يستخدم
الحوثيون مجموعة من الأسلحة والتكتيكات لتنفيذ قرارهم بفرض حظر على السفن
الإسرائيلية أو تلك المتجهة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة في البحرين الأحمر
والعربي.
ويأتي
ذلك الإجراء كمساندة للمقاومة الفلسطينية التي تواجه عدوانا إسرائيليا في قطاع
غزة، حيث أعلن الحوثيون أنهم سيستمرون في ذلك إلى حين إدخال المساعدات للقطاع.
وأعلن
الحوثيون مساء الأحد، أنهم نفذوا أول عملية ضد سفينة حاولت اختراق "حظر مرور السفن"
المتجهة إلى موانئ دولة
الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح
الناطق باسم قوات الحوثيين العميد يحيى سريع، أنهم لم يلجأوا لإطلاق الصاروخ على الناقلة،
إلا بعد رفض طاقمها كافة النداءات التحذيرية، بمنع مرورها باتجاه الاحتلال.
وشدد على أنهم "نجحوا خلال اليومين الماضيين، في منع مرور عدة سفن، بعد استجابتها لتحذيرات
القوات البحرية اليمنية".
واستعرض
تقرير لمعهد واشنطن قدرات الحوثيين العسكرية التي قد تمكنهم من إنجاح الحظر الذي
يعلنونه.
ووفق
التقرير فإنه منذ عام 2015، وخاصة منذ وقف إطلاق النار مع السعودية، زاد الحوثيون إلى
حد كبير من قدراتهم على منع دخول المنطقة البحرية من خلال قيام إيران بتزويدهم بمعظم
هذه القدرات. وفي بعض الحالات، حصلوا على منظومات أسلحة كاملة أو لوازم أسلحة لتجميعها
في اليمن، وفي حالات أخرى، قدّمت إيران الخبرة التكنولوجية والمعدات إما لتعديل أسلحة
الحوثيين الموجودة أو إنتاج تصميمات إيرانية محلياً باستخدام مكونات وتجميعات مهربة.
ونتيجة
لذلك، بإمكان الحوثيين تعطيل حرية الملاحة بشكل انتقائي حول مضيق
باب المندب باستخدامهم
مجموعة من القدرات والتكتيكات التي تم استخدام بعضها في الهجمات الأخيرة، على سبيل
المثال:
- الألغام
الملتصقة.
- عمليات
الصعود على متن السفن والاستيلاء عليها باستخدام القوارب الصغيرة أو المروحيات.
- هجمات
الطوربيدات المأهولة أو الموجهة عن بُعد بواسطة غواصين مدربين تدريباً خاصاً.
- إطلاق
صواريخ قصيرة المدى من الزوارق السريعة.
- الطائرات
الهجومية المسيّرة الأحادية الاتجاه مثل "شهاب" و"قاصف" و"ويد".
- صواريخ
"كروز" متنوعة مضادة للسفن قد يصل مداها من 80 إلى 300 كيلومتر، من بينها
صواريخ "صياد" و"سجيل".
- الصواريخ
الباليستية المضادة للسفن، والتي توفر مدى أطول (يصل إلى 300 كيلومتر) ولكنها تتطلب
معلومات استخباراتية عن الاستهداف في الوقت المناسب توفرها الطائرات بدون طيار أو السفن
أو القوات الشريكة (على سبيل المثال، الطائرات المسيّرة الإيرانية أو الأصول البحرية
في المنطقة).
وأضاف
التقرير أن الحد الأقصى الحالي لمدى وصول صواريخ الحوثيين المضادة للسفن يبلغ 300 كيلومتر
إذا أُطلِقت من أراضيهم. ويعني ذلك أن أي سفينة تقترب من مضيق باب المندب قادمة من
خليج عدن يمكن أن تتعرض للتهديد بصاروخ يتم إطلاقه من أقصى شمال البلاد وداخلها مثل
ذمار، في حين يمكن استهداف أي سفينة تَستخدم "ممر العبور الأمني البحري"
بأسلحة يتم التحكم بها من صنعاء.
وتُمثّل
الطائرات المسيّرة الهجومية الأحادية الاتجاه تهديداً أبعد مدى، وإن كان يسبب قدراً
أقل من الدمار. أما الطراز الحوثي الوحيد المعروف الذي يمكنه استهداف سفينة متحركة،
فهو طائرة "شهاب" المشتقة من عائلة "صماد".
ويُعتقَد
أن هذه الطائرة المسيّرة المجهزة برأس باحث للتوجيه الطرفي الكهربائي البصري (في ضوء
النهار فقط على ما يبدو) يتراوح مداها الأقصى بين 600 و1200 كيلومتر، بينما تحمل رأساً
حربياً صغيراً نسبياً يبلغ وزنه نحو 40 كيلوغراماً.
ويوصي
التقرير واشنطن بضرورة مواجهة الخطر الحوثي وعدم تركه يتفاقم.
وبحسب
التقرير فإن تحقيق الأمن في باب المندب والمياه المحيطة به أمر أساسي لضمان مرور السفن
التجارية دون عوائق عبر المنطقة، بما في ذلك خليج عدن، الذي هو أحد أكثر ممرات الشحن
ازدحاماً في العالَم.
ويدعو
التقرير واشنطن إلى استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، ومواقع الرادار
الساحلية، ومواقع تخزين الأسلحة ذات الصلة التابعة للحوثيين كرسالة للحركة مفادها أنه
لن يتم التسامح مع أعمالهم الأخيرة.
كما
يوصي التقرير بإعادة تصنيف حركة الحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، وفرض
المزيد من العقوبات الأمريكية، والضغط على هيئات "الأمم المتحدة" ذات الصلة
لإعلان أنشطة الحوثيين في المياه الدولية أعمالاً إرهابية بحرية وفقاً لـ "اتفاقية
قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الملاحة البحرية" لعام 1988.
ويقترح
التقرير كذلك زيادة الدعم لـ"مصلحة خفر السواحل" اليمنية التي تديرها الحكومة
المعترف بها دولياً.
كما
يدعو لوضع أصول الاستطلاع الاستراتيجية والتكتيكية الأمريكية في موقعٍ أقرب من المنطقة
(وفي بعض الحالات داخلها) لتحسين الوعي بشأن قدرات الحوثيين وأنشطتهم المتعلقة بالصواريخ
والطائرات المسيّرة.
ودعا
التقرير إلى إنشاء فرقة عمل بحرية دولية ذات قيادة موحدة وصلاحيات موسعة لحماية حركة
الشحن في البحر الأحمر والمياه المحيطة.
كما
أوصى بمراقبة القوات البحرية الإيرانية عن كثب بحثاً عن أي علامة تشير إلى نشر المزيد
من وحداتها السطحية وطائراتها المسيّرة البعيدة المدى في منطقة باب المندب، لتسهيل
تحقيق الدقة في عمليات الاستهداف الحوثية بشكل مباشر أو غير مباشر. ويجب أن تكون القوات
الأمريكية وقوات التحالف مستعدة لإحباط مثل هذه الأنشطة عند الضرورة.