مقابلات

الحاخام ديفيد وايز لـ"عربي21": أدعو لتفكيك إسرائيل بشكل سريع وسلمي (فيديو)

الحاخام ديفيد وايز أكد أن إسرائيل ستزول حتما كالاتحاد السوفيتي يوما ما- عربي21
دعا الحاخام اليهودي الأمريكي المناهض للصهيونية والمتحدث الرسمي باسم منظمة "ناطورى كارتا" الدولية، ديفيد وايز، إلى "تفكيك سريع وسلمي لإسرائيل"، مضيفا: "حتما ستزول هذه الدولة يوما ما، ونأمل أن نتمكن من العيش معا بسلام ووئام كما كنّا قبل مئات السنين مع شعب فلسطين والدول الإسلامية".

جاء ذلك في مقابلة مصورة مع "عربي21" في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ84 على التوالي.

ووصف الحاخام وايز الوضع الحالي في غزة بأنه "جحيم فظيع على الأرض"، مضيفا: "نأمل أن تعجّل رحمة الله بزوال شامل وسريع للاحتلال، وأن تكون هناك نهاية أبدية لدولة إسرائيل وللصهيونية".

وأضاف: "نأمل أن نرى نهاية إسرائيل قريبا في أيامنا حتى نتمكن من إعادة الأرض لأهل فلسطين، وحتى نستطيع أن نحتضنهم ونقول لهم: ها هي منازلكم وحياتكم تعود لكم، وبالطبع يجب أن يتم تعويضهم كي يتمكنوا من إعادة بناء منازلهم، ويجب أن تكون هناك فلسطين حرة تماما".

غسل أدمغة الناس

ورفض وصف العدوان الإسرائيلي الحالي ضد غزة بأنه "حرب دينية"، قائلا: "هذه ليست حربا دينية، لكن الصهاينة يريدون تسميتها بهذه الصفة؛ فهم يحاولون طوال الوقت ارتداء قناع الدين، ويقولون إنها حرب بين المسلمين واليهود، ويشوّهون صورة أهل غزة، ويجرّدوهم من إنسانيتهم، وبهذه الطريقة يعاملونهم مثل الحشرات، وبالتالي يقصفونهم ويقتلونهم بشكل عشوائي وجماعي".

وأشار وايز، إلى أن "إسرائيل تسعى لغسل أدمغة الناس؛ كي تجعلهم يعتقدون أن سكان غزة وأهل فلسطين أشرار ومعادون للسامية ويكرهون الآخرين، وبهذه الطريقة لا يهتم الناس بما تفعله إسرائيل ضد أهل غزة. لكن بالطبع ما يجري الآن نكبة ومأساة لا تبرير لها مطلقا".


واستطرد قائلا: "نحن نبكي كثيرا، ونتألم، ونعاني، ونحس بأهل غزة. نحن محبطون كما كنّا طيلة 75 عاما، والآن لا كلمات تصف ألمنا، ونتأمل في معاناة أهل غزة دقيقةً بدقيقة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. هذا شيء لا يوصف بالكلمات على الإطلاق".

الصهيونية تعادي السامية

واستنكر وايز الموقف الدولي من العدوان الإسرائيلي، وقال: "نرى حكومات أوروبا والحكومة الأمريكية عاجزين عن إيقاف إسرائيل عما تقوم به من جرائم مروعة، وهذا شيء غير مقبول بالمرة. نحن نتوسل إليهم ألا يقعوا ضحية للدعاية الصهيونية، ونتوسل إليهم أن ينظروا إلى الحقيقة والتاريخ، وكيف كنّا نعيش معا؟ وكيف كان أهل غزة وفلسطين والعالم العربي والإسلامي يحتضنوننا؟".

وأردف: "الصهيونية هي التي خلقت الكراهية والقتل المروّع، وبالتالي فالمشكلة هم الصهاينة ودولة إسرائيل؛ لأنهم حقا هم المعادون للسامية، وهم الأشرار الذين يجب إيقافهم، ويجب إنقاذ أهل غزة على الفور، ونحن نلتمس ذلك من المجتمع الدولي والولايات المتحدة".

