في أول لقاء لرئيس وزراء إسرائيلي مع رئيس أوكرانيا منذ الحرب الروسية، اجتمع بنيامين نتنياهو مع فولوديمير
زيلينسكي في مقر الأمم المتحدة بولاية نيويورك، في ظل غضب الأخير من رفض إسرائيل مساعدته في تقديم أنظمة عسكرية تسلحية.
وحين سئل زيلينسكي عما إذا كان راضيا من الاجتماع أجاب "سنرى بعد الاجتماع"، في حين قال نتنياهو عن توقعاته من اللقاء إن "الصمت يساوي وزنه ذهبا"، وعندما دخل الغرفة، اقترب زيلينسكي من رئيس الموساد قائلا "سعيد لرؤيتك".
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، كشف أن "نتنياهو اجتمع مع زيلينسكي الذي قال إنه يتوقع الكثير من إسرائيل، لكن لا توجد مشاكل كثيرة في العلاقة، مع العلم أن التوتر واليقظة ظهرا محسوسين لدى الجانبين عند اللقاء، خاصة أن زيلينسكي اقترب من رئيس الموساد ديفيد بارنياع الذي يرافق نتنياهو إلى اجتماعاته في نيويورك، واحتضنه، قائلا "أنا سعيد برؤيتك"، فيما عانق بارنياع، أندريه يرماك رئيس ديوان زيلينسكي، وقد وصل الوفد الأوكراني مرتديا الزي العسكري".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "زيلينسكي بدأ الاجتماع مازحا بأن وفد نتنياهو كان كبيرا، و"ليس لدينا ميزانية لذلك"، فيما رد سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان بروح الدعابة بأن هناك أشخاصا آخرين أرادوا المشاركة".
وفي ضوء رفض الاحتلال تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاعية وتقنيات لاعتراض الطائرات بدون طيار الإيرانية، سُئل زيلينسكي عما إذا كان راضيا عن المساعدة الإسرائيلية، فقد تمتم قائلا: "سنرى بعد اللقاء حين نتحدث في أمور مهمة".
وأوضح أن "زيلينسكي يأمل أن يسمع من نتنياهو بعض الأخبار بشأن طلب أوكرانيا الحصول على أنظمة دفاع واعتراض لتقنيات الطائرات بدون طيار الإيرانية، كما يأمل في الحصول على وعد منه بالقدوم إلى كييف في زيارة تعاطف، لأن نتنياهو يعتبر الزعيم الغربي الوحيد في العالم، باستثناء نظيره المجري فيكتور أوربان، الذي لم يأت إلى كييف".
وتابع آيخنر: "حتى الآن، تجنب مكتب رئيس الوزراء الحديث عن موعد وتفاصيل الزيارة لأسباب أمنية، لكن الأوكرانيين يقولون إنه إذا تمكن بايدن من الحضور، فلا يوجد سبب يمنع نتنياهو من الحضور، وقد نصحته وزارة الخارجية الإسرائيلية بشدة للقيام بالزيارة".
وكشف أنه "تمت دعوة رئيس الموساد بارنياع من قبل نتنياهو لمرافقته لاجتماعات الأمم المتحدة لتقديم مراجعة استخباراتية حول المساعدات الإيرانية الواسعة لجهود الحرب الروسية في موضوع الطائرات بدون طيار، والبرنامج النووي الإيراني، والمفاوضات بشأن اتفاق التطبيع مع السعودية".
صحيفة "
يديعوت أحرونوت" قالت أيضا في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "زيلينسكي هو الرئيس اليهودي الوحيد الذي يقود دولة أخرى غير إسرائيل، وبات في مواجهة آلة الحرب الروسية، وتم اختياره كرجل العام من مجلة تايم لعام 2022، ومنذ اندلاع الحرب، هاجم إسرائيل عدة مرات، وآخرها قبل أيام فقط عندما استضاف حاخامات يهودا".
وأضاف أن "أوكرانيا لديها ملاجئ تتسع لـ11 ألف يهودي فقط للوصول إلى مدينة أومان التي يزورها آلاف المتدينين اليهود كل عام، وزعم أنه إذا أرسلت إسرائيل قبة حديدية فإنه سيساعد بحمايتهم".
وفي حزيران/ يونيو، بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "زيلينسكي عار على الشعب اليهودي"، هاجم رئيس ديوانه صمت الحكومة الإسرائيلية قائلا إن "بوتين هاجم رئيسا يهوديا، تمهيدا لمهاجمة اليهود بشكل أكبر، ولا أفهم لماذا لا ترد إسرائيل، رغم أننا وإسرائيل لدينا نفس الأعداء، لكن الحكومة والسياسيين الإسرائيليين لا يفهمون ذلك"، وفقا للتقرير.
وفي شباط/ فبراير الماضي خلال مؤتمر صحفي بمناسبة ذكرى الغزو الروسي، قال زيلينسكي: "يُتوقع من إسرائيل أن تختار جانبا في الحرب، أريدهم حقا أن يكونوا أكثر من مجرد وسطاء، ولفترة طويلة في هذه الحرب، أتوقع الدعم الإسرائيلي، ليس فقط من الجمهور، ولكن أيضا من الحكومة، وقبل أسبوع، بعد يوم من زيارة وزير الخارجية إيلي كوهين إلى كييف، فقد قارن زيلينسكي الحرب مع
روسيا بمعركة بين داود وجالوت، قائلا إن أوكرانيا لم تتلق بعد مقلاع داود من إسرائيل، في إشارة لأنظمة الدفاع".
ويتزامن اللقاء الأول بين نتنياهو وزيلينسكي مع اقتراب الحكومة الإسرائيلية من اتخاذ سياسة مختلفة عن سابقاتها في ما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا، فلا هي منزاحة كليا للمنظومة الغربية كما دأبت حكومة يائير لابيد، ولا هي تحاول التقارب مع موسكو نسبيا كما فعلت حكومة نفتالي بينيت، ما يجعل الأمور منفتحة على كل السيناريوهات المتوقعة وغير المتوقعة في الفترة القادمة، بما في ذلك تزويد أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية رغم الغضب الروسي.