قال جنرال إسرائيلي سابق إن اجتثاث حركة
حماس أمر لا يلوح
في الأفق، كما أن تحقيق هذا الهدف آخذ في الابتعاد مع كل يوم يمر.
وطالب الجنرال والخبير العسكري الإسرائيلي إسحق بريك بالانسحاب
من خان يونس ومن مخيمات اللاجئين في الوسط، ومحاصرتها من أجل تحرير الأسرى، "وإلا
فاننا لن نحقق أيا من الأهداف التي تم وضعها".
وقال بريك في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" إن "أي
شخص عاقل يدرك أنه لا يمكن القتال في مخيمات اللاجئين في رفح على طول الحدود مع مصر
دون المس بالسكان الذين يعيشون هناك.. فهي تضم حوالي 2 مليون لاجئ، معظمهم هربوا بتشجيع
منا من شمال القطاع إلى الجنوب، ولا يمكن التمييز بين من هو حماس ومن هو الغزي غير
المشارك".
وأضاف أن "أي محاولة للسيطرة على مخيمات اللاجئين في
رفح ستحتاج إلى القتل الجماعي لغير المشاركين (في القتال). والولايات المتحدة والعالم
لن يسمحوا لنا بذلك".
ويتابع بريك: "يمكن
الفهم من كل ما قيل أعلاه بأن تحقيق الهدف الذي تم وضعه، اجتثاث حماس، لا يلوح في الأفق.
أيضا تحقيقه آخذ في الابتعاد مع كل يوم يمر. إذا كانت هذه هي صورة الوضع هناك، حتى
بعد أشهر أو بعد سنوات، فما جدوى الاستمرار في القتال في خان يونس وتحقيق إنجازات
صغيرة لن تؤدي إلى تدمير حماس واجتثاث حكمها؟".
وبرأي بريك فإن "معظم الاحتمالات تشير إلى أن حماس لن
يتم القضاء عليها، وستواصل الحكم في مخيمات رفح، وستكون لها طريق حرة من أجل الوصول
إلى شمال ووسط القطاع من خلال مئات الكيلومترات من الأنفاق التي سنحتاج إلى سنوات
من أجل تدميرها، هذا إذا نجحنا حقا في ذلك. الآن يتجول رجال حماس الذين خرجوا من فتحات
الأنفاق في مدينة
غزة وفي جباليا التي قمنا باحتلالها، وهم يقومون حتى الآن بمحاربتنا
ويوزعون الغذاء على غير المشاركين كما يشاؤون.. المخطوفون لم نعد نستطيع إعادتهم على
قيد الحياة إلى بيوتهم من خلال الافتراض بأنه ضمن الظروف القاسية التي يعيشون فيها
فإن معظمهم لن يبقوا على قيد الحياة في نصف السنة القادم".
ويخلص بريك إلى القول بأن "الجيش يمكنه أن لا يحقق الهدفين
الأساسيين اللذين وضعا للحرب؛ القضاء على قدرة حماس العسكرية والحكومية، وإعادة المخطوفين
على قيد الحياة. وعدم تحقيق هذه الأهداف ثمنه باهظ جدا: مئات القتلى وآلاف الجرحى
(من الجنود)، من بينهم إصابات خطيرة.. من أجل أن لا نصل إلى هذا الوضع العبثي فإنه
يجب تغيير النموذج، يجب الخروج من خان يونس ومخيمات وسط القطاع في المرحلة الثالثة
للحرب الآن، ومحاصرة خان يونس من الخارج كما تقرر فعله في مدينة غزة. عند الحاجة نقوم
بالقصف من الجو والانقضاض على قوات حماس بصورة جراحية، بمساعدة الاستخبارات الدقيقة،
حتى لا تتمكن من رفع رأسها".