قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن هناك خطة متكاملة
لتهجير مئات الآلاف من نازحي
رفح إلى مناطق جديدة.
وبحسب الصحيفة التي لم تذكر مصادرها، فإن الخطة التي تمت
بموافقة أمريكية إسرائيلية مصرية، تقضي بـ:
أولاً: إنجاز اتفاق سياسي-أمني بين "إسرائيل"
وكلٍّ من مصر والأردن والإمارات العربية، على كيفية إنشاء وتمويل وإدارة المخيمات الجديدة،
على أن تدفع الولايات المتحدة لمصر ما تتعهّد مصر بإنفاقه.
ثانياً: تحديد المكان الجديد لتجمّع النازحين في المناطق الغربية
لقطاع
غزة حصراً، وضمن شريط ساحلي يمتد من منطقة المواصي (جنوب غرب القطاع) إلى منطقة
الشيخ عجلين (جنوب مدينة غزة شمالاً).
ثالثاً: أن يتم تحديد ما بين 12 و15 نقطة تجمّع، يطلق عليها "قرى
المخيمات". سيكون أكبرها في بقعتين، واحدة في منطقة المواصي الجنوبية، وثانية
في حديقة شرم القريبة من وسط القطاع، على أن يصار إلى حشر نحو مليون فلسطيني في هذه
المخيمات.
رابعاً: يتم عزل كامل شمال غزة من منطقة الشيخ عجلين وكل
المنطقة الواقعة شمال وادي غزة باتجاه الشرق، وعدم القيام بأيّ نشاط دعم إنساني هناك،
بل دفع ما بقي من السكان في الشمال إلى النزوح إلى أماكن المخيمات للحصول على الدعم.
خامساً: تتّسع كل "قرية مخيّم" لنحو 25 ألف خيمة،
وبعضها أكثر من ذلك، ويجري توزيع النازحين على هذه النقاط، وفق قواعد بيانات تأخذ بالحسبان
صلات القربى، أو أن يكونوا من البلدات أو الأحياء نفسها قبل
التهجير. وأن تكرّر المحاولة
التي أجريت في رفح وفشلت، بإلزام الناس باختيار ممثلين عنهم، سواء من المخاتير أو الوجهاء،
لتولّي عملية التنسيق، وضمان عدم وجو أيّ دور مدني أو سياسي أو إداري لأيّ شخص على
صلة بحركة حماس.
سادساً: تتولى "إسرائيل" إقفال كل المعابر الحدودية
من الجانب المصري، (إقفال معبرَي رفح وكرم أبو سالم) وجعل الحركة جارية للشاحنات الآتية
من مصر أو الأردن عبر المعابر التي تقع عند الحدود الشرقية للقطاع، على أن يتم حصر
مسار الحركة بخطّ واحد يدخل من وسط القطاع ثم يتوزع على الطريق البحري (شارع الرشيد)
كما هي حال حركة الناس.
سابعاً: أن تلتزم الدول التي تريد إدخال المساعدات بإيداع
ما لديها تحت وصاية الجانبَين المصري والأردني، على أن تتولى دولة الإمارات العربية
المتحدة إقامة ميناء عائم، في المنطقة المقابلة لحديقة شرم. ويتم هناك إنزال المساعدات
وتوزيعها من خلال سيارات عبر شارع الرشيد، على أن تخضع هذه المساعدات لتفتيش مسبق من
قبل "إسرائيل".
ثامناً: تتولى السلطات المصرية عملية إقامة المخيمات ونصب
الخيام ومراكز الصرف الصحي المؤقتة إلى جانب مراكز لتزويد المياه (بتمويل أمريكي-سعودي)، على أن تقام "مستوصفات ميدانية"، ويبقى قرار إخراج الجرحى إلى خارج
القطاع بيد مصر التي تنسقه مع قوات الاحتلال، كما هو حاصل الآن، حيث ترسل القاهرة لوائح
المفترض مغادرتهم القطاع، من مدنيين وجرحى إلى الجانب الإسرائيلي الذي يمنح الموافقة
من عدمها.
وبحسب الصحيفة ونقلا عن مصادر معنية بملف المساعدات الإنسانية
لقطاع غزة فإن هدف الاحتلال من الحرب على رفح هو ضمان إطباقه على كل حدود القطاع، في
سياق مشروعه تشديد الحصار وتركه أمراً معلّقاً إلى حين الاتفاق على مستقبل غزة السياسي
والأمني.
وبحسب الصحيفة فإن ممثلي جيش الاحتلال أبلغوا جميع المعنيين
بالملفّ، من دول ومنظمات بأنهم لن يسمحوا لأحد غيرهم بإدارة ملف المساعدات الإنسانية
أو حتى خطط إعادة الإعمار.