نشرت صحيفة "
ألديباتي" الإسبانية، مقالًا، حول التفاصيل المحتملة لصفقة انتقال كيليان
مبابي إلى
ريال مدريد، حيث تدور الآن مفاوضات معقدة حول عدة جوانب بما فيها الراتب، وحقوق الصورة، ومكافأة التوقيع، في صفقة ربما ستكون واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ
كرة القدم.
وتقول الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن "النجم الفرنسي مبابي بات واضحًا جدًّا حيال نواياه، وقرّر مؤخرًا الأخذ بزمام الأمور وإصلاح ما يعتبره خطأ ارتكبه قبل عامين بتجديد عقده مع فريق باريس سان جيرمان، في اتفاق تقاضى مقابله مبلغًا ماليًّا خياليًّا إثر مفاوضات مع والدته فايزة لعماري".
وترى الصحيفة أن "ذلك الاتفاق كان خطأ جسيمًا من مبابي، حيث إنه ترك مصير مسيرته الكروية بين يدي عائلته، في وقت أكد فيه العديد من خبراء كرة القدم أنه لو اختار وكيل لاعبين مختصا في هذا المجال لكان اليوم يحمل قميص ريال مدريد".
وكان مبابي قد أقرّ منذ أشهر بهذا الخطأ بعد توقيعه على المواصلة في العاصمة الفرنسية، ولذلك فهو اليوم عاقد العزم على عدم التعثر مجددًا.
وتؤكد الصحيفة أن مبابي وضع أوراقه على الطاولة، وقال لوالدته إنه سيغادر باريس سان جيرمان مهما كلف الأمر، وإنه يريد التوجه نحو العاصمة الإسبانية مدريد، وبالتالي فإن المحادثات سوف تكون حصريا مع هذا النادي، دون وجود أي خطة بديلة، وهو ما يجري الآن على قدم وساق.
وتشير الصحيفة إلى أن "رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، وخوسيه أنخال، سانشيز يشاركان الآن في إتمام الصفقة الأهم في مسيرته، والتي لا تقل أهمية عن صفقة ضم دي ستيفانو في 1953".
وترى
الصحيفة، أن "مبابي واجه حالة من الضعف خلال السنوات الماضية، حين وقعت والدته على تمديد عقده مع ناصر الخليفي، ثم ارتكب خطأ مجددًا عندما التقط صورة مع رئيس النادي وهو يرتدي قميصا كتب عليه 2025"؛ واليوم قرر هذا النجم الأخذ بزمام الأمور، رغم أنه خسر موسمين من مسيرته، ووصل إلى سن الخامسة والعشرين.
وذكرت الصحيفة أن "مبابي أوضح لوالدته أنه مهما تطلب الأمر فيجب أن يكون هنالك اتفاق مع ريال مدريد ولا أحد غيره، واليوم تعكف الأم على خوض أعقد مفاوضات في تاريخ الكرة العالمية. وقد اتخذ هذا القرار لأنه يعلم أن مسيرته باتت في هبوط مستمر بسبب فشل الفريق الباريسي على الصعيد الأوروبي".
وتابعت: "لولا نجاحه الكبير مع المنتخب الفرنسي والأهداف التي سجلها في مونديال قطر لكانت قيمته قد تراجعت كثيرا، باعتبار أن النادي الباريسي لا يقدم شيئا غير المال، واللعب فيه لا يسمح بالمنافسة على الكرة الذهبية"؛ مشيرة إلى أن "الاتفاق المحتمل بين فايزة لعماري، وفلورنتينو بيريز، يدور حول ثلاثة نقاط أساسية، وهي حقوق الصورة ومكافأة التوقيع وكلفة الانتقال".
وترى الصحيفة أن "فريق ريال مدريد يشعر بالقوة في هذه المفاوضات لأن قدوم مبابي لن يكون إلا تكملة للمشروع الرائع الذي اشتغلت عليه إدارة النادي خلال السنوات الماضية، وسيكون بمثابة اللمسة الأخيرة لخلق الفريق المثالي الذي قد يستمر لعشر سنوات".
