شن حزب العمال
الكردستاني قبل أيام هجمات على قواعد في شمال
العراق؛ أقامها الجيش التركي لمكافحة
الإرهاب، وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد 12 جنديا
تركيا خلال يومين،
بالإضافة إلى إصابة آخرين. وأثار سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى
علامات استفهام حول ملابسات الهجمات وأسبابها وتوقيتها.
خبراء الأمن
والاستخبارات يشيرون إلى أن الهجمات وقعت بالليل في ظروف الشتاء القاسية التي أدت
فيها العاصفة الثلجية إلى تدني مدى الرؤية إلى مسافة متر أو مترين، ما أسهم في
تسلل الإرهابيين إلى مناطق قريبة من القواعد لخوض الاشتباكات مع الجنود الأتراك،
إلا أنهم في ذات الوقت يلفتون إلى الدعم الذي تلقاه عناصر حزب
العمال الكردستاني
خلال الهجمات وقبل وقوعها.
صحيفة
"تركيا" التركية نشرت يوم الاثنين تقريرا على صفحتها الأولى يقول إن
الموساد
الإسرائيلي وراء الهجمات التي تم التخطيط والإعداد لها في معسكرات المنظمة
الإرهابية في شمال سوريا، مضيفا أن عقيدا إسرائيليا وثلاثة عملاء للموساد أشرفوا
على التدريب الذي تلقاه الإرهابيون تحت حماية القيادة المركزية الأمريكية
"سنتكوم" للقيام بهذه الهجمات، كما تلقوا معلومات استخباراتية عن
القواعد التي سيهاجمونها.
توقيت الهجمات، وفقا لكثير من المحللين، يحمل رسائل موجهة إلى تركيا. ويرى هؤلاء أن هذه الهجمات جاءت ردا على تصريحات رئيس الجمهورية التركي حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتشديده على أن حركة حماس ليست "منظمة إرهابية"
توقيت الهجمات،
وفقا لكثير من المحللين، يحمل رسائل موجهة إلى تركيا. ويرى هؤلاء أن هذه الهجمات
جاءت ردا على تصريحات رئيس الجمهورية التركي حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،
وتشديده على أن حركة حماس ليست "منظمة إرهابية"، بل هي حركة تحرير
وطنية، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها أنقرة لمحاكمة قادة الاحتلال، على رأسهم
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كمجرمي حرب في المحكمة الجنائية
الدولية.
وفي أول رد على
الهجمات، قصفت القوات المسلحة التركية معاقل حزب العمال الكردستاني ومعسكراته في
شمال العراق وشمال سوريا، كما استهدفت الطائرات الحربية والمسيرة التركية المنشآت
التي تستخدمها المنظمة الإرهابية بما فيها مصافي النفط التي تشغلها بالتنسيق
والتعاون والشراكة مع القوات الأمريكية. وتشير الغارات الجوية التي قام بها الجيش
التركي إلى أن أنقرة تبعث إلى واشنطن رسالة مفادها أن وحدات حماية الشعب الكردي هي
ذات حزب العمال الكردستاني الذي ستواصل تركيا محاربته أينما كان، بغض النظر عن أماكن
تواجده في العراق وسوريا.
الهجمات الأخيرة
التي قامت بها المنظمة الإرهابية لن تدفع تركيا إلى تغيير موقفها من حركة حماس أو العدوان
الإسرائيلي على قطاع غزة، ولا إلى التراجع عن مكافحة حزب العمال الكردستاني في
شمال العراق وشمال سوريا. هذا ما يؤكده ضرب 50 هدفا تابعا للمنظمة الإرهابية
وتحييد عشرات الإرهابيين في القامشلي وعامودا وعين العرب، ومواصلة الطائرات
المسيرة التركية عملياتها.
وفي خطوة يمكن
اعتبارها من تداعيات الهجمات، قامت تركيا يوم السبت بتمديد الحظر على التعامل مع
مطار السليمانية، لستة أشهر أخرى، علما أن تركيا قد أغلقت مجالها الجوي أمام
الطائرات القادمة من مطار السليمانية والمتجهة إليه في 3 نيسان/ أبريل الماضي،
احتجاجاً على زيادة أنشطة حزب العمال الكردستاني في المدينة، والدعم الذي يقدمه
الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافال طالباني، إلى المنظمة الإرهابية. وكان
الحظر المفروض على مطار السليمانية سينتهي في 3 كانون الثاني/ يناير، إلا أن الهجمات التي قام
بها حزب العمال الكردستاني، في ظل استمرار التنسيق والتعاون بين المنظمة الإرهابية
والاتحاد الوطني الكردستاني، أدى إلى إعلان تمديده. وإضافة إلى تمديد الحظر، أعلنت
الاستخبارات التركية، الثلاثاء، تحييد "مسؤول السليمانية" في حزب العمال
الكردستاني في عملية دقيقة.
امتناع حزب الشعب الجمهوري عن توقيع البيان المشترك الذي يندد بهجمات المنظمة الإرهابية، كشف عن مدى رهان الحزب على أصوات الأكراد الانفصاليين للفوز في الانتخابات المحلية. ومن المؤكد أن هذا الارتهان سيكون له ثمن قد يدفعه حزب الشعب الجمهوري غاليا بعد ثلاثة أشهر، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد موقفه
وعلى الصعيد
الداخلي، وقعت الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان التركي، بيانا صاغه الحزب
الجيد للتنديد بهجمات حزب العمال الكردستاني، إلا أن حزب
الشعب الجمهوري امتنع عن
التوقيع، خوفا من غضب "حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية". ويسعى
حزب الشعب الجمهوري إلى التحالف مع هذا الأخير الموالي لحزب العمال الكردستاني، في
الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 آذار/ مارس القادم، والحصول على دعمه في
إسطنبول وأنقرة وإزمير. وبعد أن ارتفعت أصوات تنتقد موقفه، أصدر حزب الشعب
الجمهوري بيانا منفردا للتنديد بالهجمات الإرهابية، بعبارات فضفاضة، دون الإشارة
إلى حزب العمال الكردستاني.
امتناع حزب الشعب
الجمهوري عن توقيع البيان المشترك الذي يندد بهجمات المنظمة الإرهابية، كشف عن مدى
رهان الحزب على أصوات الأكراد الانفصاليين للفوز في الانتخابات المحلية. ومن
المؤكد أن هذا الارتهان سيكون له ثمن قد يدفعه حزب الشعب الجمهوري غاليا بعد ثلاثة
أشهر، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد موقفه. ويشير الكاتب الصحفي التركي، عبد
القادر سيلفي، إلى انزعاج حوالي مائة نائب من نواب حزب الشعب الجمهوري البالغ
عددهم 130 نائبا، من القرار الذي اتخذه رئيس الحزب أوزغور أوزل، بشأن البيان
المشترك، دون الرجوع إلى آراء النواب، لأنه يظهر حزب الشعب الجمهوري مرتبطا بحزب
العمال الكردستاني، ويحرج النواب أمام الناخبين.
twitter.com/ismail_yasa