نشر موقع "
أويل برايس" الأمريكي، تقريرًا قالت فيه إن سوق منتجي النفط في
الشرق الأوسط، يتحلى بحذر في رفع أسعارهم، مشيرًا إلى أن السبب وراء هذا التحفظ هو الضغوط الواردة من المشترين والمستهلكين العالميين الذين يعانون من تكاليف الطاقة المرتفعة.
وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، أن التوترات في الشرق الأوسط تصاعدت مع انخفاض أسعار النفط في المنطقة، والتي تحتمل أن تكون خطرة بالنسبة للاعبين الرئيسيين في "أوبك +"، مثل السعودية، مضيفًا أن سعر برميل النفط في دبي، قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، كان منخفضا عند 85 دولارًا، وهو ما يمثل نقطة تعادل مالي حدية بالنسبة للرياض، وشعرت كما لو أن عمليات بيع السندات في وقت سابق من الشهر يمكن أن تعرقل تخفيضات الإنتاج الطوعية للسعودية وروسيا.
وذكر
الموقع نفسه، أنه طوال النصف الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، تجاهلت أسعار النفط إلغاء العقوبات المفروضة على فنزويلا، وارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية وضعف هوامش التكرير تدريجيًا، وتغلغلت هذه المرونة في استراتيجية التسعير في الشرق الأوسط التي شهدت ميلاً ثابتاً للزيادات التدريجية على مدار النصف الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
ونظرًا لهوامش التكرير القوية في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، والتراجع الحاد الذي أضاف 0.55 دولارًا أمريكيًا للبرميل مقابل المتوسط الشهري لشهر آب/ أغسطس، ووصل إلى 2.40 دولارًا أمريكيًا للبرميل، وحظيت أرامكو السعودية بشرف زيادة أسعار التركيبة في جميع المجالات.
وأشار التقرير إلى أنه في آسيا، وهي التي تعتبر السوق الرئيسية لصادرات أرامكو، رفعت شركة النفط الوطنية السعودية فقط أسعار البيع الرسمية للخام العربي الخفيف، وهو النوع الرئيسي المصدر، والعربي الخفيف للغاية بمقدار 0.40 دولار و0.50 دولار للبرميل على التوالي. مذكرا أنه تم ببساطة ترحيل كل الدرجات الأخرى من أسعار آب/ أغسطس، بما في ذلك المتوسط العربي الذي كان من المفترض أن يشهد زيادة نظرًا إلى القوة الإجمالية في شقوق نواتج التقطير المتوسطة، ومن المحتمل جدًا أن يكون الحذر بشأن الأسعار مدفوعًا بالمخاوف بشأن أنماط الشراء في آسيا.
وأشار الموقع إلى أن الصين بدأت للتو في شراء كميات كبيرة من النفط السعودي مرة أخرى، وكان من الممكن أن يؤدي الارتفاع الكبير في أسعار البيع الرسمية إلى إثارة مخاوف شركات التكرير الصينية؛ حيث ستحتاج أرامكو السعودية أيضًا إلى الحذر من ارتفاع أسعار الشحن. لقد فقد الارتفاع في تكاليف شحن ناقلات النفط العملاقة قوته وعادت أسعار التسليم من السعودية إلى الصين إلى ما دون عتبة 2 دولار للبرميل، ولم يكن هناك تيسير مماثل في سوق سويزماكس حيث لا تزال التكاليف مرتفعة بنسبة 25 في المائة مقارنة بـ 25 قبل شهر، ليصل إلى 4.90 دولارات للبرميل.
وبحسب الموقع؛ فإن آسيا تبدو تتمتع بمكانة متزايدة الأهمية في استراتيجية أرامكو؛ حيث تفيد التقارير أن المؤسسة الوطنية للنفط السعودية تتحدث مع مصفاة صينية أخرى، "شاندونغ يولونغ للبتروكيماويات"، بشأن شراء محتمل لحصة تبلغ 10 في المائة. وبالنظر إلى أن المؤسسة السعودية الوطنية للنفط لم تغير أسعارها المعادلة للولايات المتحدة ومددت أسعار تشرين الأول/ أكتوبر، إلى تشرين الثاني/ نوفمبر؛ فإن أكبر تغيير شهري جاء من الجبهة الأوروبية، مدعومة بالخامات الإقليمية المتوسطة الحامضة التي وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق (أبرزها يوهان سفيردروب) والتراجع الحاد في العقود الآجلة لخام برنت.
