يمر
عيد الفطر هذا
العام وسكان قطاع
غزة يعيشون أسوأ الأحوال التي مرت ربما في تاريخ القضية
الفلسطينية، مع حرب مستمرة لستة شهور، وتقسيم العائلات والسكان بين شمال وجنوب
القطاع المدمر.
ويعتبر العديد من
السكان حلول عيد الفطر مع استمرار الحرب بمثابة تذكير قاس لكل ما خسروه وفقدوه، بينما
يعتبر البعض الآخر أنها مناسبة جديدة لتأكيد الصمود والثبات في الأرض.
ورصدت "عربي21"
أحوال الفلسطينيين في داخل قطاع غزة وكيفية تعاطيهم مع حلول "الفطر السعيد".
ويقول محمود (35 عاما)
إنه قرر بدون تردد الاحتفال بالعيد وإبداء مظاهر الفرحة رغم الظروف الحالية،
قائلا: "سأقدم العيديات للأطفال وسأشتري الكعك وأقدم القهوة والحلويات".
ويضيف محمود لـ"عربي21"،
"صحيح أن أزمة السيولة ما زالت موجودة وتزداد، لكن مجرد شراء الحاجيات مع الناس
البسطاء الذين يحاولون تدبير قوت يومهم بأي طريقة سيساهم ولو قليلا بالحد من
الأزمة".
ويضيف: "ما ذنب
الأطفال الذين يعيشون في بؤس منذ بداية الحرب بألا يشعروا بالفرح ولو لساعات وأيام
قليلة رغم استمرار الحرب والقصف والقتل".
بدورها، تقول أم العبد
(60 عاما) إنها "ستحتفل بالعيد امتثالا لأمر الله ورسوله من خلال تعظيم شعائر
الله"، موضحة "أنها اشترت ملابس العيد وبعض الهدايا لأحفادها وستقوم
بزيارة ابنتها وأخواتها في أماكن نزوحهم".
وتشير أم العبد: "أنا لست بمعزل عن مآسي الحرب، فقدت زوجي وابني والعديد من أولاد إخوتي، وأنا
بعيدة عن بيتي لأكثر من ستة شهور، لكن سنحتفل بالعيد ونبقى على هذه الأرض".
من ناحيته، يقول سالم
(34 عاما) إنه سيحاول إبداء الفرح والسعادة في العيد من أجل عائلته، مضيفا: "لكن والله الأمر صعب، خسرنا كل شيء.. أفراد من العائلة بيوتنا ومصادر رزقنا
وما يعيننا على هذه الحياة الصعبة أصلا من قبل اندلاع الحرب".
ويوضح سالم
لـ"عربي21"، "والله فرحتنا اللي ممكن تيجي هي عودة عائلاتنا
وأصدقائنا من الجنوب، وأن نلتقي بهم من جديد وتعود أيامنا القديمة".
أما سامي (36 عاما)
فيقول إن ليلة العيد صدمته بالذكريات والعادات التي كان يواظب عليها، وأن مجرد
محادثة على "جروب الأصدقاء" عبر واتساب أجبرته على ذرف دموع خجولة.
ويقول سامي لـ"عربي21"،
"التجمع في بيت صديقنا ثالث أيام العيد بالقهوة البيضاء المميزة التي يعدها
بنفسه، تجمعنا ولعبنا للبلايستيشن، المزاح والضحك ولقاء أصدقاء كانت الحياة
ومشاغلها تلهينا عنهم".
ويوضح: "العيد ليس
مجرد مناسبة، بل عادات جميلة اعتدنا عليها حتى يصبح العيد بدون طعم إذا لم نقم
بها، أتذكر المزاح على أنواع الشوكولاتة عندما نقول لبعضنا سنذهب عند فلان أولا
لأنه يقدم شوكولاتة مميزة وغالية".
من ناحيتها، تكشف أم
حازم (56 عاما) أن العيد بالنسبة لها مناسبة جديدة وتذكير لها بغزة التي نزحت منها
إلى مصر مضطرة بعدما تدمر منزلها ومنزل ابنها.
وتوضح أم حازم
لـ"عربي21"، "سأعود لغزة وأبني بيتي من جديد، لكني خرجت تحت إلحاح
ابني الذي اضطر للمغادرة أيضا بسبب ظروف عمله وخشية فقدانه، دفعنا كل ما معنا من
أجل التنسيق للسفر، صحيح أننا الآن نبدأ من تحت الصفر، لكن والله سنعود إن شاء
الله".