وثقت مقاطع فيديو متداولة قيام مستوطنين بالبصق على المسيحيين في
القدس المحتلة، في الوقت الذي تستمر فيه اقتحامات جموع المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك لليوم الخامس على التوالي تحت حماية مشددة من الاحتلال.
وأظهر مقطع مصور مستوطنين يبصقون على أبواب "كنيسة حبس المسيح" في البلدة القديمة بالقدس، فيما قام آخرون منهم بالبصق على مجموعة من الحجاج المسيحيين أثناء خروجهم من الكنيسة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن سلطات الاحتلال رفضت "طلبا تقدمت به الكنائس والأديرة في القدس وحيفا لحمايتها من اعتداءات اليهود"، مشيرة إلى أن "سفراء لدى إسرائيل طالبوا وزارة الخارجية بتوضيحات عن الاعتداء على المسيحيين في القدس".
وكان رؤساء الطوائف المسيحية طلبوا مساعدة السفراء الأجانب بعد رفض سلطات الاحتلال تأمين الحماية للكنائس.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية
الفلسطينية، ظاهرة "البصق" على غير اليهود، التي يمارسها مستوطنون متطرفون في البلدة القديمة من القدس، والتي تكررت ضد المسيحيين في الآونة الأخيرة.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن "هذا السلوك انعكاس لثقافة الاحتلال الإحلالي والكراهية والعنصرية التي يشرف على نشرها حاخامات كبار ومدارس دينية متطرفة، يتفاخر أتباعها بممارسة هذا السلوك".
والثلاثاء، كشف مجلس الكنائس العالمي في القدس أن "المسيحيين يتعرضون للاضطهاد" من قبل جماعات إسرائيلية متطرفة، متهما
الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء تفاقم الاعتداءات جراء إهمال سلطاته التعامل مع الأمر.
وقال منسق مكتب مجلس الكنائس العالمي بالقدس، يوسف ضاهر: "يوجد اضطهاد يهودي إسرائيلي يتم تشجيعه سواء من خلال إهمال الشرطة أو بالكلام الذي يصدر عن وزراء الحكومة الإسرائيلية".
وأضاف:"الأمر مرتبط بالحكومة الإسرائيلية وإهمال الشرطة والسلطات للموضوع، لأنه لو قامت الشرطة بدورها فلن يتم الاعتداء على ممتلكات كنيسة ولن يتم الاعتداء على المسيحيين بالبصق".
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال مستوطنين بصقوا على مسيحيين في البلدة القديمة بالقدس، لكن شرطة الاحتلال سبق أن زعمت أن "هناك معضلة قانونية تمنع مقاضاة هؤلاء لأنهم يبصقون على الأرض وليس باتجاه شخص معين".
يشار إلى أن ظاهرة الاعتداء بالبصق على المسيحيين تصاعدت خلال الفترة الأخيرة خصوصا مع تواصل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، ضمن احتفالاتهم بما يسمى "عيد العرش اليهودي".