وتابع التقرير أن أرامكو رفعت جميع الأسعار في شمال غرب أوروبا بمقدار 1.20 إلى 1.50 دولار للبرميل، مما رفع الدرجات الأثقل من الدرجات الخفيفة؛ مشيرا إلى أنه لسوء الحظ بالنسبة للمشترين في إسبانيا أو فرنسا أو اليونان، كان ارتفاع الأسعار أكبر بالنسبة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط؛ حيث شهد كل من العربي الخفيف والعربي المتوسط زيادة قدرها 2 دولار للبرميل على أساس شهري.
وأضاف، أنه مثل هذه الزيادات الضخمة، التي ترفع سعر الخام العربي الخفيف في أوروبا إلى أعلى مستوى على الإطلاق، قد تؤدي إلى استنزاف الطلب على الخام السعودي، خاصة وأن الدرجات المتوسطة عالية الكبريت في أوروبا بدأت تضعف في الآونة الأخيرة.
إلى ذلك، بين الموقع أن شركة "أدنوك" الإماراتية كانت أحد الفائزين الضمنيين في تخفيضات إنتاج "أوبك +" المستمرة؛ حيث تعهدت بخفض الإنتاج بمقدار 144 ألف برميل يوميًا فقط حتى نهاية عام 2023، وتواصل زيادة الطاقة الإنتاجية؛ حيث يشير أحدث تقييم للإنتاج من أدنوك إلى حوالي 4.65 مليون برميل يوميًا. وقد تم تحديد تسعير خام مربان عالي الكبريت الخفيف الرائد في دولة الإمارات من خلال التداول في بورصة "إنتركونتيننتال إكستشينج" للعقود الآجلة في أبو ظبي؛ حيث بلغ سعر البيع الرسمي لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر 93.92 دولارًا للبرميل، بزيادة 7 دولارات تقريبًا للبرميل مقارنة بشهر تشرين الأول/ أكتوبر، وهو ما يمثل علاوة قدرها 0.73 دولارًا للبرميل لسداد مستحقات دبي، وهو المتوسط الشهري في أيلول/ سبتمبر.
وأضاف الموقع أن الأسعار المحددة يدويًّا في داس وأم اللولو وزاكوم العلوي لم تشهد سوى تغييرات هامشية. وتم تمديد عقد داس المتوسط عالي الكبريت من تشرين الأول/ أكتوبر بنفس الخصم 0.6 دولار للبرميل مقابل مربان، في حين تم رفع سعر زاكوم العلوي بمقدار 10 سنتات إلى 0.50 دولار للبرميل.
وشهدت أم اللولو، وهي نسخة أكثر حموضة وأخف وزنا من مربان عادة ما تشتريها تايلاند وتضيف ما يصل إلى 200 ألف برميل يوميًا من الصادرات، ارتفاع علاواتها مقارنة بمربان من 0.20 دولار إلى 0.25 دولار للبرميل.
ولفت الموقع إلى أن العراق حافظ على سياسة تسعير مستقلة خلال السنوات الماضية، وهو ما يتعارض أحيانًا مع تحركات أرامكو السعودية. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 أيضًا، قررت شركة تسويق النفط الحكومية العراقية "سومو" رفع أسعار الصيغة في آسيا، ورفع أسعار البصرة المتوسطة والبصرة الثقيلة بمقدار 0.30 دولار و0.20 دولار للبرميل على التوالي. ويعد ارتفاع البصرة المتوسط أقل من التصحيح الصعودي لشركة أرامكو العربية الخفيفة بمقدار 0.40 دولار للبرميل، في الوقت نفسه الذي تم تقييم خام البصرة الثقيل عند - 1.40 دولار للبرميل إلى عمان/ دبي سوف يقلص الفارق بين أثقل خامات العراق والخام العربي الثقيل، أثقل الخامات.
