قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأحد، إن "الحرب في
غزة تسببت في عدد من التحديات والصعوبات التي لم يسبق لها مثيل في إسرائيل، مع تأزم وضع المجتمعات، ورغبة جنود الاحتياط في العودة إلى ديارهم، وممارسة العالم لضغوط، من أجل التخفيف من حدّة الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، فيما تعرض
الاقتصاد الإسرائيلي لأزمة".
وأوضحت الصحيفة، أن "كلفة الحرب الإسرائيلية على القطاع بلغت 60 مليار دولار، ورغم ذلك لم تتحقق بعد أهدافها المتمثلة في تصفية قادة حركة حماس واستعادة الأسرى"، مشيرة إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تحقق أي نتائج حتى الآن.
وأضافت الصحيفة نفسها، أن "التكلفة بلغت حتى الآن نحو 272 مليون دولار يوميا، حيث يتقاضى كل جندي احتياطي 82 دولارا يوميا، وبلغ إجمالي هذه المدفوعات وحدها 2.5 مليار دولار. وهذا يشمل ميزانية الحرب نفسها، بالإضافة إلى الأشكال المختلفة للمساعدات المالية لكل مدني شهد دخله يتضاءل بسبب الصراع".
وأردفت: "على الجبهة المدنية، بلغت التعويضات عشرات المليارات، غير أن هذه التعويضات بدأت تتضاءل مع تأقلم الجمهور الإسرائيلي تدريجيا مع "روتين الحرب". ومن المقرر أن تحصل الشركات التي انخفض دخلها بشكل كبير على تعويض قدره 2.7 مليار دولار لتلك الأشهر الثلاثة".
وفي السياق نفسه، تعتبر الصحيفة أن "جزءا كبيرا من الضرر قد لحق بالكيبوتسات المحيطة بالقطاع، حيث تم تدمير مجتمعات بأكملها وإحراق البنية التحتية المحلية، وتقدر الأضرار بحوالي 5.5 مليار دولار"، مؤكدا أن "الأمر نفسه يتكرر في الشمال، مع حملة القصف المتواصلة التي يشنها حزب الله، حيث تبلغ الخسارة المالية ما يقرب من 1.6 مليار دولار".
كذلك، أبرزت الصحيفة أن تكلفة الحرب ألقت بظلالها على ميزانية دولة الاحتلال الإسرائيلي، بالقول إنه "من المتوقع أن يبلغ العجز حوالي 30 مليار دولار، الأمر الذي سوف يتطلب تخفيضات في الميزانية وزيادة الضرائب بما يصل إلى أكثر من 18 مليار دولار، وهو ما سيتم الشعور به بشدة من حيث نوعية الحياة وانخفاض الخدمات للجمهور الإسرائيلي بشكل عام".
أما بخصوص تكلفة إجلاء المستوطنين، فَأكدت الصحيفة أن "التكلفة الخاصة بحوالي 125 ألف شخص، كلفت المليارات بالفعل"، مشيرة إلى أن الحرب أثرت سلبا أيضا على جودة التعليم في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وجعلته يصل إلى طريق مسدود.