كشف مصدر حكومي يمني الجمعة، أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد
العليمي يتجه إلى تمكين
المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله، والمدعوم من
الإمارات من المزيد من المواقع الحكومية، وتعميقه حضورها في مراكز القرار في انقلاب واضح على اتفاق الرياض الذي رعته السعودية 2022.
وقال المصدر الحكومي في تصريح لـ"عربي21"، طالبا عدم الإفصاح عن اسمه؛ إن العليمي بصدد إجراء تعديل وزاري لعدد من الحقائب الوزارية، في الحكومة التي يرأسها أحمد عوض بن مبارك، بينها وزارة الإعلام والثقافة والسياحة، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، مؤكدا أن أبرز المرشحين في التعديل المرتقب ينتمون للمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو أمر يتجاوز مبدأ الشراكة بين الشمال والجنوب، الذي نص عليه اتفاق الرياض في التركيبة الحكومية والمواقع الأخرى.
وتمّ التوصل إلى "اتفاق الرياض" برعاية سعودية في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، بعد استيلاء الانفصاليين بدعم من أبوظبي على مدينة عدن، المقر الرئيسي للحكومة المعترف بها دوليا.
فيما أشار إلى أن قرارات رئيس مجلس القيادة الرئاسي التي صدرت مؤخرا، تتركز في "أسماء وشخصيات من منطقة جغرافية محددة، وتحديدا "محافظة الضالع التي ينتمي إليها رئيس المجلس الانتقالي وعضو المجلس الرئاسي، عيدروس الزبيدي، وإزاحة مناطق يمنية أخرى شمالا وجنوبا".
وكان العليمي قد أصدر مؤخرا، قرارا بتعيين شائع الزنداني وزيرا للخارجية وشؤون المغتربين، الذي كان يشغل منصب سفير
اليمن لدى السعودية، حيث ينحدر من مسقط رأس الزبيدي، زعيم الانفصاليين المدعومين من أبوظبي.
وحسب المصدر الحكومي، فإن هناك احتقانا واستياء شديدين يسود محافظتي أبين وشبوة (جنوب وشرق اليمن)، بسبب إزاحتها من عدد من المواقع الرسمية "مدنية وعسكرية"، لمصلحة الموالين للمجلس الانتقالي الانفصالي، ومحافظة الضالع التي ينحدر منها الزبيدي.
وأكد المصدر أن العليمي يتعمد إبعاد "الشخصيات والأسماء المنتمية إلى محافظتي أبين وشبوة"؛ سعيا منه إلى احتواء المجلس الانتقالي الانفصالي والمنتمين لمحافظة الضالع ومدينة يافع، التي تتبع إداريا محافظة لحج، جنوبي البلاد.
وقال المصدر الحكومي؛ إن العليمي يستند على رؤية مفادها "أن الضالع ( مسقط رأس زعيم الانفصاليين الجنوبيين، الزبيدي) لا بد من أن تأخذ حقها في الشراكة بالسلطة، مثلما أخذت محافظتا أبين وشبوة هذا الحق في السلطة منذ الفترة التي أعقبت حرب صيف 1994، التي اندلعت بين قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، بعد إعلان الأخير الانفصال عن الشمال وهزيمة قواتها بعد ذلك".
وتابع المصدر أن رؤية العليمي تشير أيضا إلى أن الضالع كانت جزءا من منظومة الحكم قبل وبعد تحقيق الوحدة 1990، إلا أنها أزيحت بعد حرب الانفصال وحلت مكانها محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس السابق، عبدربه منصور هادي، لافتا إلى أن العليمي لديه قناعة أن أبين قد أخذت حقها في الشراكة والسلطة بموقفها المؤيد للوحدة اليمنية، والوقوف في صف الشرعية بقيادة هادي.
ووفق المصدر، فإن رئيس المجلس الرئاسي يعتقد أن مزيدا من الشراكة والتمكين للمنتمين للمجلس الانتقالي الانفصالي ومحافظة الضالع في مواقع السلطة، يمكن أن يفضي إلى التراجع عن مطلب انفصال جنوب البلاد عن شماله.
وحذر المصدر ذاته من تبعات خطيرة لهذا التوجه من قبل العليمي المبني على صبغة مناطقية كارثية، قد تدفع المحافظات التي تم إبعاد وإزاحة أبنائها من المواقع الحكومية إلى خيارات أخرى.
وتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي بدعم إماراتي أوساط العام 2017، وقد نجحت أبوظبي في تمكين القوات التابعة للمجلس من السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظتي أبين وشبوة، بعد معارك مع القوات الحكومية التي تعرضت لعمليات قصف جوي إماراتي، مهد الطريق أمام قوات الانتقالي.
وبات الانتقالي الجنوبي يشارك في عدد من الحقائب الوزارية المهمة في الحكومة اليمنية، المعترف بها منذ تشكيلها بموجب إعلان نقل السلطة من الرئيس عبدربه منصور هادي، لصالح مجلس رئاسي مكون من 8 أعضاء بقيادة رشاد العليمي في نيسان/إبريل 2022.
ورغم هذه الشراكة، لم يتخل المجلس الانتقالي عن مطالبه في الانفصال واستعادة دولة الجنوب سابقا، ولم تتوقف مساعيه في التلويح بضم المناطق التي لم يسيطر عليها حتى الآن في حضرموت والمهرة، شرق البلاد.