"لأن الكبار سكتوا سيَترافع الأطفال.. وستُنصفنا الشعوب إذا ميزان السّاسة مال" بهذه الجُملة انطلق
إعلان زين الرمضاني، مُبرزا الظّلم والعدوان الذي يتكبّده الأطفال في قطاع
غزة المحاصر، ومُوثقا للصمت الدولي، واستمرار المأساة التي قتلت الأطفال دون وجه حق، فانتهكت حقّهم في العيش بسلام.
وأبرز إعلان زين الذي لقي إشادة مُتسارعة، منذ الدقائق الأولى من الإعلان عنه، الأصوات الغزّاوية التي علقت بالذاكرة، منذ بدأ عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وكانت وصمة عار لكُل متخاذل صامت، من قبيل: "روح الروح" "شعره كيرلي وأبيضاني وحلو"، "تعالي خديني".
ويُظهر إعلان شركة زين للاتصالات الخاصة برمضان 2024، مجموعة من الأطفال وهم يلجون مجلس الأمن، يتقدّمهم حنظلة، وهو أيقونة النضال في التاريخ الفلسطيني؛ حيث يستنكرون تخاذل العالم وصمته عما يحصل لهم في غزة من قتل وتجويع وتشريد، بالقول: "توقفي عن التصوير لنكتفِ بهذا القدر أنا حنظلة الصغير وخلفي طابور أطفال بلا عمر، جئت أقول لكم أمام الله من عذر، يا مجلس أمن هذا العالم كله".
وبأصوات طفولية صارخة، أعرب الأطفال عن وجعهم وحزنهم وسخطهم من عدوان الاحتلال الإسرائيلي المُستمر عليهم؛ فيما يشيرون في الجزء الثاني من الإعلان الذي امتدّ لأربع دقائق، إلى أملهم في الولادة من جديد، بالقول: "سنرد على الإبادة بالولادة".
ويسترسل الأطفال: "من بطن الأنقاض ولادة، من تحت الخيم ولادة"، في إشارة واضحة إلى أن قطاع غزة المحاصر، لن يتم كسره بسهولة؛ فيما اعتمد الإعلان على جُملة من الرموز، مثل كيس الطحين المُلطّخ بالدماء، في إشارة إلى مجزرة "الطحين" التي ارتكبها الاحتلال ضد العائلات التي كانت تنتظر الحصول على ما يسد رمق أطفالها، حيث أطلق الاحتلال نيرانه، ما أدّى إلى ارتقاء أكثر من 100 شهيد وإصابة 900 آخرين.
إلى ذلك، اختتم الإعلان بظهور مجموعة من الشبان وهم يؤدون "الدبكة الفلسطينية" التي ترمز بدورها لتاريخ طويل من النضال، والإصرار على الحياة، على الرّغم من الحرب والوجع؛ مستخدمين كلمات تشير للحق في العودة، والحرية، بالقول: "سنعود، لا أرض لكم ولا ميعاد ومع كل شهادة وفاة تختم، تكتب ألف شهادة ميلاد".
وتفاعل عدد متسارع من رواد مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مع إعلان زين، بإعادة نشر الإعلان على حساباتهم الخاصة، والإشادة به، والتذكير بما يحصل من عدوان متواصل على الأهالي في قطاع غزة المحاصر؛ بين من قال: "الإعلان جريء بجميع تفاصيله وكلماته"، وبين من أعاد التذكير بـ"ناجي العلي وشخصية حنظلة والكوفية والزيتون، وكافة الرموز المعبّرة عن حق الشعب الفلسطيني في الأرض والحياة".