نفت مصادر في حركة
حماس، علاقة العميل نور الدين أبو المعزة، بالجناح العسكري التابع لها، مؤكدة أن المزاعم التي تواردت بشأنه جرى تضخيمها.
وقالت المصادر لـ"
عربي21"، إن "الشاباك الإسرائيلي" تمكن من تجنيد أبو المعزة وهو من سكان قطاع غزة، مستغلا الظروف المادية التي يعاني منها بعد طرده من الجهاز العسكري الذي كان يعمل فيه كمجنّد.
وانتقل أبو المعزة للعيش في تركيا قبل أربع سنوات بعد إبلاغ الشاباك الإسرائيلي في ذلك، وخلال معيشته في إسطنبول عمل في مؤسسة خدماتية تابعة لحركة حماس، وتم طرده منها.
لكن السلطات التركية في العام 2020 طلبت إخراجه من البلاد، بزعم أنه ينشط لصالح العمل العسكري في الضفة الغربية، وتشير التقديرات إلى أن الطلب التركي جاء بضغط من
الموساد الإسرائيلي.
وكان
الاحتلال الإسرائيلي، أعلن أن أبو المعزة في العام 2020، يقف خلف تجنيد خلية من الداخل المحتل لصالح كتائب القسام، لكن مصادر الحركة تؤكد أن الجناح العسكري ليس لديه أي علاقة بهذه الخلية، ويعتقد أنها وهمية، كانت تهدف بالضغط لترحيل أبو المعزة الذي طلب شخصيا أنه يريد الذهاب إلى
لبنان، بسبب صعوبة العودة إلى قطاع غزة.
وفي لبنان، سعى أبو المعزة للتقرب إلى دوائر العمل العسكري هناك، وزعم أنه عمل في وحدات الهندسة والمدفعية في كتائب القسام في قطاع غزة، التي بدورها نفت ذلك قطعيا بعد التواصل معها.
وكان يعمل أبو المعزة، في أحد المساجد في لبنان، وهو يجيد الخطابة، وفي أحد الأيام أراد التواصل مع مسؤول ملف الضفة الغربية في حركة حماس صالح العاروري، الذي رفض اللقاء به.
ونوهت المصادر إلى أنه لم يثبت أي تهم موجهة إلى أبو المعزة سوى التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، ولم تسجل أي حادثة شارك فيها، مشيرة إلى أن مساعي زرعه في صفوف الحركة في لبنان بعد غزة وتركيا باءت بالفشل، وأن الأنباء التي تحدثت عن دور قيادي عسكري له غير صحيحة على الإطلاق.
وأكدت أن الشكوك كانت تحوم بشأنه، وقد جرى ضبطه من السلطات اللبنانية في تموز/ يوليو الماضي في المطار قادما من تركيا.
العاروري يوضح في تسجيل صوتي
وفي تسجيل صوتي جرى تداوله على تطبيق "واتسأب"، أكد العاروري، أنه قبل أربع سنوات غادر أبو المعزة قطاع غزة متوجها إلى تركيا، ومنذ قدومه كان يتحدث أنه يعمل في كتائب القسام بقطاع غزة لصالح الضفة الغربية، وجرت مقابلته من أحد عناصر الحركة الذي وجه له بعض الأسئلة المتعلقة بذلك.
وأشار العاروري إلى أنه جرت مراسلة قطاع غزة بشأن أبو المعزة للتحقق مما ذكره، وتم نفي أي علاقة معه، وعلم أنه كان يعمل كـ"مراسل بريد" في القسام وتم طرده على قضايا مالية.
وأكد العاروري أن الشاباك الإسرائيلي لم يستطع الاستفادة من أبو المعزة في قطاع غزة، بسبب طرده من الجهاز العسكري.
وأضاف أنه جرى إبلاغ أبو المعزة بالابتعاد عن دوائر العمل الحركي التابعة للضفة الغربية، وأنه رفض الحديث معه عندما حاول ذلك.
وأشار إلى أن العميل أبو المعزة "لم يدخل مكتبا من مكاتب الحركة، ولم يعمل لحظة واحدة في ملف الضفة الغربية ولم تكن له صلة بأحد، مضيفا أنه وبعد انتقاله إلى لبنان، لم يقترب أبدا من أي عمل عسكري أو أمني ولا من مواقع قيادية ولا يستطيع الاقتراب من أمور كهذه".