ونوّه المتحدث الرسمي باسم منظمة "ناطورى كارتا" الدولية، إلى أن صورة إسرائيل لدى الرأي العام العالمي تضرّرت جراء هذا العدوان غير المسبوق ضد غزة، مُعربا عن أمله في أن "يستفيق العالم ويُصدم، ليدرك أنه تم خداعه من قِبل الدعاية الصهيونية الزائفة".

وتابع: "نأمل أن يتم كشف صورة إسرائيل، وأن يقف العالم أجمع ضد جرائمها وانتهاكاتها، وأن يتم التخلص منها كليا سريعا وبسلام، مثلما تم إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا من خلال النضال الشعبي، وأن يحدث ذلك بفضل دعم نهضة شعوب العالم".

وحول خطط إسرائيل لتهجير سكان غزة، واصل وايز حديثه بالقول: "نصلي لله، ونأمل أن الله برحمته سيوقف إسرائيل فورا، وألّا ينجحوا، ولو لدقيقة إضافية، في قتلهم الجماعي لأهل غزة، وبالتأكيد لن ينجحوا في تهجير سكان غزة، بل على العكس، يجب أن تفكيك دولة إسرائيل بالكامل، لتصبح مجرد كابوس سيئ مضى".

وأوضح أن "إسرائيل تصف كل مَن يعارضها بأنهم معادون للسامية، بينما في الحقيقة مَن يعارضونها يفعلون ذلك لأنهم ضد الاحتلال والسرقة والقتل، ويرفضون المعاملة غير الإنسانية للفلسطينيين، ويقفون ضد المجازر الجماعية في غزة، وبالتالي فهم ليسوا معادين للسامية، وإنما معادون للصهيونية".

وتابع: "في الواقع، إن الصهيونية تجسيد واضح لمعاداة السامية، وهم لا يقتلون الفلسطينيين فقط، بل كانوا أيضا مشغولين بقتل وقمع وضرب اليهود لمعارضتهم لهم في الأرض المقدسة، وبسبب وجودهم قُتل عشرات الآلاف من اليهود، حتى المؤيّدين للصهيونية يموتون من أجل قضيتهم، ولكن ليس بسبب اليهودية".

واستطرد قائلا: "لقد عشنا معا بسلام قبل وجود مفهوم الصهيونية التي تسبب الموت والمعاناة، واتهام إسرائيل لأي شخص يعارضها بمعاداة السامية يُعدّ إهانة للديانة اليهودية. على سبيل المثال، هذه المجزرة الجماعية التي ترونها في غزة يعتقد الناس حول العالم أن الديانة اليهودية غير إنسانية. لذا بالطبع، هذه إهانة للديانة اليهودية".

مأساة رهيبة

وشدّد وايز على أن "المأساة الرهيبة تتمثل في أن الصهيونية تُقدّم نفسها على أنها مفهوم يهودي ديني خالص، بزعم لمّ شمل اليهود المشتتين في جميع أنحاء العالم، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما؛ فاليهودية ديانة عمرها نحو 3000 عاما. أما الصهيونية، فهي حركة قومية لإنشاء سيادة مادية من خلال دولة مادية، وهي تفتري على الديانة اليهودية، وتقدّم نفسها على أنها ديمقراطية خالية من أي مسؤولية تجاه الله".

وقال: "الصهيونية علمانية بالأساس، وتمرد ضد الله، وهي تحوّل من الدين والخضوع لله إلى القومية؛ فلا يُسمح لنا بالقتل أو السرقة لأي سبب، ولكن هذا ما يفعلونه من أجل إنشاء هذه الدولة (إسرائيل)، وهم يقتلون ويسرقون ويحتلون شعوبا أخرى".

وتابع: "لقد أحسن الناس لليهود عندما كان اليهود يتعرّضون للمضايقات والقمع والاعتداء والقتل في أوروبا من قِبل الدول المسيحية في محاكم التفتيش والحروب الصليبية وما إلى ذلك، بينما كان يتم استقبال اليهود وإعطاؤهم مأوى في الدول المسلمة والعربية، ويجب علينا إظهار التقدير والامتنان للخير الذي تلقّيناه".

وأردف: "فلسطين من بين هذه الدول التي أحسنت استقبال اليهود في عهد الإمبراطورية العثمانية، في حين روّج الصهاينة لرواية أن الشعب الفلسطيني والمسلمين يكرهون اليهود، وأنهم معادون للسامية، وهذه مغالطة للحقيقة وخرق لقوانين التوراة، وفيها تناقض مع تعاليم التوراة واليهودية وما يجب أن نفعله كيهود".

