرائيلية
المقتحمة لبيروت، والتي تورطت في مجزرة صبرا وشاتيلا، لكن لجنة كاهان، لم تر أي
سبب لتقديم توصيات ضده، وبقي في منصبه عاما واحدا فقط قبل مغادرته في 1983.
توفي
دروري في 2005، بعد تعرضه لنوبة قلبية، خلال رحلة في منطقة النقب المحتل، جنوب
فلسطين.
يهوشع ساجي
عنصر سابق في شعبة المخابرات بجيش الاحتلال،
ترقى للعديد من المناصب، وفي عام 1972، جرى تعيينه قائدا لمدرسة المخابرات، وقائدا
للفرقة 143 بالجيش، والذي كان يخضع لإمرة أرئيل شارون خلال حرب أكتوبر 1973.
وصعد ساجي، إلى منصب رئيس شعبة الاستخبارات
العسكرية "أمان"، وخلال الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، كان على اطلاع على
ما يجري في محيط صبرا وشاتيلا.
وخلال التحقيق معه في دوره بما جرى في المجزرة،
قال إنه لم يكن على علم بأن حزب الكتائب سيجلب إلى المكان، وهو ما رفضت اللجنة
تصديقه.
وقالت اللجنة، إنه إذا لم يكن لدى ساجي قائد
شعبة الاستخبارات، علم بخطة إدخال الكتائب إلى المخيم، فإنه غير مبال، ولا يجب أن
يكون في منصبه. ورأت اللجنة أنه غير لائق بالمنصب، وأوصت بإقالته.