وتؤكد
الصحيفة في هذا السياق، أن "فلورنتينو بيريز، جمع رصيدًا بشريًّا هو الأفضل في العالم، من خلال انتداب بلينغهام وفينيسيوس وميليتاو وكامافينغا وتشاوميني ورودريغو وروديغير وكارفاخال وكروس وفالفيردي وإبراهيم وغولر وفران غارسيا وكورتوا ولونين، ثم الشاب أندريك ذي السبعة عشر عامًا الذي سيلتحق بالقلعة البيضاء في الصيف المقبل".
وتذكر الصحيفة أن "ريال مدريد يعرض على مبابي نفس الراتب الذي يقدمه لبلينغهام وفينيسيوس وهو 15 مليون يورو، ولكن ستكون هناك مكافآت قد تصل إلى 28 مليون، وهو المبلغ الذي رفضه كريستيانو رونالدو قبل ست سنوات وفضل الانتقال إلى يوفنتوس، في خطوة غير موفقة من النجم البرتغالي، باعتبار أن الريال فاز برابطة الأبطال في 2022 بدون رونالدو".
أما بالنسبة لمكافأة الانتقال التي سيحصل عليها مبابي فإنها ستكون رقمًا قياسيًّا عالميًّا، بحسب بعض المصادر، حيث يعرض عليه الريال 45 مليون يورو، فيما طلبت والدته فايزة لعماري 100 مليون. ورغم الفارق الكبير بين الطرفين فإن رغبة مبابي في الانضمام إلى مدريد ربما ستكون حاسمة في التوصل إلى اتفاق.
حقوق الصورة: النقطة المحورية
الجميع يتكلم حول انضمام مبابي ومنحة توقيع العقد، ولكن بحسب الصحيفة فإن "النقطة الأهم هي حقوق الصورة، التي ستكون المصدر الأساسي للأرباح بالنسبة للاعب والنادي. ويقدم ريال مدريد لكل لاعبيه اتفاقا لتقاسم أرباح حقوق الصورة بنسبة 50-50".
ولكن فايزة لعماري تريد 60 بالمائة لمبابي. ويصر الريال على تطبيق نفس نظام القسمة بالنصف على مبابي مثل بقية اللاعبين، وهي نسبة لا يستهان بها، حيث إن المدافع روديغر، على سبيل المثال ضاعف من دخله من الأحذية الرياضية منذ انضمامه إلى الريال، ونفس الشيء حصل مع إبراهيم دياز.
وتتوقع
الصحيفة أن "ماركات الملابس والمنتجات الرياضية سوف تتأهب لوصول مبابي إلى أهم ناد في العالم، ومن المتوقع أن حقوق الصورة مع انضمام مبابي للريال سوف تدر 150 مليون في الموسم الأول فقط. وفي هذه الحالة فإنه سيتم تقاسم المبلغ 75 مليونا للاعب و75 مليونا للنادي. ولكن في حال الفوز بالألقاب فإن هذا الرقم سوف يتجاوز الـ200 مليون سنويا، ويحصل كل طرف على 100 مليون".
وتشير الصحيفة إلى أن "الشركات الأوروبية تتسابق للفوز بمساحة إعلانية مع النادي الملكي، حيث إن شركة HP تدفع 70 مليونا لوضع شعارها على قميص الملكي، وطيران الإمارات تدفع أيضا 70 مليونا وشركة أديداس تدفع 117.5 مليون سنويا".
وفي الختام أكّدت
الصحيفة، أن "مبابي وريال مدريد سيحصل كلاهما على أرباح هائلة من حقوق الصورة، وستكون هذه أعظم شراكة في عالم كرة القدم، والشيء الواضح الآن هو أن الطرفين سوف يتوصلان إلى اتفاق مهما كانت الخلافات، باعتبار أن مبابي يرغب في ريال مدريد، ولو بتأخير سبع سنوات".