شهد الإفطار الذي أقامه الرئيس الأمريكي جو
بايدن في
البيت الأبيض لشخصيات مسلمة، انسحابا من جانب عدد من الحضور؛ احتجاجا على المجازر والتجويع الذي يجري بحق الفلسطينيين في
قطاع
غزة.
وسلم الطبيب ثائر
أحمد، الذي عاد من غزة، الرئيس الأمريكي ونائبته رسالة من طفل نازح برفح فقد
عائلته، قبل أن يؤكد أنه لا يستطيع الاستمرار في البقاء بالمناسبة بينما يقتل
الناس في غزة.
ونقل موقع هفنغتون بوست، عن الطبيب أحمد قوله،
إنه "كان من المخيب للآمال أنني كنت الفلسطيني الوحيد الحاضر، واحتراما
لمجتمعي الذي يعاني الحداد والمعاناة، أخبرت الرئيس أنني سأغادر، أخبرني أنه يفهم
سبب حاجتي للمغادرة".
وقال أحمد، وهو أمريكي من أصل فلسطيني مقيم في
شيكاغو ويعتزم العودة إلى غزة في رحلة إنسانية أخرى، تجربته في غزة خلال اجتماع
يوم الثلاثاء وأكد على الحاجة إلى المزيد من المساعدات. وقال إنه أبلغ الرئيس أن
الولايات المتحدة بحاجة إلى الوقف الصارم للغزو الوشيك لرفح.
وأضاف: "كنت في غزة، وحاولت أن أفعل كل ما
بوسعي لمساعدة أهلي هناك، ولكن لسوء الحظ، لم يكن ذلك كافيا، بل أصبح الوضع أسوأ،
مجتمعنا يترنح، ونحن في حالة حداد، ونحتاج إلى تدخل الرئيس والمطالبة بوقف إطلاق
النار، لدي قدر هائل من ذنب الناجين".
وأشار إلى أنه كان "حازما وصريحا ومحترما،
وتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت".
وتحول حفل الإفطار السنوي، إلى عشاء صغير
لغالبية موظفي البيت الأبيض المسلمين، بسبب رفض العديد من المسلمين الأمريكيين
تلبية دعوة الإدارة الأمريكية، بسبب دعمها للعدوان على قطاع غزة.
ونقل الموقع عن أحد الشخصيات الفلسطينية المسلمة، التي دعيت للحضور،
وأبدت رفضها، إن المدعوين طالبوا الإدارة بمناقشة سياسية بدل تناول الطعام، وقالوا
إن الإفطار غير مناسب وسط تقارير عن
التجويع في غزة.
ووصفت الشخصية التي تذكر اسمها أن الإفطار عبارة عن عمل ترقيعي،
ومحاولات البيت الأبيض، لقاء أفراد فلسطينيين ومسلمين كانت بعيدة عن الواقع.
من جانبها قالت جماعة "إمجيدج" المدافعة عن التصويت
للمسلمين، إن قياداتها دعيت لإفطار البيت الأبيض، لكنها رفضت تلبية الدعوة.
من جانبه، أكد بايدن
للحضور، من العرب والمسلمين المشاركين، أنه "سيفعل كل ما بوسعه لمنع سقوط
مدنيين في غزة".
وأشارت سي أن أن إلى أن
"بايدن دعا عددا من الحضور للقاء موسع في البيت الأبيض لمزيد من النقاش بشأن
وجهة نظرهم في الحرب".
ولفتت إلى أن البيت
الأبيض أكد للحضور أن موقفه واضح في رفض أي عملية إسرائيلية في رفح لا تضع
اعتبارا للنازحين.
ولفت مسؤول في البيت
الأبيض، إلى أنه كان هناك تراجع كبير من جانب الحضور، في ظل المجاعة التي تجري في
غزة، واستشهاد 23 طفلا بسبب الجوع في شمال القطاع، ولن يكون هناك أي شخص مرتاحا ما دامت تلك الصور والقصص على مائدة الإفطار.
ونقلت عن مصدر آخر مطلع، قوله إنه لم يكن
هناك اهتمام من جانب المشاركين بالرغبة في تناول الطعام، وبات من المناسب إجراء
نقاش حول السياسة.
وقال مصدر للشبكة، إن الشعور الذي سمعناه
بشكل متكرر، هو أن أي شخص سيذهب للإفطار، بينما يقتل الفلسطينيون ويجوعون، يجب أن يخجل
من نفسه.
يشار إلى أن حفل
الإفطار الرمضاني في البيت الأبيض، العام الماضي، شهد حضور 350 شخصا، مقارنة بحالة
الغضب والانسحابات ورفض الحضور في هذا العام بسبب المجازر في قطاع غزة، ودعم البيت
الأبيض لإبادة الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال.