برغم استمرار جيش
الاحتلال بارتكاب الجرائم بعد صدور
قرار محكمة
العدل الدولية في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، تستعد سلطات الاحتلال
الإسرائيلي لتقديم تقرير رسمي إلى المحكمة في لاهاي، غدا الاثنين، تتضمن التزامها بتنفيذ
القرارات التي أصدرتها المحكمة وألزمت فيها تل أبيب باتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع
الإبادة الجماعية في قطاع
غزة.
التقرير الذي من المنتظر أن تبلغ به "إسرائيل"
المحكمة رسميًا بأنها تنفذ الأوامر المتعلقة بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لسكان
غزة، وتجنب التحريض على الإبادة الجماعية في قطاع غزة، يأتي تزامناً مع تواصل هجماتها
وانتهاكاتها بشكل متزايد في القطاع.
وفي 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية
"إسرائيل" باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين،
وتحسين الوضع الإنساني في غزة، لكنها لم تأمر بوقف إطلاق النار، وأمهلتها شهرا واحدا
لتقديم تقرير مفصل حول التدابير التي اتخذتها في هذا الخصوص، وذلك ضمن إطار الدعوى
التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضدها في المحكمة الدولية.
ومن المنتظر أن تسرد "إسرائيل" في تقريرها مدى
التزامها بالتدابير الصادرة عن "العدل الدولية" يوم 26 يناير/ كانون الثاني
الماضي، والخطوات الاحترازية التي اتخذتها لمنع وقوع الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين
في غزة.
وكانت "إسرائيل" قد رفضت في جلسة لـ"العدل
الدولية" يوم 12 يناير/ كانون الثاني الفائت، الاتهامات الموجهة لها بارتكاب الإبادة
الجماعية في غزة.
وتواصل المحكمة نظر هذه الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا، وتتهم فيها تل أبيب بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وهذه أول مرة، منذ قيامها في عام
1948، تخضع فيها "إسرائيل" لمحاكمة أمام هذه المحكمة، وهي أعلى هيئة قضائية
في الأمم المتحدة.
وكانت "إسرائيل" قررت تقديم تقرير إلى محكمة العدل
الدولية في لاهاي، يتعلق بالقرارات ضدها التي أصدرتها المحكمة في 26 كانون الثاني/ يناير
الماضي.
ويأتي رضوخ "إسرائيل" لقرار محكمة العدل الدولية
بالرغم من زعمها أن المحكمة الدولية لا تملك صلاحية النظر في الوضع في قطاع غزة، وانتقادها
للقرارات التي أصدرتها المحكمة.
إلا أنه في أعقاب صدور هذه القرارات، أوصت جهات قانونية أمام
المستوى السياسي الإسرائيلي بتنفيذ قرارات المحكمة الدولية وتقديم التقرير المطلوب،
كي لا تعتبر "إسرائيل" كمن تنتهك القرار.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل"
حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء"، وفق بيانات
فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب
"إبادة جماعية".