نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، تقريرا، أعده بن إيرلي حول مشاركة المناضلة
الفلسطينية ليلى خالد في حفل جمع تبرعات تنظمه
حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا.
وحاول التقرير، إثارة الجدل حول المشاركة حيث عنونت الصحيفة التقرير بـ"امرأة فلسطينية اختطفت طائرتين تلقي كلمة في بريطانيا". مردفا: "أن ليلى خالد التي زعمت أن مقاتلي حماس الذين نفذوا عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر؛ كانوا مقاتلي حرية؛ سوف تلقي كلمة يوم الجمعة في بريطانيا".
وأوضحت: "لن تحضر خالد إلى بريطانيا شخصيا لكنها ستشارك عبر الفيديو في المناسبة التي تنظمها حملة التضامن". وركزت الصحيفة على أن حملة التضامن نظمت مسيرة رفعت فيها شعار "من النهر إلى البحر" والذي عكس على مبنى البرلمان البريطاني. وقالت الصحيفة إن ظهورها بالمناسبة أثار قلق جماعات يهودية ونواب في البرلمان والذين طرحوا المسألة مع الوزراء.
وتابع التقرير نفسه أن "خالد، 79 عاما، كانت عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي تعتبر منظمة إرهابية في الاتحاد الأوروبي وكندا واليابان والولايات المتحدة ولكن ليس بريطانيا"، مؤكدة أنها "لا تزال عضوا، ولكن الدعوة تقول إنها عضو سابق في المنظمة".
وفي مقابلة مع مدونة "اليسار الأخضر" قالت: "إن حماس لم تستهدف المدنيين عندما قامت بهجومها على إسرائيل"، موضحة: "لم يهاجم مقاتلو الحرية المدنيين، بل هاجموا المستوطنات العسكرية، لكن عندما فتحت الحدود أخذ البعض مدنيين".
وأضافت خالد: "ليس لدى إسرائيل أو الإعلام الغربي أي دليل عن ارتكاب مجازر، وقال الأسرى المدنيون، الذين تمت مبادلتهم في صفقة، إنهم عوملوا بلطف، فلماذا يتحدثون عن مجازر؟ فقط من أجل وصف مقاتلي الحرية بالإرهاب؛ ولهذا نشروا كل هذه الأكاذيب لعدم وجود الأدلة".
وفي السياق نفسه، قالت شبكة "سي أن أن": "إنها لا تملك أدلة بأن هذا قد حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر". وتعرضت خالد إلى حملة لمنعها من الحصول على تأشيرة للسفر إلى أستراليا والمشاركة بمناسبة في حزيران/ يونيو.
وفي عام 1969 اختطفت طائرة في طريقها من روما إلى تل أبيب، وانتشرت صورتها وهي تحمل بندقية إي كي-47 حول العالم. وقيل إنها أجرت ست عمليات تجميل لإخفاء هويتها، وفي العام التالي حاولت اختطاف طائرة أخرى أقلعت من أمستردام في طريقها إلى نيويورك، لكن الطائرة حرّفت مسارها إلى هيثرو حيث أطلق سراحها في صفقة تبادل أسرى. وعادت خالد إلى بريطانيا للمشاركة في مناسبات وحتى عام 2002، لكن السفارة البريطانية رفضت في 2005 منحها تأشيرة للمشاركة في مهرجان ببلفاست.
وسوف ينظم فرع حملة التضامن مع فلسطين في "ويست ميدلاندز" حفل عشاء في سباربروك، ببرمنجهام، حيث بيعت تذكرة العشاء بـ 25 جنيها. وقال لورد ويلني، وهو مستشار الحكومة لشؤون العنف السياسي والتعطيل: "حتى بمعاييرهم الأخيرة، فإن قرار حملة التضامن مع فلسطين مذهل من ناحية منحهم منبرا لخالد".
وأضاف بأن "قرار استضافة ليلى خالد يؤكد على أهمية توضيح القيادة السياسية الرئيسية لنوابهم وأعضاء المجالس المحلية بعدم التواصل مع حملة التضامن مع فلسطين طالما ظلت في قبضة المتشددين". مردفا أن "النهج المتشدد لحملة التضامن مع فلسطين يقوض قضيتهم ويفتح الباب أمام المتطرفين وتخويف المجتمعات".
تجدر الإشارة إلى أن خالد، سوف تشارك إلى جانب هدى عموري، وهي المؤسسة المشاركة لمنظمة "بالستاين أكشن" والتي تستهدف الشركات البريطانية التي تقول إنها تقدم السلاح لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن مديرة مجلس القيادة اليهودية، كلوديا ميندوزا، قولها بأن "ليلى خالد هي إرهابية اختطفت طائرات، وفي الأشهر الأخيرة دافعت وأضفت شرعية ومجدت عملية حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. ومن المثير للغضب وغير المبرر دعوة حملة التضامن مع فلسطين استضافة رمز كهذا في بريطانيا".
إلى ذلك، زعمت الصحيفة، خلال الشهر الماضي أن "مدير حملة التضامن مع فلسطين، بن جمال، دعا في خطاب إلى مزيد من التظاهرات حتى يجبر البرلمان على إغلاق أبوابه"، وانتقد متحدث باسم الحملة ضد معاداة السامية قرار حملة التضامن مع فلسطين؛ وقال إنها "لم تتورع عن السقوط وتريد استضافة خاطفة طائرات لإلهام الناشطين". فيما زعم أن "الحملة تقوم بتعبئة الرعاع للتظاهر في الشوارع، وقرارها الأخير باستضافة خالد مثير للقلق".
وارتبطت جذور نضال خالد بولائها للنشاط الفلسطيني، ورغبتها بمنح المرأة دورا أكبر في الكفاح المسلح، وكذلك ممارسة دورها كأم وزوجة. وقالت قبل عقدين: "لم أعد أؤمن أن هناك ضرورة لكي تقلد المرأة الرجال؛ وقد تعلمنا أن المرأة يمكن أن تكون مناضلة ومقاتلة حرية وناشطة سياسية وتحب وتكون محبوبة وتتزوج وتنجب أطفالا وتكون أما".
وتعيش خالد في عمان، ولها ولدان. وفي عام 1970 حاولت اختطاف طائرة العال الإسرائيلية بعدما أقلعت من أمستردام متجهة نحو نيويورك. وفشلت في اقتحام قمرة الطائرة حيث تم تحويل مسار الطائرة نحو هيثرو، واعتقلت في محطة شرطة إيلينغ مدة 28 يوما قبل أن يفرج عنها في صفقة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مقابل الإفراج عن أسرى غربيين توصلت إليها الحكومة البريطانية.
ولم تغير خالد مواقفها من الكفاح المسلح، وتدعو لدولة فلسطينية عاصمتها القدس، ولحق العودة للاجئين وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها في 1967.