لم يترك
الاحتلال الإسرائيلي مكانا إلا ولاحق
الفلسطينيين فيه، مقدِما السبت على استهداف خيام للنازحين في مدينة
رفح، التي تكتظ بالفارين من جحيم القصف الوحشي المستمر على قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية، إن تسعة شهداء على الأقل، وعددا آخر من الجرحى سقطوا ظهر السبت، بعد أن قصفت قوات الاحتلال عدة خيام تؤوي نازحين قرب المستشفى الإماراتي غرب مدينة رفح.
وتكتظ رفح بمئات آلاف النازحين الذين فروا من القصف الهمجي الذي تنفذه قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ بدء عدوانها قبل نحو خمسة أشهر، في ظل ظروف معقدة وغير إنسانية جراء الحصار المطبق على قطاع غزة، والذي أدى إلى شح كبير في المواد الأساسية اللازمة لاستمرار الحياة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة لليوم الـ148 على التوالي، حيث شن قصفا عنيفا على منازل مأهولة بالسكان، في حين لا تزال الكارثة الإنسانية آخذة بالتفاقم، لا سيما في المناطق الشمالية جراء الحصار المطبق.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، السبت، أن 17 فلسطينيا على الأقل استشهدوا، فيما أصيب العشرات بجروح مختلفة جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي 3 منازل مأهولة بالسكان في دير البلح وجباليا بقطاع غزة.
ولفتت إلى أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت منزلين مجهولين شرق دير البلح وسط قطاع غزة، مشيرة إلى أن 15 شهيدا وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى فضلا عن عشرات الجرحى، واستهدفت مسجد البخاري وسط المدينة.
وأوضحت أن طواقم الدفاع المدني ما زالت تبحث في ركام المنزلين المستهدفين عن ناجين.
وفي مخيم جباليا شمال القطاع، قصف جيش الاحتلال منزلا يؤوي 70 شخصا، ما أسفر عن سقوط شهيدين على الأقل وفقا للمعلومات الأولية، وسط أنباء عن وقوع مجزرة بحق القاطنين داخل المنزل المستهدف.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الغربية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما استهدفت المناطق الشرقية لحي الزيتون غربي مدينة غزة.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 30,228 شهيدا، وإلى نحو 71,377 مصابا بجروح مختلفة، بحسب وزارة الصحة بالقطاع المحاصر.
يأتي ذلك فيما تتصاعد التحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية بقطاع غزة بشكل متسارع، لا سيما في الشمال الذي سجل فيه حالات وفاة بين أطفال ومسنين، بسبب قلة الغذاء جراء الحصار الإسرائيلي.
وأودت المجاعة المتفاقمة في غزة وشمال القطاع بحياة ثمانية أطفال، كانوا موجودين في مستشفى كمال عدوان، بسبب سوء التغذية، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 14 طفلا.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.