حدد
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين
نتنياهو، ثلاثة متطلبات لتحقيق ما قال إنه
"السلام" في قطاع
غزة.
وقال
نتنياهو الذي يشن جيشه عدوانا واسعا على قطاع غزة، في مقال له في صحيفة "
وول
ستريت جورنال" الأمريكية، إنه "لا بد من تدمير
حماس، ولا بد من نزع سلاح غزة،
ولا بد من استئصال التطرف في المجتمع الفلسطيني؛ هذه هي الشروط الأساسية الثلاثة لتحقيق
السلام بين إسرائيل وجيرانها الفلسطينيين في غزة"، على حد تعبيره.
ويشن
جيش الاحتلال عدوانا واسعا على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر
الماضي، خلف حتى الآن أكثر من 20 ألف شهيد فلسطيني، معظمهم من النساء
والأطفال، وتدمير شبه تام لمتطلبات الحياة هناك.
وقال
نتنياهو إنه "لا بد من تدمير حماس"، التي اتهمها بأنها "الوكيل الرئيسي
لإيران".
وأكد
أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والعديد من الدول الأخرى
تدعم نية "إسرائيل" في القضاء على "الجماعة الإرهابية".
ولتحقيق
هذا الهدف، وفق نتنياهو، فإنه "لا بد من تفكيك قدراتها العسكرية، ويجب إنهاء حكمها
السياسي في غزة"، زاعما أن قادة حماس "تعهدوا بتكرار مذبحة 7 تشرين الأول/
أكتوبر مرارًا وتكرارًا"، ولهذا السبب "فإن تدميرها هو الرد المناسب الوحيد
لمنع تكرار مثل هذه الفظائع المروعة، وأي شيء أقل من ذلك يضمن المزيد من الحرب وسفك
المزيد من الدماء"، على حد زعمه.
ويضيف
نتنياهو أنه "من خلال تدمير حماس؛ ستواصل إسرائيل العمل في ظل الامتثال الكامل
للقانون الدولي". لكنه اتهم حماس "باستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية"،
كما اتهمها بإنشاء بنيتها التحتية داخل وتحت المنازل والمستشفيات والمساجد والمدارس
وغيرها من المواقع المدنية، ما يعرض السكان الفلسطينيين للخطر عمدًا".
وكانت
عدة تحقيقات صحفية أثبتت كذب الرواية الإسرائيلية عن وجود مقر لحماس تحت مستشفى
الشفاء وسط غزة.
ويزعم
نتنياهو أن "إسرائيل تبذل قصارى جهدها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد
الأدنى، عن طريق إسقاط المنشورات، وإرسال الرسائل النصية، واستخدام وسائل أخرى لتحذير
سكان غزة للابتعاد عن طريق الأذى. وعلى النقيض من ذلك؛ تبذل حماس قصارى جهدها لإبقاء
الفلسطينيين في طريق الأذى؛ أي تحت تهديد السلاح في كثير من الأحيان".
وهاجم
نتنياهو الأصوات التي تحمل جيش الاحتلال المسؤولية عن المجازر والدمار في قطاع
غزة، متهما تلك الأصوات بأنها تشكل تشجيعا لحركة حماس، وقال "إن إلقاء اللوم بشكل
غير عادل على إسرائيل عن هذه الخسائر البشرية لن يؤدي إلا إلى تشجيع حماس وغيرها من
المنظمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم على استخدام الدروع البشرية".
وذهب
نتنياهو أبعد من ذلك، حين طالب المجتمع الدولي "بإلقاء اللوم بشكل مباشر على حماس
عن هذه الخسائر البشرية"، زاعما أن على المجتمع الدولي أن "يدرك أن إسرائيل
تخوض المعركة الأكبر في الحرب الحضارية ضد البربرية".
وفيما
يتعلق بشرطه الثاني، مضى نتنياهو يقول: يجب أن تكون غزة منزوعة السلاح، ويجب على إسرائيل
أن تضمن عدم استخدام المنطقة مرة أخرى كقاعدة لمهاجمتها". مضيفا أن ذلك
"يتطلب إنشاء منطقة أمنية مؤقتة على محيط غزة، وآلية تفتيش على الحدود بين غزة
ومصر تلبي احتياجات إسرائيل الأمنية وتمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع".
وعبر
عن رفضه لأي وجود للسلطة الفلسطينية في القطاع، وقال: "إن توقع قيام السلطة الفلسطينية
بنزع السلاح في غزة هو مجرد حلم بعيد المنال"، متهما إياها "بتمويل وتمجيد
الإرهاب في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وتعليم الأطفال الفلسطينيين السعي إلى تدمير
إسرائيل، وليس من المستغرب أنها لم تُظهر القدرة أو الرغبة في تجريد غزة من السلاح".
وأشار
إلى أنه "سيكون على إسرائيل أن تحتفظ بالمسؤولية الأمنية المهيمنة على غزة".
وحول
شرطه الثالث، يقول نتنياهو إنه "لا بد من استئصال التطرف في غزة؛ حيث يتعين على
المدارس أن تُعلِّم الأطفال كيف يعتزون بالحياة بدلًا من الموت، ويجب على الأئمة أن
يتوقفوا عن الدعوة إلى قتل اليهود، ويحتاج المجتمع المدني الفلسطيني إلى التحول حتى
يتمكن شعبه من دعم مكافحة الإرهاب بدلاً من تمويله".