سياسة دولية

أصوات يهودية منتقدة للاحتلال ترفض استخدام "معاداة السامية" سلاحا لإسكاتها

حاخام من جماعة ناطوري كارتا خلال مسيرة مؤيدة لفلسطين- إكس
أعربت شخصيات يهودية غربية، عن مخاوفها، من استخدام تهمة معاداة السامية، ذريعة لإسكات كل منتقدي الكيان الإسرائيلي، في جرائمه وعدوانه على الفلسطينيين في غزة.

وقال روبرت بيتسون، المحرر السياسي لشبكة "إيه تي في" البريطانية، في مشاركة عبر حسابه على موقع "إكس": "باعتباري يهوديا، بت أشعر بقلق متصاعد من تزايد الاتهامات بمعاداة السامية، الموجهة من أجل إسكات نقاش مشروع وهام".

وتابع: "معاداة السامية تتصاعد، لكن هناك ارتفاع في استخدام عديمي الضمير لهذا المصطلح لإسكات أسئلة معقولة حول ممارسات الحكومة الإسرائيلية في غزة".

ونشر بيتسون مقالا لأحد زعماء الجالية اليهودية ويدعى بيرني شتاينبيرغ، والذي تحدث فيه عن ما وصفه بالمكارثية المتصاعدة، ضد منتقدي حكومة الاحتلال.


وقال شتاينبيرغ في مقاله: "من أجل سلامة اليهود والفلسطينيين توقفوا عن استخدام معاداة السامية كسلاح". وشدد على أنها باتت تستخدم "من قبل قوى نافذة تسعى إلى تخويف وإسكات شرعية انتقاد ’إسرائيل’ والسياسة الأمريكية تجاهها".

وشدد على أنه في معظم الحالات "يأخذ الأمر شكلا من التنمر ضد المؤيدين لفلسطين، وفي أحيان أخرى تضطهد الحملات أي شخص لمجرد اختلافه ببساطة مع هؤلاء المتنمرين".


وضرب مثالا بالإطاحة برئيس جامعة بنسلفانيا، لمجرد توجيهه انتقادات، وقال: "هذا مثال واضح، لما يمكن أن يحدث حين تتمكن القوى عديمة الضمير، من إملاء الطريق علينا كقادة جامعيين" مشيرا إلى أن "المخاطر مرتفعة أكثر من أي وقت مضى".

ودعا إلى طرح كل الاتهامات الملفقة والتي تستخدم سلاح "معاداة السامية" جانبا، عند انتقاد ’إسرائيل’، من قبل من يعملون على إسكات الانتقادات للسياسة الإسرائيلية.

وتابع: "بصفتي قائدا في الجالية اليهودية، فإنني أشعر بالقلق بصورة خاصة، إزاء التهديد المكارثي بتحويل القضية الحقيقية للغاية المتعلقة بسلامة اليهود إلى بيدق في لعبة سياسية، لتغطية سياسات ’إسرائيل’ التي لا تحظى بشعبية كبيرة".

وقال إن المانحين من المليارديرات، وذوي النفوذ السياسي، واليهود وغيرهم، يستهدفون الضعفاء من الطلاب والمدرسين والملونين والمسلمين والناشطين الفلسطينيين خصوصا.

وأضاف: "أقولها بصراحة، ليس من معاداة السامية المطالبة بالعدالة لجميع الفلسطينيين، الذين يعيشون في أراضي أجدادهم".

ووصف النشطاء الفلسطينيين، بأنهم مخلصون لقضيتهم وهم حركة مشروعة ومعارضة للمعاملة الوحشية بحق الفلسطينيين منذ 75 عاما، وربما نختلف جزئيا معهم، لكن لا بد لهم من الحديث بأمان، ومنحهم الاحترام الذي يستحقه موقفهم الأخلاقي، وأنا تعلمت الكثير من خلال الاستماع والتفكير بعناية في مواقف هؤلاء الناشطين.

وقال: "إذا كانت قضية الدفاع عن ’إسرائيل’ تتطلب وصم منتقديها بمعاداة السامية، فهي بالفعل تعترف بالهزيمة".