كشفت بيانات جوية أن تسع طائرات عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي هبطت في
بريطانيا منذ الحرب الوحشية على قطاع
غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ورفضت وزارة الدفاع البريطانية تقديم أي معلومات عن عدد الرحلات الجوية، لكن موقع "
Declassified" عثر بشكل مستقل على ست طائرات تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية تهبط في بريطانيا.
وبعد فترة وجيزة من الكشف عن هذه الطائرات، اعترفت وزارة الدفاع بالرحلات الجوية التسع، بعد أن وجه البرلماني كيني ماكاسكيل، سؤالا للحكومة حول الموضوع، لكن وزارة الدفاع رفضت إعطاء تفاصيل حول ما تحمله تلك الطائرات أو متى وصلت وغادرت، أو في أي المطارات البريطانية.
وقال وزير الدفاع جيمس هيبي: "إنها ممارسة معتادة لوزارة الدفاع أن تسمح بشكل روتيني بطلبات لعدد محدود من الحلفاء والشركاء للتحليق فوق المملكة المتحدة واستخدام القواعد الجوية البريطانية".
لكنه أضاف: "لأسباب أمنية تشغيلية وكسياسة عامة، لا تقدم وزارة الدفاع أي تعليق أو معلومات تتعلق بتحركات أو عمليات الطائرات العسكرية للدول الأجنبية".
وتابع هيبي: "إن سياستنا الدفاعية طويلة الأمد هي عدم التعليق على معلومات الرحلات الجوية لدولة ثالثة".
وأوضح: "الأساس الذي يجوز بموجبه منح أو عدم منح شريك أجنبي إذنًا لاستخدام القواعد الجوية البريطانية يعتمد على طبيعة نشاطه والغرض منه، والذي يتم تقييمه بما يتماشى مع السياسة الداخلية للدفاع".
ولفت الموقع إلى أن هذا الموقف، الذي تم تطبيقه أيضًا على رحلات القوات الجوية الأمريكية المتعلقة بغزة باستخدام الأراضي البريطانية، يعني أن القواعد البريطانية تعمل بمثابة "مواقع سوداء" فعالة للجيوش الأجنبية.
واكتشف موقع Declassified بشكل مستقل أن طائرات عسكرية إسرائيلية هبطت في مطارات غلاسكو وبرمنغهام بالإضافة إلى قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني في سوفولك وأوكسفوردشاير منذ الحرب على غزة.
وقال الموقع، إن المعلومات حول الأصول العسكرية الإسرائيلية التي تستخدم بريطانيا خلال حملتها في غزة قد تشير إلى تورط وزراء بريطانيين في جرائم ضد الإنسانية.
وقالت محكمة العدل الدولية مؤخرًا إنها تحقق في ارتكاب "إسرائيل" إبادة جماعية في غزة، وفي الوقت نفسه، كتبت نيكاراغوا إلى الحكومة البريطانية تحذرها من أنها تدرس إحالة قضية ضد لندن إلى محكمة العدل الدولية بتهمة التواطؤ في
الإبادة الجماعية.
كما اعترفت وزارة الدفاع مؤخرًا بأنها تقوم حاليًا بتدريب عدد من الأفراد العسكريين الإسرائيليين في بريطانيا، لكنها رفضت مرة أخرى تقديم تفاصيل.
وقال ماكاسكيل، وزير العدل الاسكتلندي السابق، لموقع Declassified: "لقد انتقلت المملكة المتحدة من عدم النشاط بشأن الإبادة الجماعية الإسرائيلية إلى التواطؤ فيها، ومن السماح للقوات الجوية الأمريكية بتزويد إسرائيل بالأسلحة باستخدام قواعدها، إلى السماح الآن لطائراتهم الحربية بالقدوم والذهاب كما يحلو لهم".
وأضاف: "ماذا كانت تفعل الطائرات العسكرية الإسرائيلية في المملكة المتحدة، إلى أين كانت متجهة؟ هل أخذوا قوات خاصة أم كانت القوات متجهة إلى إسرائيل؟".
وختم ماكاسكيل: "كل هذه أسئلة مشروعة في أفضل الأوقات ولكننا الآن في أسوأ الأوقات مع الرعب في غزة. نحن بحاجة إلى إجابات لهذه الأسئلة. ليست إسرائيل فقط، بل بريطانيا والولايات المتحدة هي التي يجب أن تخضع للمحاسبة على سبيل الاستعجال".