نشر موقع "
تسار غراد" الروسي تقريرًا تحدث فيه عن اللقاء الذي جمع بين الرئيس الروسي ونظيره
الإيراني في السابع من الشهر الجاري في موسكو.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تفاوضا خلف أبواب مغلقة لأكثر من 5 ساعات.
وينقل الموقع عن مراقبين أن الزعيمين ظهرا سعيدين للغاية بعد انتهاء المحادثة دون الكشف عن تفاصيل المفاوضات.
وفي هذا الصدد، قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف: "جرت محادثة موضوعية للغاية، وقدم الوزراء تقارير عن توجهاتهم، محددين المشاكل والحلول المتاحة وما يجب القيام به لتسريع تطوير التعاون".
وكشف بيسكوف عن موضوعين ناقشهما الرئيسن قائلا: "تبادل الزعيمان وجهات النظر حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي المقام الأول العلاقات الثنائية لشراكة متعددة الأوجه، ومزامنة المراقبة على الشؤون الدولية الأخرى. بالإضافة إلى موضوع التفاعل والتعاون في إطار أوبك بلس والقرارات التي تم ذكرها في إطار أوبك بلس خلال المفاوضات مع الإيرانيين".
وفي المقابل؛ كتب وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي: "ركزت معظم المفاوضات على القضية الفلسطينية. وقد شدد الطرفان على ضرورة الوقف الفوري للحرب والإبادة الجماعية في
غزة والضفة الغربية، ووضع حد للترحيل القسري لسكان غزة، والفتح الفوري لمعبر رفح للسماح بإرسال مساعدات إنسانية واسعة النطاق في جميع أنحاء غزة. وتدرس
روسيا اتخاذ مبادرة".
ماذا يمكننا أن نخمن؟
وأوضح الموفع أنه استنادًا إلى هذا بات واضحًا أن روسيا تدرس إمكانية طرح مبادرات للتسوية السلمية في فلسطين. في الحقيقة إن موقف روسيا حيال هذه القضية معروف ويتمثل في تأييدها قيام دولتين لشعبين، أي الحفاظ على دولة إسرائيل وإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة كاملة العضوية، دولة فلسطينية وفقًا لقرار الأمم المتحدة طويل الأمد، جازمة أنه لا توجد طريقة أخرى لإنهاء الحرب التي لا نهاية لها.
في المقابل؛ يتناقض هذا القرار مع تصريحات السياسيين الإسرائيليين، الذين توصلوا إلى الحل النهائي للقضية الفلسطينية والمتمثل في الإبادة الجماعية السافرة لسكان غزة، والوعود باحتلال غزة واقتراحات طرد جميع سكانها إلى أي مكان في العالم.
وبين الموقع أن وحدة مواقف روسيا وإيران تضع الولايات المتحدة والغرب في موقف حرج. منذ بداية الحرب في غزة وضعت حركة حماس وحركة حزب الله وإيران وروسيا على نفس المستوى. ومع ذلك؛ لم يتوقع الغرب إجراء روسيا وإيران مشاورات فعلية بشأن المشكلة الفلسطينية وتطوير موقف مشترك وتنسيق تحركاتهم.
ويشير الموقع إلى ترويج وسائل الإعلام الغربية لفكرة تواجد مدربين روس في صفوف القوات المستعدة في الوقت الراهن لخوض معركة شمال الحدود الإسرائيلية. وحتى في ظل غياب ذلك، يمكن القول إن الحرب في فلسطين أصبحت الجبهة الثانية في معركة التحرير الوطني التي تخوضها روسيا ضد الغرب الموحد. ومع ذلك، فإن الجبهة الثانية لا تقتصر على القرارات العسكرية والسياسية والمناقشات والتصريحات الدبلوماسية بل لهذه الجبهة بعد اقتصادي أعمق بكثير.
ولفت الموقع أنه في الحقيقة، تعني مسألة التفاعل والتعاون ضمن أوبك بلس تدمير سيطرة الولايات المتحدة وحلفائها على سوق الطاقة.
وفي هذا السياق؛ ظلت وسائل الإعلام الغربية تشكو لعدة أسابيع من فشل سياسة "سقف السعر" التي فرضت على روسيا. وبحسب وكالة بلومبرغ، حققت روسيا من صادرات النفط خلال فترة "سقف الأسعار" إيرادات تجاوزت ما كانت عليه قبل فرض هذه السياسة.
ومن خلال العمل مع إيران وتنسيق الجهود مع السعودية والإمارات؛ يمكن لروسيا قلب سوق السلع الأساسية رأساً على عقب وخلق وضع في الاقتصاد العالمي؛ يكون من الصعب خلاله الحديث عن "عزل روسيا" ويفتح الباب لعزل "الولايات المتحدة وحلفائها الديمقراطيين".
ونقل الموقع عن وكالة "رويترز" قولها: "عند افتتاح المحادثات في موسكو، لم يذكر الزعيمان الروسي ولا الإيراني التعاون العسكري المتزايد بين طهران وموسكو".
وفي ختام التقرير؛ نوه الموقع بأن الجانبين ناقشا آفاق التعاون الاقتصادي في قطاع النفط والغاز، العنصر الذي يدرك الغرب أنه في الوقت الراهن أكثر أهمية من التعاون العسكري.