صدر حديثا عن دار
"أبجد" دراسة نقدية للناقد العراقي الدكتور عبد الله إبراهيم بعنوان
"بورخيس.. وارث العمى"، عن أدب الشاعر والكاتب الأرجنتيني الكبير خورخي لويس
بورخيس.
وجاء في كلمة الغلاف:
"ينتسب بورخيس
إلى سلالة ورثت العمى جيلا عن جيل، فانتهى عماهم إليه، فلا يستثنى أحد فيها من ذلك
الالتباس المعتم للمصير الذي رسم للسلالة علامتها المميزة، فكأنه ضرب من المجد جعله
يلتحق بكوكبة العميان، فاقتسم معهم، بجدارة، ميراث العمى، وقوامه نفوذ البصيرة، وحضور
البديهة، فما أمس وارثا للعمى، فحسب، بل آلت إليه أمجاد المكفوفين وبصائرهم. وحينما
تحقق مضمون الانتظار الطويل، وتأكد عماه، أصبح مديرا للمكتبة الوطنية في «بوينس آيرس»،
فتهكم من نفسه، إذ منحه الله، في آن واحد، أمرين متناقضين: «الظلمة» و«الكتب». وبعماه
تحول العالم إلى متاهة مظلمة من الخارج ومضاءة من الداخل. من الصواب أنه عالم كان
يرى بالبصر، لكنه حاز عالما أضحى يدرك بالبصيرة، وبهذا الانقلاب أصبح عالم الرؤيا بديلا
لعالم الرؤية، وارتد هو من الثاني إلى الأول؛ فاحتجاب عالم كان يتلمَّس دربه فيه بالعين
أكسبه عالما راح يستكشفه بالبصيرة، وإلى ذلك فبدءا من توغل بورخيس في منطقة فقد العمى
شرع يسبر العالم باعتباره كتابا لا نهاية له."
خورخي
لويس بورخيس
(1899-1986) ولد في مدينة بوينس آيرس من عائلة ثرية، فوالده كان أستاذاً في علم النفس،
ومهتما بالأدب. أما والدته الإنجليزية مترجمةً من لغتها الأم إلى الإسبانية والبرتغالية.
كتب بورخيس الشعر والمقالات والعديد من المسرحيات والنقد الأدبي والافتتاحيات وتعقيبات
على كتب وعدد ضخم من المختارات الأدبية.
يذكر أن الدكتور عبد الله إبراهيم ناقد عراقي من مواليد مدينة كركوك عام 1957م، يعتبر من أبرز الأكاديميين
العراقيين ومتخصص في الدراسات السردية والثقافية. ومن أبرز مؤلفاته كتاب (موسوعة السرد
العربي) الصادر في 9 أجزاء. وحاز على العديد من الجوائز أبرزها: جائزة الشيخ زايد للكتاب
عام 2013، وجائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب عام 2014.