قالت صحيفة "
بوليتيكو" الأمريكية، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يسعى نحو تحقيق فكرة إجراء
انتخابات مبكرة؛ وما إذا كان ذلك التكتيك الأفضل بالنسبة له، في محاولة لإبقاء قبضته على السلطة، خاصة مع تصاعد الضغوط في الداخل والخارج".
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن أحد مساعدي نتانياهو، خلال الوقت الحالي، وهو الذي تحدث دون الكشف عن هويته، أنه "تم استكشاف هذا الخيار لأول مرّة في جلسات استراتيجية منتظمة خلال ديسمبر الماضي، حتى قبل أن يدعو عضو مجلس الوزراء الحربي، غادي آيزنكوت، إلى ضرورة إجراء انتخابات في أقرب وقت".
وكان آيزنكوت، وهو رئيس أركان سابق يتمتع بشعبية كبيرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد قال، في الشهر الماضي، إنه "يجب إجراء انتخابات قريبا من أجل استعادة ثقة الجمهور في الحكومة، في أعقاب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر".
وفي السياق نفسه، سارع نتانياهو وحزبه الليكود، الأسبوع الماضي، إلى انتقاد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، وذلك ردا على دعوته الصريحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، من أجل إجراء انتخابات.
وفي خطاب وصف بـ"اللاذع" حذّر شومر من أن "دولة الاحتلال الإسرائيلي تخاطر بالتحول إلى دولة منبوذة، على المستوى الدولي، ما لم تغير مسار حملتها العسكرية في
غزة وتتبنى حل الدولتين، قائلا إن نتانياهو يمثل عقبة أمام السلام".
إلى ذلك، اعتبر نتانياهو، في حديث لشبكة "سي إن إن"، الأحد، أن "تعليقات زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي غير ملائمة على الإطلاق. فيما قال حزب الليكود، إن "إسرائيل ليست جمهورية موز"، مؤكدا أن "نتانياهو يقود سياسة تحظى بتأييد عام كبير".
وتقول صحيفة "بوليتيكو"، إنه "في الوقت الذي يحاول فيه نتانياهو التشبث بالسلطة، فإنه يواجه مطالب متناقضة بخصوص اتجاه الحرب، حيث يضغط السياسيون المعارضون الذين انضموا إلى حكومة الحرب منذ فترة طويلة، من أجل التوصل إلى اتفاق مع حماس لتأمين عودة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة".
بدورهم "يضغط المشرعون من حزب الليكود، فضلا عن اليمينيين المتطرفين في الائتلاف الحاكم، من أجل استمرار العمليات العسكرية بأقصى سرعة، إلى أن يتم (القضاء على حماس)، كما أنهم يرفضون تماما المطالب الأمريكية والأوروبية بخطة "اليوم التالي" التي تتضمن مفاوضات حقيقية لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة" وفق الصحيفة نفسها.
إلى ذلك، يقول ضابط المخابرات السابق في الموساد، ديفيد ميدان، إن "نتانياهو يريد البقاء في السلطة، لكن إذا تخلى عن شكوكه طويلة الأمد بشأن حل الدولتين، أو إذا وقّع على أي شيء أكثر من وقف قصير لإطلاق النار، فإن ائتلافه سيخسر، وستنهار الحكومة".
كذلك، يقول الخبير الاستراتيجي الذي عمل سابقا مع نتانياهو، نداف شتراوشلر: "بيبي (لقب نتانياهو) في موقف حرج؛ لديه مشاكل كبيرة أينما توجه، لكن لديه دائما خطة وأكثر من خطة، حيث يقول دائما إن عليك أن تأتي بخطتين، ثم تقرر في اللحظة الأخيرة أيهما الأفضل".
تجدر الإشارة إلى أنه بحسب استطلاعات الرأي، فإن "هناك دلائل على أن الأمور قد تتأرجح لصالح نتانياهو"، وذلك منذ أن انفصل عضو الحزب السابق، جدعون ساعر، وثلاثة مشرعين آخرين عن تحالف الوحدة الوطنية، الذي يضم بيني غانتس، وهو منتقد نتانياهو منذ فترة طويلة، وفقا لـ"بوليتيكو".
وبحسب استطلاع رأي نشرته "القناة 14" العبرية، عقب خروج ساعر من الحزب، خلال الأسبوع الماضي، فإنه "سيكون لدى نتانياهو فرصة للبقاء في السلطة، ومن المحتمل أن تحصل كتلته على أغلبية في الكنيست بفارق ضئيل".