وصلت
أعداد النازحين اللبنانيين من مناطق الجنوب، بسبب التوتر وقصف
الاحتلال المتكرر
ردا على ضربات حزب الله اللبناني تجاه أهداف إسرائيلية، إلى أكثر من 19 ألف شخص،
بحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وأوردت المنظمة في تقرير أن
"ارتفاع الحوادث عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان" أدى إلى نزوح 19,646
شخصاً "ضمن الجنوب وفي مناطق أخرى في البلاد".
وأشارت المنظمة إلى ازدياد في عدد
النازحين يومياً منذ بدء التصعيد في لبنان غداة شن حركة
حماس لهجوم دام غير مسبوق
على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ورد إسرائيل عليه مذاك بقصف عنيف على قطاع
غزة المحاصر.
وقال المتحدث الإقليمي باسم المنظمة محمّد
علي أبو النجا: "نتوقع ارتفاعاً في الأعداد" في حال استمرار الوضع أو
التصعيد أكثر في المنطقة الحدودية.
والتحق غالبية النازحين، وفق أبو
النجا، بأفراد من عائلاتهم فيما لجأ آخرون إلى ثلاث مدارس تحولت إلى مراكز إيواء
في مدينة صور الجنوبية.
وتشهد المنطقة الحدودية منذ أسبوعين
تبادلاً للقصف خصوصاً بين حزب الله والاحتلال، كما نفذ مقاتلون
فلسطينيون عمليات
تسلل عدة باتجاه الأراضي المحتلة.
وأسفر التصعيد عن مقتل 40 شخصاً في
الجانب اللبناني، غالبيتهم مقاتلون من حزب الله، إضافة إلى سبعة مقاتلين من فصائل
فلسطينية وأربعة مدنيين بينهم مصور في وكالة رويترز للأنباء. وقُتل أربعة أشخاص
على الأقل في الجانب الإسرائيلي.
وحذر أبو النجا من أنه "على وقع
التدهور الاقتصادي والارتفاع الكبير في معدلات الفقر (...) في لبنان، فقد يزيد
النزوح من الضغط على موارد المجتمعات
المضيفة".
وقال إن "القطاع الصحي يواجه
نقصاً قاسياً في الموارد بينها الأدوية (...) فضلاً عن الأطباء والممرضين الذين غادروا البلاد جراء الأزمة الاقتصادية"، مضيفاً: "في هذا السياق، فإن
الاستجابة للنزوح الواسع (...) قد تربك نظاماً صحياً هشاً أساساً".
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب
ميقاتي الأحد أن حكومته تعمل على وضع "خطة طوارئ (...) من باب الحيطة"
في حال ازداد الوضع سوءاً، وإن كان أشار إلى اتصالات دولية وعربية ومحلية للعمل
على "منع تمدد الحرب" في غزة إلى لبنان.
ويبدو أن التصعيد عند الحدود لا يزال
ملتزماً بقواعد الاشتباك السارية بين حزب الله والاحتلال، لكن خبراء يحذرون من
احتمال توسعه عبر تدخل أكبر لحزب الله في حال شنت إسرائيل هجوماً برياً على غزة.
وفي قطاع غزة، استشهد أكثر من خمسة
آلاف شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم 2055 طفلاً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي، بحسب
وزارة الصحة في قطاع غزة، فيما قتل أكثر من 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي معظمهم
مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم المقاومة الفلسطينية.