قال الأكاديمي والكاتب التركي، يشار هاجي علي
أوغلو، إن
الاحتلال، يواصل إبادته الجماعية، بحق الفلسطينيين، وتحقيق هدف يومي
بقتل 138 طفلا، دون أن تشكل أي قيم إنسانية عوائق بوجهه.
وقال في مقال بموقع
أكشام التركي: "’إسرائيل’ تدمر الإنسانية مرة أخرى
كل يوم بتهور كونها موقعًا إرهابيًا للإمبريالية. فهي لا تكتفي بقتل القضية
الفلسطينية بسبب الفكر الصهيوني الإنجيلي المنحرف، بل تريد أن تسير على خطى
مشروعها السيادي ومخططات المحتل التوسعية الشريرة التي تستهدف شرق البحر الأبيض
المتوسط ولبنان وسوريا والعراق وتركيا".
وأشار علي أوغلو في المقال الذي ترجمته
"عربي21"، إلى أنه في حين أنه من الواضح أن الإسرائيليين يتخذون مثل
هذه الخطوات المتهورة لتحقيق أهدافهم الواضحة، إلا أن المصطلحات تحتاج إلى تغيير.
فعلى الرغم من ردود الفعل العالمية لأصحاب الضمائر الحية ضد المذبحة الإنسانية،
إلا أنه يوجد من لا يزال يتحدث بالمصطلحات الإسرائيلية ومفردات الإمبريالية، وهو
ما يبرز كمجال آخر للصراع الفكري.
وأوضح الكاتب أن بداية هذه الأحداث ليست 7
أكتوبر، ولكن بدايتها من استمرار القمع الذي تمارسه "إسرائيل" منذ 75 عامًا، ولقد
تعرضت
غزة للهجوم عدة مرات من قبل وقُتل آلاف الأشخاص فيها، كما أنها تعاني من
حصار غير إنساني منذ 16 عامًا.
وأكد الكاتب أن نضال الشعب الفلسطيني ضد من
يسرقون بيوته وأراضيه ومستقبله عبر الإرهاب هو نضال من أجل الاستقلال، وحركة حماس
هي مجاهدة في هذا النضال وإن "حماس" هي فلسطين، مشددًا على رؤية "حماس"، التي ليس
لها أي نشاط خارج الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أنه إذا كان هناك من ينسى، فإنه يجب
التذكير بأن "إسرائيل" هي دولة احتلال، وأنها منتجة للإرهاب، وتوسعية، وتحاول تدمير
وجود الشعب الفلسطيني، ولقد ارتكبت كل أنواع المجازر في سبيل هذا الجهد، ولا تزال
تفعل ذلك؛ حتى إنها واصلت الإبادة الجماعية.
واعتبر الكاتب أن الذين يتحدثون عن حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها بعد عملية "حماس" هم المتحدثون باسم الاحتلال الإسرائيلي
والإمبريالية الصهيونية الإنجيلية؛ فليس لدولة احتلال حق الدفاع عن نفسها.
وشدد على أن نضال من يريد استعادة ديارهم
وأراضيهم ووطنهم ومستقبلهم ضد الغزاة هو نضال استقلال ودفاع عن الوطن، ولا يمكن
لأحد أن يتحدث عن حق المحتل في الدفاع عن نفسه إلا إذا انسحب من الأراضي التي
احتلها وسرقها. ومن ناحية أخرى؛ فإن الذين يقولون إن حركة حماس "ارتكبت جرائم
حرب" هم المتحدثون باسم "إسرائيل" المحتلة والإمبريالية الصهيونية الإنجيلية.
ولفت إلى أن ما يدلل على عدم حسن نية "إسرائيل" المحتلة أنها دأبت على الاستهداف والهجوم وارتكاب المجازر وترويع كافة المستشفيات
في غزة، وخاصة مستشفى الشفاء؛ حي إنهم يحاولون إثبات أن المستشفيات أماكن مقاومة ضد
ادعاءات "حماس" التي تقول إنها أماكن للمقاومة، ويجب أن نذكر بوضوح أن تلك
المستشفيات موجودة على الأراضي الفلسطينية وأن "حماس" هي جيش فلسطين، وهي ملزمة
بحماية مستشفياتها ومرضاها. ومحاولة تحويل ذلك إلى اتهام هي دعاية سوداء وبوق
لـ"إسرائيل" المحتلة والإمبريالية الصهيونية الإنجيلية.
وذكر الكاتب أن صحفيًّا غربيًّا سأل الطبيب
همام الذي كان يعمل في مستشفى الشفاء بغزة قبل استشهاده: "لماذا لا تغادر مع
عائلتك؟"، فأجابه الطبيب الشهيد قائلًا: "هل درستُ الطب لمدة 14 عاما
لأنقذ حياتي؟ لديَّ مرضى لا أستطيع التخلي عنهم. إنهم ليسوا حيوانات، إنهم ناسي؛
لقد تعلمتُ كيف لا ألطخ الزي الرسمي الطبي الذي أرتديه".
وحتى الآن، قُتل أكثر من 150 عاملاً في مجال
الرعاية الصحية في غزة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأطباء والمتخصصين في الرعاية
الصحية الأبطال لا يتركون جانب مرضاهم ويحاولون شفاء مرضاهم رغم كل الصعوبات وهم
وجوه الأرض البيضاء.
وتساءل عن أنه رغم كل هذه الأحداث واضحة، فألا
تهم هذه الحقائق الغرف الطبية في تركيا؟ ولماذا لا يصدرون أي ضجيج؟ وما سبب صمتهم
أمام مقتل 138 طفلاً يومياً؟ كما أنها تنطبق نفس الأسئلة على الفنانين الأتراك، مشيرًا
إلى أن الفنان الحقيقي هو الذي لا تنقطع الصلة بين قلبه وعقله، فهو الذي لا يمكن
أن يصبح قلبه قاسيًا، ولا يمكن أن يستسلم عقله.
ولفت إلى أنه عند صعود مدرجات فرق كرة القدم
وجماهيرها في الدول الغربية وأمريكا اللاتينية؛ ونرى صرخات "فلسطين
حرة"، فإن صمت الفرق التركية والمشجعين يبعث على الحزن أيضًا.
واختتم مقاله بتوجيه التحية لأهل الأرض الشجعان
وذوي الضمائر الحية ذوي الأصوات العالية التي تنتشر أمواجها منذ أيام، مؤكدًا أن الإنسانية لن تستسلم للهمجية، وأنه سوف تتحقق هجمة عالمية ضد الإمبريالية
الصهيونية الإنجيلية، وسوف يثبت أن العالم أكبر من كيان واحد وسيتم كتابة تاريخ
جديد للبشرية.