وتابع الموقع أن صادرات العراق كانت المنقولة بحرًا مستقرة نسبيًا خلال الأشهر الماضية؛ حيث بلغ متوسطها حوالي 3.45 مليون برميل يوميًا باستثناء المناطق الكردية التي لا تزال مغلقة. ومع ذلك؛ فإن الصادرات العراقية المتجهة إلى أوروبا أو الولايات المتحدة آخذة في الانخفاض مع قيام المشترين الآسيويين بشراء براميل سومو؛ وكانت عمليات المغادرة المتجهة إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي هي الأدنى منذ تموز/ يوليو 2021، وذلك حتى بدون تأثير خط أنابيب ترانس ماونتن على الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وأكد الموقع أن العراق لا يزال يعتمد على "باد 5" لاستيراد بضائع البصرة المتوسطة، ويواجه معركة شاقة حيث أصبح تشغيل "تي إم أكس" قاب قوسين أو أدنى وسوف يحتاج إلى إعداد نفسه لمعركة صعبة للحصول على حصة في السوق. وإدراكًا لهذا التحدي، كانت تسعيرات شركة سومو للولايات المتحدة حذرة؛ حيث شهدت أسعار صيغة شهر تشرين الثاني/ نوفمبر تجديدين لكل من خام البصرة الثقيل وكركوك، بينما حصلت خام البصرة المتوسط الأكثر طلبًا على زيادة طفيفة قدرها 0.10 دولار للبرميل إلى خصم -0.25 دولار للبرميل.
وأوضح الموقع أنه يمكن للعراق أن يزيد صادراته حتى دون استئناف الإنتاج الكردي، وقد استخدم الأرباح الوفيرة التي حققها في العامين الماضيين لتحقيق ذلك؛ حيث خصصت الحكومة العراقية الاتحادية 950 مليون دولار لبناء خط أنابيب تحت سطح البحر، ضمن مشروع "سيلين-3" بالإضافة إلى أعمال إعادة التأهيل في محطة خور العمية النفطية المتوقفة عن العمل والتي تبلغ طاقتها 600 ألف برميل يوميًا.
وذكر الموقع أن شركة النفط الوطنية الإيرانية رفعت سعر البيع الرسمي للخام الإيراني الخفيف الرائد للمشترين الآسيويين بمقدار 0.35 دولار للبرميل، أي أقل بـ 5 سنتات من تغيير أرامكو السعودية للخام العربي الخفيف، مما جعله عند علاوة 3.85 دولار للبرميل فوق عمان/ دبي. ولا يتم تداول أي من صادرات إيران بهذه الدرجة من الارتفاع؛ حيث تحتاج شركة النفط الوطنية الإيرانية بشكل روتيني إلى خصم خامها لتحفيز المشترين الصينيين على الحفاظ على معدلات شراء عالية.
وأفاد الموقع أنه مع التصعيد المستمر في غزة الذي دفع السلطات الأمريكية إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه طهران، كما يتبين من العقوبات الأخيرة ضد الشركات الآسيوية التي يُزعم أنها تسهل برامج الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية؛ فإن السؤال هو ما إذا كانت شركة النفط الوطنية الإيرانية قادرة على الحفاظ على الوتيرة العالية الحالية تعتبر الصادرات أمرًا أساسيًا بالنسبة لتوقعات دولة الشرق الأوسط.
في الوقت الحالي، لم يكن هناك أي تأثير على التدفقات الخارجية؛ حيث لا تزال التدفقات المتجهة إلى الصين بأغلبية ساحقة حوالي 1.4-1.5 مليون برميل يوميًا، لكن طهران قلصت خططها الطموحة لزيادة إنتاج النفط الخام فوق 3.2 مليون برميل يوميًا، وهو آخر ما أعلنته وزارة النفط في البلاد، بحسب الموقع.
وأشار الموقع إلى أن شركة النفط الوطنية الكويتية مؤسسة البترول الكويتية عكست بشكل مباشر تجديد أرامكو السعودية لسعر الصيغة الآسيوية للنفط العربي المتوسط، وأبقت سعر البيع الرسمي لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر لخام التصدير الكويتي دون تغيير عند علاوة قدرها 3.05 دولار للبرميل فوق عمان/ دبي. وفي السياق نفسه، تمت زيادة الخام الكويتي الآخر المرغوب في السوق الأوسع، وهو خام الكويت الخفيف بمقدار 0.5 دولار للبرميل، وهو نفس المبلغ بالضبط الذي تم رفعه من سعر "آرابيا اكسترا لايت" بمقدار بضعة دولارات.
واختتم الموقع تقريره معتبرًا أن التحول الأخير لاستخدام المزيد من زيت الوقود منخفض الكبريت في توليد الطاقة في دولة الشرق الأوسط بدلاً من زيت الوقود عالي الكبريت هو مثال آخر على هذا الاتجاه، وربما يمثل الخطوة الأخيرة في العمليات العادية لشركة الزور.