حراك يهودي متواصل

وبسؤاله عن مدى تأثير لليهود المعادين للصهيونية، أجاب: "نحن نواصل حراكنا بلا كلل أو ملل، خاصة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ولكن فعليا نحن نتظاهر ونحتج ونتحدث ونتحرك منذ 75 عاما، وعندما يرى ويسمع الناس ذلك نعلم أنهم يتأثرون، ونأمل أن تُفتح عيون الجميع ليدركوا خطورة تحريف الحقيقة وتشويه حقيقة اليهودية، وسنواصل مسيرتنا حتى يوقفوا الدعم لإسرائيل".

وأشار إلى أن "مئات الآلاف من اليهود الذين يعيشون في إسرائيل مناهضون للصهيونية، وبعض هؤلاء صريح جدا، بينما البعض الآخر يخشى التحدث بصراحة بسبب الهجمات القاسية على اليهود المناهضين للصهيونية".

ولفت الحاخام وايز، إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية، والمؤيدين للصهيونية، يكرهون ويعادون منظمتهم، "لكن بقية اليهود الذين يعيشون هناك يقدّرون ما نقوم به".

وتعتبر منظمة ناطوري كارتا الدولية، (حركة مكونة من اليهود الأرثوذكس ومقرها في الولايات المتحدة)، واحدة من تلك المجموعات التي تنتقد إسرائيل بشدة.

وأُسست تلك الحركة، التي تُعرف باسم "حراس المدينة"، عام 1935.

ويؤكد أعضاء الحركة، عبر منصات مختلفة وفي الأحداث التي يحضرونها، أن الصهيونية هي أيديولوجية لا تمثل اليهودية، بل إنها تُعدّ أخطر المؤامرات الشيطانية ضد اليهودية.

وذكر الحاخام وايز، أن مَن أنشأ الحركة الصهيونية هم "الناس الذين جاءوا من أوروبا، والذين عصوا الله، وحصلوا على القوة من بريطانيا والأمم المتحدة".

الصهيونية إلى زوال

وعبّر عن تفاؤله بمستقبل المحور المناهض للصهيونية، قائلا "إنه مستقبل مشرق، ونحن ننفّذ مشيئة الله، وسنستمر في ذلك مهما كانت الأوضاع في فلسطين، وسوف نواصل دائما ذلك كما فعل آباؤنا على مر الأجيال، وسنظل ثابتين، ولن نرضخ لضغوط الصهيونية، ونؤمن بأننا سننتصر في نهاية المطاف".

وزاد المتحدث الرسمي باسم منظمة "ناطورى كارتا" الدولية،: "نحن منتصرون بلا شك، وبفضل تنفيذ مشيئة الله، وحتما سيأتي اليوم الذي سينهي فيه الله الاحتلال بأكمله سريعا وبسلام".

ولفت وايز إلى أن "اليهود المتدينين للغاية مناهضون للصهيونية؛ فإذا ذهبت إلى مقاطعة بروكلين في نيويورك، وبالقرب من مانهاتن مباشرة، وهناك ثاني أكبر مجتمع حول العالم لليهود المتدينين، لن تجد علما إسرائيليا واحدا، وكذلك الأمر في العديد من المناطق الأخرى، حيث توجد جاليات يهودية متدينة دون وجود لأعلام إسرائيل، بل على العكس سترى أعلام فلسطين".

وأضاف: "الصهيونية لا تتوافق مطلقا مع الديانة اليهودية، والذين يظلّون أوفياء للدين يقفون بحزم ضد هذا الاحتلال ويرفضون كل الجرائم التي يرتكبها".

واختتم الحاخام وايز، بقوله: "نصلي ونحث الجميع على الدعاء لله بتفكيك سريع وسلمي لدولة إسرائيل مثلما زال الاتحاد السوفيتي وغيره من القوى العظمى، وحتما ستزول هذه الدولة يوما ما، ونأمل أنه مثلما زال الاتحاد السوفيتي دون إراقة دماء، يجب أن تزول هذه الدولة أيضا دون إراقة دماء".
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع