قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن إسرائيل انضمت إلى
مجموعة سيئة السمعة من الدول الاستبدادية التي لها تاريخ في سجن الصحفيين من خلال
احتجاز الصحفيين
الفلسطينيين دون محاكمة منذ بداية الحرب الأخيرة في غزة.
وجاء في
تقرير للجنة حماية الصحفيين صدر اليوم الخميس أنه للمرة
الأولى تظهر إسرائيل في قائمتها لـ "أسوأ سجاني الصحفيين"، مما يضعها
على قدم المساواة مع إيران.
وكانت الصين وميانمار أسوأ المخالفين، وهما دولتان لهما تاريخ طويل
في قمع حرية التعبير، حيث سجنت كل منهما أكثر من 40 صحفيًا في عام 2023. وتبعتهما
بيلاروسيا وروسيا وفيتنام.
وتحتل إسرائيل المركز السادس بعد أن سجلت لجنة حماية الصحفيين وجود
17 صحفيا فلسطينيا في سجونها في ديسمبر/ كانون الأول، وهي المرة الأولى التي تظهر
فيها إسرائيل ضمن أسوأ المخالفين. وهي تحتجز الآن 19 شخصاً. وتم اعتقال آخرين
وإطلاق سراحهم. وكانت إيران تسجن أيضًا 17 صحفيًا.
وقالت جودي جينسبيرج، الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين، إن
إدراج إسرائيل في قائمة الصحفيين المحتجزين يعكس حملة قمع أوسع نطاقًا ضد حرية
التعبير وانتقاد الحرب في غزة.
وأضافت: "إن مكانة إسرائيل في إحصاء السجون الذي أجرته لجنة
حماية الصحفيين لعام 2023 دليل على أن أحد المعايير الديمقراطية الأساسية ـ
حرية الصحافة ـ آخذ في التلاشي مع استغلال إسرائيل لأساليب صارمة لإسكات الصحفيين
الفلسطينيين.. ويجب أن تتوقف هذه الممارسة".
وقالت لجنة حماية الصحفيين إن معظم الصحفيين الفلسطينيين محتجزون
بموجب سلطات الجيش الإسرائيلي التي تسمح لهم باحتجاز الأشخاص في الأراضي المحتلة
دون محاكمة أو حد زمني.
وتسمح هذه الممارسة، المعروفة باسم الاعتقال الإداري، للجيش باعتقال أي شخص للاشتباه به فقط. وقد ظل بعض الفلسطينيين محتجزين لسنوات دون تهمة.
وقالت منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان إنه يكاد يكون من
المستحيل تقديم دفاع ضد الاعتقال.
وأضافت أن "الشخص موقوف دون إجراءات قانونية، بأمر من القائد
العسكري الإقليمي، بناء على أدلة سرية لم يتم الكشف عنها لهم". وهذا يترك
المعتقلين عاجزين، ويواجهون ادعاءات مجهولة دون أي وسيلة لدحضها، ولا يعرفون متى
سيتم إطلاق سراحهم، ودون توجيه تهم إليهم أو محاكمتهم أو إدانتهم.
وقالت لجنة حماية الصحفيين إن الصحفيين الفلسطينيين كانوا من بين 320
صحفيًا وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام المسجونين في جميع أنحاء العالم. وكان
واحد من كل خمسة محتجزاً دون تهمة.
وأضافت: "إن الاحتجاز المطول قبل المحاكمة والمعاملة القاسية
أمر شائع، في حين أن بعض الحكومات، مثل روسيا وإثيوبيا، قامت باضطهاد الصحفيين عبر
الحدود. وفي فيتنام ومصر ودول أخرى، حتى بعد إطلاق سراحهم، لا يزال الصحفيون
يواجهون حظر السفر، وقيودًا أخرى على الحركة، وإجراءات تحد فعليًا من حريتهم".
ومنذ 7 أكتوبر
2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء، 24 ألفا و448 شهيدا و61 ألفا و504 مصابين، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85
بالمئة من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.