أعلنت منظمة
الصحة العالمية، أمس الأربعاء، عن إلغاء مهمة مساعدات طبية أخرى، مقررة لقطاع
غزة، بسبب مخاوف أمنية، وهذا سادس إلغاء من نوعه في أسبوعين.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن المهمة هي سادس مهمة لشمال غزة تلغيها المنظمة نتيجة عدم الموافقة على طلبات للزيارة أو توفير ضمانات أمنية منذ الزيارة السابقة في 26 من الشهر الماضي.
وقال في مؤتمر صحفي افتراضي من جنيف "القصف المكثف والقيود على الحركة ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات يجعل من المستحيل على منظمة الصحة العالمية وشركائنا الوصول إلى المحتاجين".
ودعا غيبريسوس
الاحتلال إلى "الموافقة على طلبات منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرين لتقديم المساعدات الإنسانية".
وفي وقت سابق قالت منظمة الصحة إنه لا يعمل في غزة إلا 15 مستشفى وبشكل جزئي، محذرة من أن الظروف المتدهورة تمثل أيضا أرضا خصبة لانتشار الأمراض المعدية.
من جهته قال ريتشارد بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "إن عدد حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة كان أعلى 20 مرة في نوفمبر 2023 مقارنة بمتوسط العام السابق".
وأضاف أنه يأمل في أن تمضي قدما مهمة منظمة الصحة العالمية المزمعة إلى شمال غزة، الخميس، مبينا أن نحو 16 أو 17 مهمة تقريبا ألغيت من أصل 21 مهمة كانت تعتزمها الأمم المتحدة منذ بداية الشهر الجاري.
وطالب بيبركورن، المجتمع الدولي باتخاذ نهج "أقوى بكثير" إزاء تدهور أوضاع المنظومة الصحية في قطاع غزة، مشددا على أن المنظمة الصحية لا يمكن أن تتحمل "خسارة أي مستشفى"، في قطاع غزة.
وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية، إن استعادة نظام الصحة العامة في غزة حتى مع وقف إطلاق النار ستكون مهمة "هائلة".
والثلاثاء حذرت منظمة الصحة العالمية من تسارع وتيرة انهيار المنظومة الصحية في غزة في ظل تواصل
العدوان الإسرائيلي الوحشي، مشددا على عدم قدرة القطاع المحاصر على تحمل "خسارة أي مستشفى آخر".
وقال منسق فريق الطوارئ الطبي في منظمة الصحة العالمية، شون كيسي، إن "كارثة إنسانية تتكشف أمام الجميع في قطاع غزة"، مضيفا أن "النظام الصحي يشهد انهيارا بوتيرة سريعة للغاية".
وشدد كيسي خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو من رفح، على أنه "لا يمكن أن نخسر المرافق الصحية. يجب حمايتها بكل تأكيد. فهذا هو الخط الأخير من الرعاية الصحية الثانوية في غزة من الشمال إلى الجنوب".
ولفت إلى أن المنظمة، تشهد "دفعة هائلة من الناس نحو الجنوب"، الأمر الذي يضغط على المرافق الصحية المنهكة في المناطق الجنوبية، والتي "تمتلئ بالمرضى والنازحين".