حذر أستاذ العلوم السياسية، عمرو حمزاوي، من أن الطلب الذي تقدم به مكتب الرئيس الأمريكي جو
بايدن، إلى مجلس النواب بشأن الحصول على مساعدة بقيمة 106 مليارات دولار لدعم الحلفاء في أوكرانيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، يتضمن بندا يتعلق بتهجير الفلسطينيين في
غزة إلى سيناء.
وطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونغرس، في الـ20 من الشهر الحالي، الحصول على تمويل يقدر بنحو 106 مليارات دولار لتمويل خطط الإدارة الأمريكية في دعم الاحتلال الإسرائيلي وحرب أوكرانيا وأمن الحدود.
وقال حمزاوي في تغريدات على حسابه بمنصة "إكس"، إن الطلب الأمريكي تضمن فقرة لأوكرانيا، وأخرى متعلقة بمساعدة اللاجئين المتوقع فرارهم أو الفارين من الوضع الحالي في إسرائيل والأراضي المحتلة.
وأوضح أنه "في الصفحة رقم ٤٠ من الطلب، يقترح الرئيس الأمريكي اعتماد مبلغ ٣ مليارات و٤٩٥ مليون دولار لبرامج وزارة الخارجية الأمريكية؛ للمساعدة في مجالات الهجرة واللجوء، ويشير في الفقرة الثانية من صفحة ٤٠ إلى مساعدة اللاجئين الأوكرانيين، ثم في الفقرة الثالثة إلى الأوضاع الإنسانية في إسرائيل".
ثم يتواصل في الفقرة الثالثة من الصفحة ٤٠ الحديث عن الاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين والأزمة المتوقعة، التي قد تؤدي إلى
تهجير عابر للحدود واحتياجات إنسانية متصاعدة في الإقليم، والتمويل المطلوب يمكن أن يستخدم للتعامل مع الاحتياجات خارج غزة.
ويذكر طلب جو بايدن الموجه إلى مجلس النواب أن الاعتمادات الإضافية للهجرة واللجوء ستستخدم "لدعم المدنيين المهجرين والمضارين من الصراع الحالي، ومن ضمنهم اللاجئون الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، وكذلك للتعامل مع الاحتياجات المحتملة لأهل غزة الذين سيفرون إلى بلدان مجاورة".
وأشار إلى أن الأمر بمثابة اعتداء واضح واستباحة من الولايات المتحدة للسيادة الوطنية المصرية، داعيا مصر إلى رد حاسم يعبر عن رفضها القاطع لاستباحة أرضها وحدودها، ورفضها التهجير القسري للفلسطينيين في غزة، بالتنسيق مع الأردن.
ولفت إلى أن "هناك أصواتًا منحازة بشكل كامل لإسرائيل داخل الإدارة الأمريكية، لا تستبعد مسألة التلاعب بمصائر الشعب الفلسطيني بصيغة التهجير القسري وفرض اللجوء على الشعب الفلسطيني؛ لتمكين إسرائيل من هدفها المعلن، وهو استئصال حركة حماس".
وذكر أن "هناك أصواتًا أكثر اتزان في الإدارة الأمريكية تضغط على إسرائيل لتأجيل العملية البرية، وتقول إن استئصال حماس قد يحدث بصيغ أخرى تتصل بالحلول الدبلوماسية والتفاوضية التي تقول إن للشعب الفلسطيني حقا في دولته المستقلة".
وأضاف حمزاوي: "نحن أمام تنازع وتنافس بين مجموعتين داخل الإدارة الأمريكية ونفس التركيبة في السلطة التشريعية، دورنا في مصر أن نتحدث بصيغة واضحة، ونخبر الطرف الأمريكي أننا على وعي كامل بما يقدم من طلبات، ونرفض المخطط، سواء حسموا أمرهم أو لا، فهو لن يمرر مصريًا ولا عربيًا، وأن لدينا بديلًا يتمثل في وقف إطلاق النار، وتخفيف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، وصولا إلى مفاوضات للسلام".
ويتزامن طلب البيت الأبيض تمويل الكونغرس مع تعهد بايدن بدعم الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة المحاصر، المستمر منذ 14 يوما.