حذرت
وثيقة استراتيجية أمريكية مسربة عن أوكرانيا متعلقة بخطط محددة لإصلاح المؤسسات، من أن الدعم الغربي متعلق بخفض مستويات الفساد في الدولة، بحسب ما ذكرت مجلة "بوليتكو" الأمريكية.
وقالت المجلة إن "المسؤولين في إدارة بايدن قلقون كثيرا من الفساد في أوكرانيا أكثر مما يتحدثون عنه علنا، مضيفة أن "الوثيقة الحساسة وليس السرية كشفت عن خطة أمريكية طويلة الأمد لمساعدة كييف في التخلص من المخالفات وإصلاح قطاعات متعددة من المؤسسات الأوكرانية".
وحذرت الوثيقة من أن "الفساد قد يكون سببا في تخلي الدول الغربية عن دعم أوكرانيا في قتالها ضد روسيا".
وأشارت الوثيقة إلى أن "المفاهيم بشأن الفساد على مستويات عالية قد تضعف ثقة القادة العامين في أوكرانيا والأجانب بحكومة الحرب في كييف".
وفي تعليق المجلة على الوثيقة، قالت إن "تحليلها أكثر قتامة من تلك التي نشرتها وزارة الخارجية قبل شهر وبدون ضجة"، مضيفة أنها جاءت بعنوان "استراتيجية البلد المتكاملة"، وهي أطول بثلاث مرات من نسخة وزارة الخارجية وتحتوي على تفاصيل كثيرة حول أهداف أمريكا في أوكرانيا، من خصخصة بنوكها إلى مساعدة مدارسها لكي تعلم الإنجليزية وتشجع جيشها على تبنى بروتوكولات الناتو وأساليبه العسكرية، وتم تصميم العديد من أهدافها لتخفيض الفساد الذي يخرب البلد.
وقالت المجلة إن "نشر الوثيقة الهادئ على موقع وزارة الخارجية وتخصيص اللغة الناقدة للنسخة السرية جاء ليظهر التحديات التي تواجه إدارة بايدن والرسائل الصادرة عنها".
وأضافت: "تريد الإدارة الضغط على أوكرانيا كي تخفض من الفساد، ولأن الدولارات الأمريكية على المحك، ولكن الحديث بوضوح وقوة عن الفساد في أوكرانيا، يعطي معارضي الدعم لها في أمريكا مبررا ويمنحهم الجرأة"، لا سيما أن معظم هؤلاء من الجمهوريين.
وأوضحت أن أي مفهوم عن ضعف في الدعم الأمريكي لكييف سيجعل الأوروبيين يفكرون مرتين ودورهم الذي يقومون به، بينما قال مسؤول أمريكي على معرفة بالأمر، إنه عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا فإنها "تجرى بعض النقاشات الصادقة خلف الأضواء".
وتقول المجلة إن الفساد في أوكرانيا كان موضوع قلق الأمريكيين وحتى الرئيس جو بايدن، إلا أن الموضوع لم يعد محل تأكيد بعد اجتياح الرئيس الروسي فلاديمير أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، وهو غزو وصفه بايدن بأنه معركة حقيقية للديمقراطية ضد الاستبداد.
ووصفت أن "مساعدي بايدن التزموا لأشهر بعدم ذكر الفساد إلا لماما، وكانوا يريدون إظهار التضامن مع كييف وتجنب إثارة عدد من المشرعين الجمهوريين، الناقدين للمساعدة الأمريكية العسكرية والاقتصادية لكييف".
وبعد عام على الحرب في أوكرانيا، فقد بات المسؤولون الأمريكيون يطرحون الموضوع في أحاديثهم الخاصة والعامة.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي التقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع وفد من مكافحة الفساد في المؤسسات الأوكرانية، بينما أكد مسؤول ثان أن إدارة بايدن تتحدث مع الأوكرانيين حول شرط المساعدات الاقتصادية في المستقبل "بإصلاحات تعالج الفساد وجعل أوكرانيا مكانا جذابا للاستثمارات الخاصة".
وقال المسؤول إن الشرط لا ينطبق على المساعدات العسكرية، ولم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية على أسئلة للتعليق، إلا أن الرئيس فولدومير زيلينسكي عزل عددا من مسؤولي الدفاع بالفترة الأخيرة في حملة ضد الفساد، وهي رسالة لأمريكا وأوروبا بأنه يستمع لنقدهم.
وأعدت وزارة الخارجية تقرير "الاستراتيجية المتكاملة للبلد، ولكنها اعتمدت على مشاركات من مؤسسات الحكومة لأخرى بما فيها وزارة الدفاع".
ويفصل التقرير قائمة أهداف وجداول زمنية لتحقيقها ومعالم يريد المسؤولون الأمريكيون رؤيتها لكي تتحقق، وعادة ما تصدر وزارة الخارجية استراتيجيات كهذه للكثير من الدول وكل عدة سنوات، بحسب المجلة.
ولم يوضح مسؤول تحدث بالإنابة عن الخارجية ما إن كانت الحكومة الأوكرانية قد اطلعت على التقرير، أو إن كانت هناك نسخة سرية.
بدوره، قال السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا، ويليام تايلور، إن "الكثير من الأوكرانيين سيرحبون بالاستراتيجية لأنهم تعبوا أيضا من الفساد المستشري في البلد"، قائلا إن "كل شيء جيد ما لم يقف أحد في طريق المساعدة التي نقدمها لهم للانتصار بالحرب".
وتشير الوثيقة إلى أن تحقيق الأهداف الأمريكية لأوكرانيا يشمل تنفيذ الوعود بتقديم معدات عسكرية وتدريب للقوات الأوكرانية كي تدافع عن نفسها من هجمات الكرملين.
وتشير النسخة السرية إلى الأهداف الأمريكية، مثل المساعدة في إصلاح عناصر في أجهزة الأمن القومي، لكي تساعد على عدم التسامح مع الفساد في تنفيذ المهام وتخفيف الفرص للفساد.
ومع ذلك فإن انضمام أوكرانيا للناتو ليس قريبا، إلا أن أمريكا حريصة على تبني القوات الأوكرانية المعايير العسكرية للناتو، بحسب ما ذكرت المجلة.