عاش النازحون في الخيام، في قلب المناطق المنكوبة من الزلزال العنيف الذي ضرب
المغرب، ليلة عصيبة، بعد أول زخات مطرية تتساقط على المخيم؛ حيث غرق سقف الخيام التي كانت تأويهم لأسابيع، وتبلل كل أثاثهم.
وقال أحد النازحين في الخيم، من منطقة أمزميز في حديثه لـ"عربي21": "كل ما وصلنا من المساعدات الإنسانية، ضاع جرّاء تأثير المياه الناجمة من الأمطار" مضيفا: "لم يسأل عنّا أحد منذ فاجعة الزلزال الذي حوّل حياتنا إلى جحيم هنا".
وفيما يشتكي النازحون من تدهور حالهم من أثر الأمطار عليهم، التي حولت أوضاعهم المعيشية إلى خراب، يُطالب آخرون بضرورة التدخل العاجل للمسؤولين من أجل حل معقول لإنقاذ من تبقى منهم، "كي لا يموت من المطر والمرض من لم يمت من الزلزال" بحسب تعبيرهم.
وتوصلت "عربي21" بعدد من الصور التي توثق الخراب الذي حلّ بالخيام التي يقطن بها عدد من المتضررين من الزلزال العنيف الذي حلّ بهم ليلة الجمعة 8 أيلول/ سبتمبر الماضي؛ بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب الشبكة الوطنية لرصد الزلازل. مسفرا عن سقوط أكثر من 2100 قتيل ونحو 2400 مصاب، وفقا للإحصاءات الرسمية لوزارة الداخلية المغربية، ناهيك عن تحول قرى بأكملها إلى دمار.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه المتضررون من الزلزال، بعدد من مناطق الحوز، يعيشون على إيقاع أيام صعبة ورتيبة، وظروف استثنائية، في ظل هطول الأمطار الأخيرة فوق خيامهم؛ طالب النازحون بـ"استبدال الخيام التي من نوع الثوب، وتعويضها بأخرى بلاستيكية ومقاومة للشتاء" قبل الشروع في حلول حقيقية للحد من معاناتهم.
تجدر الإشارة، إلى أن أقسى مراحل فصل الشتاء لم تحل بعد، بالنسبة إلى الآلاف من المتضررين الذين باتوا بين ليلة وضحاها، يعيشون فقط في الخيام؛ حيث إن هذه المناطق تشهد على مدار السنوات الماضية ظروفا مناخية قاسية، من ثلوج وفيضانات.