وصف مركز حقوقي المجزرة التي تعرض لها حشد من المواطنين
في مدينة
غزة خلال انتظارهم
المساعدات؛ بأنها "وحشية انتقامية ومنعدمة
الضمير"، وأنها تمثل "مستوى متدنيا" جديدا من الانتهاكات للقانون الدولي من قبل قوات الاحتلال
الإسرائيلية.
وكانت قوات الاحتلال قد فتحت النيران على حشد من
المدنيين الفلسطينيين الذين تجمعوا للحصول على المساعدات عند دوار النابلسي في
شارع الرشيد، غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 112 شخصا وإصابة نحو 750 آخرين.
فقد كان أهالي المدينة بانتظار شاحنات المساعدات عند
ساعات الفجر الخميس، وما إن وصلت الشاحنات وهرع السكان للحصول على حصة من الطحين، حتى بدأت دبابات الاحتلال بإطلاق نيران رشاشاتها بكثافة صوبهم بشكل مباشر.
وقال المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين (ICJP)
في بيان: "حتى مع الانتهاكات الغزيرة
للقانون الدولي؛ المرتكبة من القوات الإسرائيلية على مدى الأشهر الماضية، فإن أحداث
اليوم تمثل مستوى متدنيا جديدا".
وأشار المركز إلى أن "المجزرة وقعت على خلفية
القيود المفروضة على المساعدات، وتدمير البنية التحتية الصحية في غزة".
وأوضح البيان أن تقارير حقوقية تحذر من أن نقص
المساعدات يعني زيادة خطر
المجاعة في غزة، في حين أكد المقرر الخاص للأمم المتحدة
للحق في الطعام، مايكل فخري، أن إسرائيل تعمدت تجويع الفلسطينيين، وهو ما يشكل
حالة من الإبادة الجماعية.
ولفت المركز إلى أن أعداد الجرحى من المجزرة الجديدة تزيد
العبء على المستشفيات التي خرج معظمها عن الخدمة.
وقال مدير المركز طيب علي: "اليوم هو يوم مظلم
للإنسانية، ملطخ ليس فقط بدماء الفلسطينيين، بل أيضا بعارنا جميعا بسبب خذلان آلاف
الضحايا الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم على يد العدوان الإسرائيلي، والانتهاك الواضح
للقانون الدولي".
وأضاف: "لا يمكننا السماح بأن تصبح معاهدات
القانون الدولي منذ الحرب العالمية الثانية كلمات بلا إحساس أو معنى، لكن بدلا من ذلك،
يجب استخدامها فورا لمنع مثل هذه الخسارة الفظيعة في الأرواح والقتل المستمر في
غزة".
وقال علي: "إسرائيل مع حلفائها، بمن فيهم
الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، يستمرون في إظهار تجاهل مهين لقيمة الحياة
الإنسانية. هم الآن يواجهون خيارا بسيطا، يجب أن يقرروا ما إذا كانوا سيتجهون فورا
لمنع فقدان المزيد من الأرواح في غزة، أم سيستمرون في التواطؤ في قتل آلاف
الفلسطينيين".
وتصدت الولايات المتحدة مجددا، لمنع مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان يدين الاحتلال بسبب المجزرة، فقد رفضت ممثلة الولايات المتحدة النص التفاوضي الذي يتضمن عبارات انتقاد لإسرائيل.
وفي وقت سابق، ذكرت وزارة الصحة بغزة أن الحصيلة الإجمالية وصلت 29 ألفا و954 شهيدا، و70 ألفا و325 مصابا، بعد ارتكاب قوات الاحتلال ثماني
مجازر، أسفرت عن 76 شهيدا و110 إصابات.