أثار
حديث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو أمام الكنيست الإسرائيلي جدلا
واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في
مصر وعدد من الدول العربية بعد خطابه الأخير
الذي زعم فيه أنه سيحقق نصرا ساحقا في حربه على
غزة وسعيه لتحقيق "نبوءة
أشعياء".
وتداولت
حسابات عربية على مواقع التواصل الاجتماعي نص النبوءة التي تحدث عنها رئيس حكومة
الاحتلال التي تتكلم عن دمار العراق ودمشق واليمن ومصر وقيام "إسرائيل الكبرى" بين
النهرين النيل والفرات وجاء فيها: "ها هُوَ الرَّبُّ قَادِمٌ إِلَى مِصْرَ
يَرْكَبُ سَحَابَةً سَرِيعَةً، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ فِي حَضْرَتِهِ،
وَتَذُوبُ قُلُوبُ الْمِصْرِيِّينَ فِي دَاخِلِهِمْ. وَأُثِيرُ مِصْرِيِّينَ
عَلَى مِصْرِيِّينَ فَيَتَحَارَبُونَ، وَيَقُومُ الْوَاحِدُ عَلَى أَخِيهِ،
وَالْمَدِينَةُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَالْمَمْلَكَةُ عَلَى
الْمَمْلَكَةِ، فَتَذُوبُ أَرْوَاحُ الْمِصْرِيِّينَ فِي دَاخِلِهِمْ،
وَأُبْطِلُ مَشُورَتَهُمْ، وَتَنْضُبُ مِيَاهُ النِّيلِ وَتَجِفُّ الأَحْوَاضُ
وَتَيْبَسُ. وتُنْتِنُ الْقَنَوَاتُ، وَتَتَنَاقَصُ تَفَرُّعَاتُ النِّيلِ
وَتَجِفُّ".
سفر
أشعياء؟
يتكون
سفر إشعياء من 66 فصلا، بحسب دائرة المعارف البريطانية ويعد واحدا من أعمق الأعمال
اللاهوتية والأدبية التعبيرية في الكتاب المقدس.
وقالت دائرة
المعارف: "إن أشعياء هو نبي من القرن الثامن قبل الميلاد، يؤمن اليهود بأن
بعض نبوءاته ستتحقق، وتم تجميع السفر على مدى فترة نحو قرنين، من النصف الثاني من
القرن الثامن قبل الميلاد، إلى النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد تم
تقسيمه إلى قسمين رئيسين، "أشعياء الأول" يحتوي على أقوال ونبوءات أشعياء كتبها هو أو أتباعه المعاصرون في القدس".
لا
يوجد في الواقع ما يسمى بـ"نبوءة أشعياء"، بل نبوءات، وتندرج جميعها تحت
ما يعرف بـ"سفر أشعياء" المذكور في العهد القديم من الإنجيل
المقدس "التوراة".
هناك
نصوص يقال إن النبي كتبها بنفسه، لكن المرجح أن عدداً كبيراً من أقواله لم يكتبها
هو نفسه، بل دوّنها تلاميذه نزولا عند رغبته، أو بعد وفاته ويحكى أن تلاميذ أشعياء
هم أولا أعضاء أسرته، وزوجته التي أطلق عليها اسم "النبيّة"، ثم اتسعت
الدائرة لتشمل مدرسة أشعياء.
ما هي
نبوءة أشعياء؟
كان
لأشعياء دور بارز في حياته، ودام نشاطه ما لا يقل عن 40 سنة بدءا من سنة 740 ق.م. فقد ظهر في واجهة الأحداث السياسية بمطلع عهد آحاز، ملك يهوذا، حين كانت مملكتا
آرام "عاصمتها دمشق" وإسرائيل "عاصمتها السامرة" تحاولان
الوقوف بوجه قوة مملكة أشور.
ولأن
الملك آحاز كان مناصرا لآشور، فقد اعتزل أشعياء الحياة العامة لـ10 سنوات، شهد خلالها
صعود الدولة الآشورية وقضاءها على مملكة إسرائيل عام 722 ق.م وحين حل الملك حزقيا
مكان والده آحاز عام 716 ق.م، ظهر أشعياء مجددا على الساحة العامة.
لم
يقبل حزقيا مشورة أشعياء في إدارة شؤونه، وبقي على تحالف يهوذا مع مصر وغيرها من
الشعوب المجاورة، حتى للوقوف في وجه آشور التي رأي فيها غضب الله لمعاقبة الشعب
المتمرد.
أشعياء
مؤمن إيمانا عميقا في التقليد الداودي، ففي نظره ملك المستقبل المثالي سيكون
دائماً وأبداً من أبناء داود، لأن سلالة داود بنظره مركز العالم الذي تتجه إليه
جميع الأمم وداود وأورشليم هما موضوعا رسالته الرئيسان اللذان يذكرهما أمام سامعيه.
ويعتبر النبي أشعياء، أن شعب مملكة إسرائيل هو شعب الله المختار الذي دخل، منذ تحرره
من مصر، في خدمة الله والعيش في ألفته وسيحقق هذا الشعب نصره بإعادة بناء مملكة
إسرائيل.
نتنياهو
يتوعد بتحقيق نبوءة أشعياء!
وكان
رئيس حكومة الاحتلال قال في خطابٍ متلفز، إن "المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر
للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" حدد توقيت الدخول البري إلى قطاع
غزة"، واستحضر نتنياهو نبوءة أشعياء، مؤكدا العمل على تحقيقها.
ووصف
نتنياهو الفلسطينيين بأنهم "أبناء الظلام"، قائلاً: "نحن أبناء
النور، وهم أبناء الظلام، ولا بدّ للنور أن يتغلب على الظلام". ثم وجه كلامه
للإسرائيليين، وقال: "سنحقق نبوءة أشعياء لن تكون هناك سرقة عند حدودكم،
وستكون أبوابكم مجداً، معاً سنقاتل وسننتصر معاً".
وأثارت
تصريحات رئيس وزراء الكيان استياء بين النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقال
أحد النشطاء: "نتنياهو في خطابة بالأمس يؤكد حلم إسرائيل الكبرى بإعلانه أنه
سيحقق نبوءة أشعياء بقولة: نحن شعب النور، وهم شعب الظلمة، سوف نحقق نبوءة أشعياء، والتي تتكلم عن دمار العراق ودمشق واليمن ومصر وقيام إسرائيل الكبرى بين
النهرين النيل والفرات".
وأضاف:
"على الرغم من أن تلك الأحلام ليست جديدة ولكن هذه المرة الخطر يحدق بالجميع
والتهديد بحرب دينية ولا يعني ذلك حدوث تلك النبوءة بالضرورة".