سياسة عربية

عائلات فلسطينية نازحة بغزة تعود إلى مناطقها: "سنموت في بيوتنا"

قصف للاحتلال الإسرائيلي طال منزلاً في خان يونس جنوبي قطاع غزة
اتخذت العديد من العائلات الفلسطينية قرارا بالعودة إلى بيوتها في مدينة غزة، بعد اضطرارها للنزوح جنوبا خلال الأسابيع الماضية، بسبب القصف العنيف للاحتلال والمجازر المرتكبة.

وقالت رحمة ساق الله، إنها عادت لمنزلها في مدينة غزة، بعد نزوحها جنوبا، من قصف الاحتلال، لكن عودتها كانت مع ابنتها وهي أقل من 18 عاما، بعد أن خسرت زوجها و3 من أبنائها الذين استشهدوا بقصف للاحتلال.

وقالت بعد عودتها لمنزلها: "لا يوجد مكان آمن.. حيثما نذهب سنموت".

وهي واحدة من حوالي 600 ألف فلسطيني، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، نزحوا إلى جنوب قطاع غزة منذ 13 تشرين الأول/أكتوبر، بعد تحذيرات الاحتلال باستهداف شمال القطاع.

قصدت رحمة ساق الله وعائلتها بيت صديق للعائلة في بلدة القرارة في منطقة خان يونس. وتقول "دمّروا البيت فوق رؤوسنا".

زوجها فضل وأولادها داود ومحمد وماجد (18 و15 و9 أعوام)، استشهدوا في العدوان على غزة، بينما أصيبت هي وابنتها رغد (17 عاما). وبقاؤهما على قيد الحياة ليس له أي طعم في ظل فقدانهم لأفراد عائلتهم.
 
وتقول الأمم المتحدة إن هذا الوضع دفع نحو 30 ألف فلسطيني إلى نزوح معاكس من جنوب القطاع إلى شماله، "بسبب الغارات المتواصلة في الجنوب وصعوبة العثور على ملجأ ملائم".

وحذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز الخميس بأنه "لا مكان آمن في غزة".

وفقدت رحمة ساق الله 11 شخصا من أقربائها و26 شخصا من عائلات أخرى كانوا نازحين معها، في حرب الإبادة الإسرائيلية التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني.

وهو ما أكدته النازحة الفلسطينية أن الاحتلال "حول غزة إلى دمار وركام، يريدونها مقبرة"، فيما وصفت رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو بـ "الكذاب".

وفاق عدد الشهداء في قطاع غزة 7300 شهيد منذ بدء العدوان، بينهم عدد كبير من الأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.

"نموت في بيوتنا"



كذلك اتخذت أسرة عبد الله عياد قرار العودة شمالاً باتجاه مدينة غزة. ويقول عياد: "العودة لنموت في بيوتنا".

ويقول عبد الله (65 عاما) إنه غادر برفقة زوجته وبناتهما الخمس بيتهم في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة بعد تهديدات الاحتلال، فيما لجأوا إلى مستشفى "شهداء الأقصى" بدير البلح في وسط القطاع.

لكنهم قرروا العودة، وصعد السبعة في عربة تجرها دراجة ثلاثية العجلات. ويتابع عياد "نعود لنموت في بيوتنا. هذا أشرف لنا.. لا طعم للحياة هنا. ليس لنا هنا سوى الإذلال، لا طعام، لا ماء ولا حمامات.. وفوق ذلك كله القصف في كل مكان".

وتتكدس عائلات برمتها تحت خيم من قماش معلقة على جدران وأعمدة اسمنتية. ويقول محمد أبو النحل: "أعيش أنا وزوجتي وأطفالي وأصهاري، نحو 40 شخصا، في خيمة لا تتعدى ثلاثة أمتار".