شن لواء متقاعد من جيش
الاحتلال، هجوما حادا على القيادات الإسرائيلية الحالية، وقال إنهم في طريقهم
لاتخاذ قرارات ستؤدي بـ"إسرائيل" إلى الكارثة.
وقال اللواء يتسحاق
بريك، في مقال بصحيفة
معاريف، ترجمته "عربي21" إن "دولة إسرائيل،
أشبه بسفينة تنجرف في البحر أثناء العاصفة، يقودها أربعة على رأس السلطة، بدافع
الانتقام وإنقاذ شرفهم بعد فشلهم في 7 أكتوبر".
وأضاف: "لا شك
لدي أن الأربعة فقدوا كل ما تبقى لهم من مسؤولية وطنية، وسيتخذون قرارات ستؤدي
إلى الكارثة، وسفينة إسرائيل تائهة وسط البحر، وقد تغرق في القاع".
ويقصد بريك بالقيادات
بنيامين
نتنياهو، ويؤآف غالانت، وهرتسي هاليفي، وبيني غانتس، وقال إنهم "يتخذون
القرارات دون أن يضعوا في عين الاعتبار العواقب الوخيمة والتداعيات على الإطلاق،
يقررون من أحشائهم وليس من رؤوسهم، وكل شيء دون ذرة من المسؤولية، وعلى رأسهم القبطان
نتنياهو، الذي تحركه اعتبارات بقائه السياسي، وليس الأمن القومي".
وقال اللواء المتقاعد: "أما القبطان
الثاني، فهو وزير الدفاع غالانت، الذي يعمل منذ بداية الحرب في محاكاة الواقع، وقد
فقد تماما منطقه وفهمه للواقع الحقيقي الذي وضع فيه، فهو ينشر التهديدات في كل
مكان، من عبارات مثل حماس ستدمر بالكامل، إلى لبنان سيعود إلى العصر الحجري، ويحذر
إيران من الرد الفعلي بعد 330 صاروخ كروز ومسيرة وصواريخ باليستية".
وأضاف: "غالانت اليوم، يتصرف مثل فيل في
متجر للخزف الصيني، وقراراته تشكل خطرا على دولة إسرائيل".
وتابع بريك: "القبطان الثالث، هو رئيس
الأركان هاليفي، الذي يحرك الخيوط على من هم فوقه، كأنه في عرض دمى للأطفال، ويفعل
ما يتبادر إلى ذهنه".
وشدد على أنه "ليس هناك اليوم في
إسرائيل، قائد مسؤول ذو مكانة، يستطيع أن يقود البلاد، ومواطنيها إلى شاطئ آمن،
وهؤلاء الثلاثة يمسكون بأيدي بعضهم ببعض بإحكام، بحيث يعتمدون على بعضهم وليس جنبا
إلى جنب.. وانضم إليهم القبطان الرابع غانتس، وبدلا من أن يوازن بين الثلاثة، أصبح
عضوا في مجلس الحرب، وبات تلميذ الساحر الذي يخدم سيده، والأربعة الآن يمسكون بدفة
السفينة ويقودون الإسرائيليين إلى طريق مسدود مثل مهووسي الحرائق، الذين يمكن أن
يشعلوا الشرق الأوسط، وربما يشعلون حربا عالمية ثالثة، ويقررون دون إبداء رأيهم في
النتائج الكارثية والتداعيات".
وشدد على أنه
"بعد نصف عام من حرب الاستنزاف، بين حماس وحزب الله فلم يحقق الجيش أهداف
الحرب، لا هزيمة حماس، ولا إطلاق سراح الرهائن، ولا يزال الجيش يتخبط في الوحل،
دون أن يرى أي شيء، وأمام احتمالات الحل في هذا الوضع المزري، تقرر مجموعة فتح
ساحة أخرى ضد إيران".
وقال بريك: "ماذا
يفعل مشعلو الحرائق، في مهاجمة القنصلية الإيرانية في سوريا، دون التفكير في عواقب
ذلك، ومن الممكن أن يشعل نارا كبيرة في الشرق الأوسط، أمام الهجوم على أراضينا،
والذي تم صده بنجاح، بمساعدة الأمريكيين والأردنيين، لكن إذا تطور القتال الإقليمي
عاجلا أم آجلا، فإن الهجوم سيكون على القنصلية الإيرانية علامة بارزة على اندلاع
الحريق".
ولفت إلى أن الحرب
الإقليمية ستشهد مئات الهجمات كل يوم على إسرائيل، وسيتم إطلاق آلاف الصواريخ
والقذائف والطائرات بدون طيار في نفس الوقت، من عدة دول معادية، "لكن دولة
إسرائيل لن يكون لديها القدرة على الدفاع، لا في القدرة على الاعتراض، ولا في كمية
الأسلحة المتاحة لها. لقد تم ذلك خلال ثلاثة أسابيع من القتال وقد أطلقت علينا
الصواريخ والطائرات بدون طيار، ولكن تم زرع بذور القفزة إلى الأمام في الحرب
الإقليمية المقبلة التي ستندلع بكل نطاقها في وضع ينطوي على احتمال الدمار وفي
أيدي ألد أعداء إسرائيل إيران ووكلائها".
وأضاف بريك: "لا يساورني شك، في أن
مجموعة القباطنة، الذين فقدوا المسؤولية الوطنية، سيتخذون المزيد من القرارات بشأن
الرد القوي، الذي سيوصلنا إلى كارثة وطنية، وللتذكير فقد طالب هاليفي وغالانت قبل 6 أشهر
من نتنياهو بمهاجمة حماس وحزب الله في آن واحد، ولو حدث ذلك لكنا دخلنا في حرب
إقليمية، كانت ستدمر كل جزء جيد، ولكانت مناطق البلاد تبدو تماما مثل المناطق
المدمرة في قطاع
غزة".
ودعا اللواء المتقاعد، إلى كبح جماح قيادات
الاحتلال وقال: "أوقفوا
الأربعة الذين يفكرون من بطونهم وليس من رؤوسهم، ولذلك، فإن أي رد نتخذه بشأن
إيران، مهما كان مهما، يجب أن يكون بالتنسيق الكامل مع الرئيس الأمريكي، وعلينا أن
نفحص بعناية أن رد الفعل هذا لن يجرنا إلى رد فعل آخر من الحرس الثوري، وهو ما قد
يؤدي إلى اندلاع معارك في ست ساحات في وقت واحد بمشاركة حزب الله، وبالتأكيد، نحن
لسنا مستعدين لذلك".
وشدد على أن أي هجوم
خطير على القواعد الأمريكية، في الشرق الأوسط، يمكن أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة،
وحتى لو تمكنا من ضرب الإيرانيين، فإننا سنتلقى منهم ضربة قوية من الدمار الرهيب
والخسائر الفادحة، وفي النهاية، فإن القادة الذين ضلوا طريقهم وعالمهم بسبب مسؤوليتهم
وذنبهم في الفشل الذريع إزاء هجوم حماس في 7 أكتوبر هم من يقودون البلاد إلى الهاوية.
وقال إن قراراتهم
"ليست عقلانية ومدروسة، يحفزهم الشعور بالانتقام، ورغبتهم في استعادة كرامتهم
المفقودة، ولهذا السبب فإنهم يتصرفون على هذا النحو، لأنه لم يعد لديهم ما
يخسرونه، وقد يقودون إسرائيل إلى نهاية طريقها".