صحافة دولية

WP: هل تتجه غزة نحو المجاعة؟.. هكذا يحدد الخبراء هذا المصطلح القاتم

تحذيرات من مجاعة وشيكة في مناطق شمال القطاع - جيتي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا تحدثت فيه عن أزمة الجوع في قطاع غزة وتأثيرها الكبير على السكان.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العالم يحاول إيصال الإمدادات الغذائية إلى غزة، حيث يواجه حوالي نصف السكان ما وصفته الأمم المتحدة مرارا وتكرارا "بظروف أشبه بالمجاعة". ولكن ما هي المجاعة بالضبط؟

ما هي المجاعة؟

وفق الصحيفة؛ تستخدم مجموعة من المنظمات والجمعيات الخيرية الدولية المعروفة باسم مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي نظامًا من خمسة مستويات لتحديد ما إذا كان ينبغي إعلان المجاعة في منطقة معينة. ويتم إعلان المجاعة عند الوصول إلى الطبقة الخامسة، أما المستويان الثالث والرابع فهما "الأزمة" و"الطوارئ" على التوالي.



ويحدد مسؤولو الأمم المتحدة ولجنة مراجعة المجاعة، وهي لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، المجاعة في منطقة يواجه فيها ما لا يقل عن 20 بالمئة من الأسر نقصًا حادًا في الغذاء، ويعاني ما لا يقل عن 30 بالمئة من الأطفال من سوء التغذية الحاد وموت شخصين من بين كل 10 آلاف شخص كل يوم بسبب الجوع أو المرض.

ونقلت الصحيفة عن بول هاو، مدير مركز فينشتاين الدولي بجامعة تافتس والمسؤول السابق في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قوله في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن "استخدام تعريف متفق عليه يمثل تطورًا حديثًا نسبيًّا. فقبل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم يكن لدينا تعريف تقني". وأضاف أن المخاوف "من أن عدم وجود تعريف متفق عليه أدى إلى تأخير الاستجابات الإنسانية، وجعل من الصعب تحديد أولويات الموارد عبر سياقات مختلفة، وعقّد الجهود الرامية إلى ردع المجاعات في المستقبل" مما حفز على إنشاء مقياس التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.

ومع ذلك، فإن إعلان المجاعة، الذي تصدره الحكومة المحلية أو أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة في المنطقة، لا يحمل أي التزامات ملزمة للأمم المتحدة أو الدول الأعضاء فيها.

وهو في المقام الأول بمثابة وسيلة لرفع مستوى الوعي العالمي حول خطورة أزمة الغذاء.

ما هو "الجوع" و"سوء التغذية" و"المجاعة"؟

وبحسب الصحيفة؛ فقد قالت كاثرين بيرتيني، أستاذة فخرية في الشؤون الدولية بجامعة سيراكيوز، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن "الجوع" يمكن أن يشير إلى ظروف قصيرة وطويلة الأجل، مضيفة بأنه يمكن للشخص أن يشعر بالجوع إذا لم يأكل طوال اليوم، في حين يمكن أن يشعر الطفل بالجوع إذا فاتته وجبات الطعام أو تناول القليل من الطعام على مدى فترة زمنية أطول.

وأوضحت بيرتيني أن "سوء التغذية هو ما يمثل - التغذية السيئة؛ حيث يمكن أن يعاني الشخص من سوء التغذية لأنه يأكل الكثير من الأنواع الخاطئة من الطعام أو لأنه ليس لديه ما يكفي من الطعام".



وتابعت قائلة إن "المجاعة" هي "العملية التي تؤدي إلى الوفاة عندما لا يكون لدى الشخص ما يكفي من السعرات الحرارية أو التوازن الغذائي. فيتحول الجوع إلى سوء تغذية حاد، يؤدي إلى المجاعة، مما يؤدي إلى الموت. وعندما تحدث وفيات في صفوف مجموعة معينة من السكان، وخاصة الأطفال، بسبب الجوع، فقد يتحول هذا إلى مجاعة".

ماذا يحدث للمساعدات الغذائية في غزة؟

وفقًا للأمم المتحدة؛ يواجه معظم سكان غزة نقصًا حادًّا في الغذاء. فمنذ بدء الصراع في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، انخفضت شحنات الغذاء والمساعدات اليومية عما يقدر بـ 500 شاحنة محملة بالإمدادات المطلوبة يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان الجيب البالغ عددهم مليوني نسمة. وكانت الشاحنات الـ300 التي دخلت غزة يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر هي الأكبر في يوم واحد منذ بدء الحرب، وفقا للأمم المتحدة. وفي شباط/ فبراير، دخلت 20 شاحنة أو أقل إلى الجيب على مدار سبعة أيام.

وقالت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" غير الربحية، يوم السبت، إن سفينة مساعدات إنسانية قامت بتسليم الدفعة الأولى عن طريق البحر إلى غزة، بينما تستعد سفينة مساعدات ثانية للإبحار من قبرص.

وقال تايلور براند، الأستاذ المساعد لدراسات الشرق الأدنى والأوسط في كلية ترينيتي في دبلن بأيرلندا، إن "المشكلة هي أن المجاعة، مثل الرد عليها، هي في نهاية المطاف أمر سياسي. هل سيوقف إعلان المجاعة الأوضاع؟ لا. الحرب هي سبب المجاعة، وطالما استمرت، فستستمر المجاعة أيضًا".

هل هناك مجاعة في غزة؟

وبينت الصحيفة أن مسؤولين في الأمم المتحدة قالوا أواخر السنة الماضية إن نحو 377.800 شخص، أو حوالي 17 بالمئة من سكان القطاع، ينبغي اعتبارهم في المستوى الخامس من مقياس انعدام الأمن الغذائي. وهذا يعني أنهم كانوا يواجهون نفس الظروف التي يواجهها الناس في المناطق التي تم إعلانها سابقًا كمناطق مجاعة.

أين وقعت المجاعات الأخيرة؟

وأعلنت الأمم المتحدة لأول مرة عن المجاعة التي حددها مقياس التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في الصومال في تموز/ يوليو 2011. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن ما لا يقل عن 250 ألف شخص، نصفهم دون سن الخامسة، لقوا حتفهم في تلك المجاعة. وفي بعض مناطق البلاد، تجاوزت وفيات الأطفال دون هذا السن 6 لكل 10 آلاف يوميًّا، وذلك وفقا لمارك بودين، مسؤول الأمم المتحدة في ذلك الوقت.



وفي شباط/ فبراير 2017، أعلنت الأمم المتحدة حدوث مجاعة في جنوب السودان وفق مقياس التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، قائلة إن 100 ألف شخص يواجهون المجاعة.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن أزمة الغذاء الأكثر فتكا في تاريخ البشرية الحديثة تمثلت في مجاعة الصين في سنتي 1959 و1961، والتي أودت بحياة أكثر من 20 مليون شخص، وذلك وفقًا لتقديرات الحكومة الصينية الرسمية.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع