حقوق وحريات

تضارب الأنباء حول أسباب منع السلطات المغربية لناشط حقوقي من السفر

السلطات المغربية تمنع ناشطا حقوقيا من السفر وتعلل ذلك بعدم حصوله على تأشيرة من البلد المتوجه إليه.. (فيسبوك)
منعت السلطات المغربية الناشط الحقوقي المغربي عبد اللطيف حماموشي من السفر إلى البوسنة للمشاركة في مؤتمر حول الديمقراطية يعتزم المجلس العربي عقده في سراييفو بعد غد السبت، تحت عنوان: "التحول الديمقراطي في العالم العربي: خارطة طريق".

ونشر الحماموشي على صفحته على "الفيسبوك" مساء أمس خبرا مفاده أن السلطات الأمنية في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء منعته من السفر إلى سراييفو عبر إسطنبول، بعد أن سألته عن طبيعة المؤتمر الذي يعتزم المشاركة فيه، وعن الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي الذي وجه له الدعوة لحضور المؤتمر.

وقال الحماموشي: "لقد تم توقيفي من لدن أمن مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ومنعي من السفر لحضور مؤتمر حول التحول الديمقراطي في سراييفو. كما تم سؤالي أيضا حول المؤتمر  وعلاقتي بالدكتور منصف المرزوقي - Moncef Marzouki  (الذي دعاني للمشاركة في المؤتمر)".



واليوم نشرت صحف مغربية تصريحات قالت بأنها نقلا عن مصدر مطلع، وصف فيها، تصريحات الناشط الحقوقي عبد اللطيف حماموشي التي ادعى فيها منعه من السفر خارج أرض الوطن بأنها "مجرد ادعاءات مغلوطة ومشوبة بتحريف الحقائق والالتفاف حول شروط وإملاءات السفر عبر الخطوط الدولية".

وأوضح المصدر ذاته أن المعني بالأمر لم يدل بتأشيرة سارية المفعول وصادرة عن الدولة التي كان يقصدها كوجهة نهائية، وهو ما حال دون السماح له بالسفر، خصوصا أن البلد المقصود بالسفر يفرض التأشيرة على المواطنين المغاربة الحاملين لجوازات السفر العادية.

وأضاف المصدر المطلع أن السفر خارج أرض الوطن تنظمه قوانين الإقامة والهجرة، والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وكذا سيادة الدول، فضلا عن التزامات الشركات الجوية الناقلة، مشددا في السياق ذاته على أن الإدلاء بالتأشيرة مسألة “آمرة وضرورية لا مجال فيها للمزايدات أو السجالات الافتراضية العقيمة”، حسب تصريحه.



وفي رد مباشر على هذه التصريحات نشره الحماموشي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اعتبر التبرير المقدم لمنعه من السفر مجانبا للحقيقة.

وقال: "حبل الكذب قصير... بعدما تمّ منعي أمس تعسفيًا ولأسباب سياسية من السفر، خرج الآن "مصدر" يقول إني لا أتوفر على الفيزا. عجيب.... وفق نص القانون البوسني فإن كل شخص حامل لفيزا الولايات المتحدة الأمريكية أو فيزا شنغن يحق له الدخول إلى دولة البوسنة".

وأرفق الحماموشي ذلك بصورة من التأشيرة الأمريكية على جوازه، وقال: "أنا أتوفر على فيزا أمريكية صالحة حتى 2032. لماذا تكذبون؟ لماذا؟"، وفق تعبيره.



وفي تصريح خاص لـ "عربي21"، استبعد مصدر إعلامي مغربي أي علاقة لمنع الناشط الحقوقي الحماموشي من السفر بالرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، وأكد أن الرباط تنظر بعين التقدير والاحترام إلى الرئيس المرزوقي، وأنه لا يوجد أي علاقة لمنع الحماموشي من السفر بالمرزوقي.

ووفق المصدر ذاته، الذي طلب الاحتفاظ باسمه، فإن "المرجح أن يكون منع الحماموشي من السفر له أسباب أخرى متعلقة أساسا بوجود أطراف خارجية، رجحت أن تكون أمريكية، معنية بدعم الحراك الديمقراطي في المنطقة العربية".

لكن مصدرا سياسيا مغربيا تحدث أيضا لـ "عربي21"، وطلب الاحتفاظ باسمه، أكد أن السلطات الرسمية المغربية على علم بمؤتمر المجلس العربي في سراييفو وموضوعه حول الانتقال الديمقراطي في المنطقة العربية وبالشخصيات التي ستحضره، وأنها لا ترغب في إقحام المغرب في هذا المؤتمر، في ظل تضامن عربي وإسلامي ودولي مع المغرب بعد كارثة الزلزال، ثم الإنجاز الذي حققه المغرب بحصوله على استضافة كأس العالم للعام 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، وفق تعبيره.

وعبد اللطيف الحماموشي، باحث في العلوم السياسية وصحفي استقصائي مغربي. نشر أعماله في The Intercept و Open Democracy والعربي الجديد وSmex. وهو مؤلف كتاب "منصف المرزوقي: حياته وفكره" (بالاشتراك مع معطي منجب). حصل الحماموشي على جائزة برنامج حريّة التعبير والإعلام في شمال أفريقيا المقدمة من منظمة المادة 19 لعام 2023.

وقد علق الحماموشي في تغريدة نشرها على صفحته على "فيسبوك" على حصوله على الجائزة الأولى لبرنامج حرية التعبير والإعلام في شمال أفريقيا، وقال: "تحصلت اليوم بتونس على الجائزة الأولى لبرنامج حرية التعبير والإعلام في شمال أفريقيا المقدمة من لدن منظمة المادة 19 (ARTICLE 19) وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية (نسخة 2023). أهدي هذه الجائزة للزملاء المعتقلين: سليمان الريسوني وعمر الراضي وتوفيق بوعشرين".